الآن وقد بلغنا الجولة الخامسة ولم نعدم حظوظنا في التأهل كما حدث معنا في آخر النسخ، هي يجدر بنا أن نفرح أم نعظ أصابع الندم كمدا وحسرة على ما ضاع في بعض المحطات؟
رونار يقول أن الأسود على قيد الحياة و هو المعطى الأهم في هذا المشوار و لقجع يؤكد أنها مجموعة نارية تتيح وبنسب متفاوتة أمام كل المنتخبات التأهل لروسيا.
في المواكبة التالية نعيد قراءة المحصلة التقنية للأسود في مجموعتهم المونديالية والمعادلات التي تتيح أمام المنتخبات الأربعة التواجد الصيف القادم في حضرة الكبار.

هكذا نقرأ الحصيلة
تذكرون جيدا أنه بعد سقطة فرانس فيل والتعادل السلبي هناك أمام المنتخب الغابوني تأخرنا على مستوى التقييم وتأخرنا أيضا على مستوى قراءة فائدة تلك النقطة لغاية سبر أغوار باقي مباريات المجموعة.
بعدها سنتعادل هنا مع المنافس المباشر منتخب كوت ديفوار وسنؤخر التقييم إلا أن قراءة واقع هذه المجموعة لاحقا وانحصار عدد نقاط متصدرها عند 7 نقاط فقط سيجعلنا نعض أصابع الندم كمدا على ما ضاع سواء بالغابون وخاصة بباماكو أمام المنتخب المالي، إذ كان من شأن الإنتصار أن يمنحنا دافعا كبيرا للتعلق بأهداب روسيا عبر فرضيتي الإنتصار والتعادل وجمع 4 نقاط بدل المراهنة على 6 كما يفرض الواقع الحالي.
هي حصيلة مقبولة طالما أنها أبقتنا على قيد الحياة كما قال رونار و لم تعدم حظوظنا بالكامل وحصيلة تحمل مباراة أبيدجان الختامية على صفيح ناري.

باماكو وفرانس فيل آه يا ندم
ما عاد البكاء يجدي وما عاد الندم يفيد الآن نحن بصدد مناقشة مبارتين تقتربان من نزالات السد الحارقة والتي لا سبيل فيهما غير الإنتصار للإطمئنان على التأهل ونحن من يملك في هذه المجموعة خاصية التحكم في مصير التأهل رفقة كوت ديفوار.
وكي لا يستمر التباكي على ما حدث أمام الغابون بفرانس فيل وبعدها بباماكو دون تجاهل النقطة البئيسة التي تحصلنا عليها في مراكش أمام المنتخب الإيفواري، فإن استلهام روح مباراة العيد أمام المنتخب المالي هنا بالرباط واستحضار نفس النجاعة الهجومية وتجاوز لعنة ضياع الفرص السهلة التي تكررت في مباريات «الكان» وفي الفاصل التصفوي المونديالي هو السبيل الوحيد للتواجد في حضرة الكبار بروسيا الصيف القادم إن شاء الله.
12 نقطة هي المفتاح السحري للتأهل وهو احتمال جد ممكن لو يؤمن لاعبو الفريق الوطني بكامل حظوظهم ويضعوا المونديال الروسي هدفا أسمى يحتم الإنتحار و القتالية لبلوغه.

ADVERTISEMENTS

الفهود تبعث من جديد
لم يخسر منتخب الفهود الغابوني كامل حظوظه كما توقع البعض وهو ينهار على ملعبه أمام المنتخب الإيفواري، إذ أن عودته القوية وغير المتوقعة بأبيدجان ستكون بمثابة العلامة التي ستعيد ترتيب أمور المجموعة بالكامل وستعيد الفهود للواجهة ولقراءة حظوظهم كما ينبغي لها أن تكون.
المنتخب الغابوني بإمكانه التأهل للمونديال هو الآخر وبإمكانه أن يحلم ببطاقة الترشح شريطة تحقيق الإنتصار في مبارتيه المتبقيتين وانتظار تعادل المغرب أو انتصاره بكوت ديفوار وهنا تبرز حدة وقوة المجموعة.
إنبعاث الفهود من جديد يمنح لهذه المجموعة خاصية متفردة ويجعل مبارياتها حافلة بالإثارة لغاية جولة الختم وبخاصة ستضع مباراة المنتخب الغابوني أمام المنتخب المغربي على المحك كواحدة من المباريات الثقيلة.

موقعة أبيدجان كالإعصار
تهادت أمام الفريق الوطني فرصة لمصالحة الذات والتاريخ حين قدم لنا فهود الغابون هدية ذهبية وهم يقتلعون أنياب الفيل الإيفواري وعلى ملعب الأخير، إذ كان الإنتصار أمام مالي سيسهل الكثير من الحسابات ولربما رحلنا بمنتخب الشبان لكوت ديفوار في المباراة الختامية.
كيف ذلك؟ الفوز على مالي وإمكانية سقوط كوت ديفوار بمالي كان سيعني خروجا نهائيا للأفيال في الجولة الخامسة الأمر الذي لم نستثمره لسوء الحظ.
بهذا الشكل تحولت مباراة أبيدجان لكرة من نار ملتهبة بالحمم المشتعلة والساخنة وموقعة كالإعصار لأنها قد تمثل قمة قمم الجولة السادسة بالقارة الإفريقية ومباراة سد فاصلة قد تحدد المتأهل عن هذه المجموعة الملغومة وخلالها سيكون حسابيا ورقميا منتخب مطلوب بالانتصار وآخر مدعو للتعادل ما سيغذي هذه المواجهة بإثارة فوق كل التوقعات الممكنة.

سيناريو رادس
لا يرغب الجمهور المغربي في أن يتكرر معنا نفس سيناريو 2006 حين رحل الأسود لرادس بتونس وهو يلعب على خيار الانتصار ولم يحالفه الحظ في العبور لألمانيا بعدما رهن التأهل بالإنتصار الذي لم نتحصل عليه أمام نسور قرطاج.
كما أن نفس الوضع الحالي شبيه بما تحصل عليه الأسود يومها رفقة الزاكي، إذ لم نخسر في التصفيات ولم تستقبل مرمانا سوى هدفين ومع ذلك ذهبت كل هذه الإحصائيات أدراج الرياح وبلا فائدة.
رهاننا كبير هذه المرة لأن الحظ لم يحالفنا في السنوات التالية 2002 أمام السينغال و2006 أمام تونس و2014 أمام كوت ديفوار تحديدا في تحقيق معجزة التأهل عبر بوابة المباراة الختامية التي كنا نحتاج فيها كل مرة للإنتصار.
وكي نتجاوز هذا المطب يتعين علينا أن نفوز على الغابون وننتظر تعثرا لكوت ديفوار ولو بالتعادل بمالي لنرحل لأبيدجان بخياري الإنتصار أو التعادل وهو أهون بكثير من مشنقة الإنتصار كحل حتمي للتواجد بروسيا.