تعيش مالي على إيقاع سخط جماهيري كبير بعد سقطة نسور الفرنسي ألان جيريس أمام المنتخب المغربي بسداسية مدوية الجمعة الماضية برسم ثالث جولات تصفيات مونديال روسيا 2018،ووقفت "المنتخب"بالعاصمة باماكو إنطلاقا من مطار موديبو كايتا على حجم الإحباط الذي أصاب الماليين عقب الخسارة الثقيلة التي تعرضوا لها بالرباط.
أول تواصل  لنا بالماليين كان مع رجل الأمن الذي ختم جواز دخولنا،وبمجرد لمحه جواز سفر مغربي بادر الحديث معنا عن حجم الضرر التي تسبب فيه أسود الأطلس لمنتخب بلاده فجلس يسب اللاعبين والناخب الفرنسي جيريس الذي يتقاضى راتبه من أموال الماليين دون أن يتمكن من تكوين منتخب قوي وتسبب في بهذلة الفريق الوطني لبلاده أمام العالم،قبل أن يتوعد كتيبة رونار بالثأر في مباراة الثلاثاء،كاشفا بأن الجمهور المالي لن يحضر بكثافة مباراة الجولة الرابعة لأن جرح الخسارة لم يندمل بعد.
خارج المطار إلتقينا  بصاحب سيارة الأجرة الذي أقلنا لفندق إقامتنا وبعد تبادل أطراف الحديث معه وتعرفه على جنسيتنا تنهد وأعرب عن السخط الذي تسببت فيه خسارة منتخب بلاده بالمغرب لأبنائه الصغار رغم أنه ليس من المهتمين بشأن كرة القدم لا المالية ولا العالمية،وهو في بحث مستمر عن لقمة العيش في بلد تنمش البطالة غالبية شبابه.
سألنا صاحبنا السائق عن الأجواء التي سادت العاصمة باماكو عقب الخسارة،فكشف بأنه لمس حزنا كبيرا في شوارع المدينة ومعظم الجماهير غادرت المقاهي ولم تكمل المباراة التي أحس الماليون أنها جرحت كبرياءهم.
وصلنا فندق الإقامة وبمجرد الدخول لقاعة الإستقبال إبتسم في وجهنا شاب لطيف،مؤكدا حبه الكبير للمغرب،بعدما هنأنا على الإنتصار ونحن نهم باللحاق بغرفتنا توعدنا برد الدين،ليس من أجل بلوغ المونديال ولكن لإعادة الإعتبار للشعب المالي الذي يعتبر كرة القدم متنفسه الذي ينسي به هموم الحياة ومشاكلها.
بين كل النماذج التي تحدثنا إليها مباشرة منذ أن وطأت أقدامنا العاصمة باماكو،وقفت"المنتخب"على نقاشات حادة بين الماليين في مطار موديبو كيتا،بين من يلوم اللاعبين وعدم إحساسهم بروح المسؤولية،ومن ينتقد المدرب الفرنسي ألان جيريس،ناهيك عن من يعلق شماعة الإخفاق على الحكم أليوم وإنحيازه الكبير لأسود الأطلس.