طوفان الأخضر والأحمر هو ذاك الذي غمر العاصمة الإيفوارية أبيدجان مساء اليوم السبت 11 نونبر، بعد تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم روسيا 2018، إثر فوزه على منتخب الفيلة برسم الدورة السادسة والأخيرة من الإقصائيات.
فبمجرد إعلان صافرة نهاية هذا اللقاء الذي تتبعه ما لا يقل عن 35 ألف متفرج، من ضمنهم آلاف المغاربة، خرج مشجعو أسود الأطلس للتعبير عن فرحتهم في شوارع العاصمة الإيفوارية في مشهد لم تعشه أي جالية من قبل.
مغاربة مقيمون بكوت ديفوار، ومواطنون لهم قدموا من المغرب، رجال ونساء وشباب وكبار شكلوا طوفانا بشريا حقيقيا غمر أبيدجان، والشوارع الكبرى المحيطة بملعب فيليكس هوفويت بوانيي في حي بلاطو المعروف عادة بهدوئه.
وتحولت تريشفيل وماركوري وجسر أش كي بي، والمنطقة 4، وجماعات أخرى تابعة لأبيدجان، إلى منطقة خالصة لمشجعي المنتخب الوطني الذين خرجوا وهم يرددون النشيد الوطني وشعارات الفرحة بانتصار زملاء زياش وبنعطية. تعالت أصوات منبهات السيارات ورفرفت الأعلام الوطنية على طول الموكب الذي سار فيه المشاركون في هذا الاحتفال الذي يأتي بعد عقدين كاملين من الانتظار.
"ديما مغرب" و"مبروك علينا، هادي البداية، مازال مازال" وشعارات أخرى بطابع مغربي قح رددتها الحناجر في جو حماسي مازجتها زغاريد المغربيات الحاضرات في هذا المشهد الاحتفالي الاستثنائي.
يقول إلياس، الفتى الرباطي، إنه "لا أجمل من رؤية الفريق الوطني وهو يجدد الوصل بالمونديال بعد 20 سنة من الغياب. لاعبونا جديرون باللقب الذي يحملونه، إنهم فعلا اسود في الميدان".
أما حميد، الشاب الثلاثيني، فيحكي عن رحلته من ميلانو بإيطاليا مع أصدقاء آخرين للمشاركة في هذه الفرحة التي طال انتظارها. "مضت عشرون سنة والحلم يراود مخيلاتنا. اليوم أصبح الحلم حقيقة" يقول حميد مضيفا أن عناصر المنتخب المغربي تستحق القميص الذي ترتديه".
وكان المشجعون المغاربة قد تقاطروا تباعا منذ الساعات الأولى لهذا اليوم على ملعب فيليكس هوفويت بوانيي. فحضور المقابلة شيء أمر يستحق العناء.
من جهة أخرى، كانت وسائل النقل من دراجات نارية وسيارات تجوب مختلف مناطق بيدجان
أبيدجان تنتظر أن تقل المشجعين المغاربة، أو على الأقل المجموعات الأولى منهم، إلى المطار حيث سيعودون إلى المغرب للاحتفال مرة أخرى في المملكة التي تعيش بدورها أجواء فرح وسعادة غامرة في انتظار أسود الأطلس.
هكذا إذن، تكون العاصمة الإيفوارية قد عاشت ليلة لا مثيل لها تمكن فيها أسود الأطلس من إثبات الحضور بعد عشرين سنة من الغياب. وبعد تألقهم في الإقصائيات، يبدو أن عناصر المنتخب الوطني تتوفر على جميع الإمكانيات والمؤهلات ليظل مستواهم عاليا في مقابلات المونديال.
وكما هو الشأن بالنسبة لمقابلة أبيدجان، سيكون الجمهور المغربي حاضرا بالتأكيد في روسيا لمؤازرة المنتخب الوطني في هذا الموعد الكروي العالمي.