حال المنتخب المالي ليس أفضل من نظيره المغربي، فهو تذوق الألم مطلع السنة الجارية بإقصائه من الدور الأول «بكان» الغابون، ثم دخل في غيبوبة لشهرين بعد إيقاف أنشطته من قبل الفيفا، قبل أن يعود بعدها ويتأثر ويستجمع قواه.
النسور بغيابات ثقيلة وأوراق بديلة حضروا لموقعتي الأسود ذهابا وإيابا، وتحت وقع تشاؤم الأنصار وترقب المتتبعين جهز ألان جيريس لاعبيه للعب آخر الحظوظ في الإبقاء على آمال المنافسة على بطاقة التأهل لمونديال روسيا 2018.
خيبة «الكان»
خرج المنتخب المالي خالي الوفاض من مشاركته في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالغابون، حينما غادر مجموعته الرابعة برأس مطأطأ عقب إحتلال الصف الثالث بنقطتين من تعادلين ضد مصر وأوغندا وخسارة ضد غانا.
الماليون ظهروا بوجه شاحب وخانتهم الفعالية، فلم يسجلوا سوى هدف وحيد وتلقت مرماهم هدفين، وعجزوا عن المنافسة على بطاقة العبور ليكون مصيرهم الإقصاء.
ورغم السخط الجماهيري والإنتقاذات الكبيرة التي طالت المدرب واللاعبين فقد آثر الإتحاد المحلي الإحتفاظ بآلان جيريس كناخب وطني، ومنحه الثقة لمواصلة المشوار التصفوي المتعلق بإقصائيات كأس العالم 2018 وإقصائيات كأس إفريقيا 2019.
ما بعد عقوبة الإيقاف
بسبب التدخل الحكومي والمشاكل الداخلية العميقة تم تجميد نشاط الإتحاد المالي لكرة القدم ومعه أنشطة جميع المنتخبات والأندية من قبل الفيفا منتصف شهر مارس الماضي.
العقوبة المفاجئة والرادعة جعلت الكرة المالية في غيبوبة طيلة أسابيع، فدخل منتخب النسور في مرحلة شك ومجهول خصوصا فيما يتعلق بمصيره في التصفيات المتعلقة بالمونديال و«الكان»، فتوقف النبض وغابت المباريات إلى غاية مطلع شهر يونيو.
فقد رفع الفيفا عقوبته قبيل بداية تصفيات كأس إفريقيا 2019 وسمح للمنتخب المالي بإجراء أول مبارياته ضد الغابون، وجاء الرد والعودة بصورة قوية وكبيرة إذ تمكن النسور في أول ظهور بعد الكان وعقب رفع العقوبة من هزم فهود الغابون بنتيجة 2ـــ 1 بالعاصمة باماكو.
جيريس في ورطة
رغم الإنتصار المستحق والقوي إلا أنه لم يخف المشاكل التي يعاني منها المنتخب المالي، والتي تتعلق أساسا بالعقم الهجومي وغياب التشكيلة القارة وعدم إقتناع فئة كبيرة من الجمهور المحلي بعروض النسور.
مصائب جيريس إزدادت هذا الصيف بتعرض مجموعة من اللاعبين إلى إصابات متفاوتة الخطورة ضمن إستعدادات ومباريات أنديتهم الأوروبية، فتم إعلان غيابهم الرسمي عن المنتخب الذي سيواجه أسود الأطلس ذهابا وإيابا في 1 و5 شتنبر لحساب الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس العالم روسيا 2018.
4 لاعبين أساسين سيفتقدهم المدرب جيريس وهم سالف كوليبالي، أوسمان كوليبالي، باكاري ساكو، الشيخ دياباتي، مما وضع الناخب الفرنسي في ورطة جديدة دفعته مضطرا لإستدعاء بعض اللاعبين لأول مرة.
الماليون ينتظرون الأسوأ
اللائحة التي أعلن عنها جيريس والتي ضمت 23 لاعبا لمواجهة الأسود خلفت ردود أفعال متشائمة وسيئة بالأوساط الكروية المالية، كونها تضم لاعبين عاطلين وآخرين غير مرحب بهم، إضافة إلى شبان يفتقدون للتجربة والخبرة.
قلة فقط هم من يلعبون ويتألقون بداية هذا الموسم بالأندية الأوروبية، والحراس الثلاثة لم يلعبوا ولا دقيقة، والبقية يتراقص منسوب تنافسيتهم بين الرسمية والإحتياط في إنطلاق أبرز البطولات.
الوضعية الحالية للنسور لا تبشر الماليين بالخير، والأغلبية يتوقعون إقصاء منتخبهم خلال الجولتين القادمتين ورحيل جيريس الذي لا يجد الترحيب والإجماع.
نسور تلعب ورقتها الأخيرة
يتذيل المنتخب المالي المجموعة الثالثة المؤهلة لعرس روسيا 2018، وذلك بإكتفائه بنقطة وحيدة ربحها من تعادله بميدانه ضد الغابون
0 ــ0 والذي أعقب الخسارة بأبيدجان في المحطة الأولى أمام الفيلة 3ـ 1.
النسور لم يعد لديهم ما يخسرونه وسيلعبون الكل للكل ضد أسود الأطلس ذهابا وإيابا، إذ سيحاولون تكرار سيناريو الفهود قبل 3 أشهر، وسيرمون بالورقة الأخيرة للتشبت بحظوظ المنافسة على بطاقة التأهل للحدث الكوني، فهم ينظرون إلى موقعتي الرباط وباماكو بشعار الإنتصار أو الإنتحار.
6 نقاط عز الطلب لآلان جيريس المضغوط عليه والذي يتحكم بمستقبله، فإما الفوز على الأسود وإحياء الأمل والرجوع من بعيد، أو حزم الحقائب والرحيل مطرودا من الماليين الذين ملوا من الإنكسارات.
الآمال معقودة على هؤلاء
صحيح أن وضع المنتخب المالي لا يسر والغيابات تنهشه، لكن من صلب المعاناة قد تتولد المفاجآت، خصوصا وأن الإصرار والحماس موجود لدى رفاق ندياي، وهو ما إتضح بجلاء في آخر مباراة لهم والتي إصطادوا فيه فهود الغابون بالنتيجة والأداء.
لعب الكل للكل والبحث عن المباغثة وإفساد إحتفال المغاربة بالعيد مبتغى الماليين، والتخطيط تم على أساس الصد وسرعة الرد والتحلي بالنجاعة والتركيز من البداية وحتى النهاية.
وسيعول آلان جيريس على الثنائي الهجومي موسي ماريغا هداف بورطو البرتغالي الحالي التي يتمتع بالسرعة والتسديد والضربات الرأسية، وخليفة كوليبالي القناص صاحب الفرديات والمهارة والمنتقل حديثا إلى نانط الفرنسي، مع ورقة رابحة إسمها عبدلاي ديابي مهاجم بروج البلجيكي، وتعزيز الثقة والمسؤولية في المدافعين المتمرسين أماري طراوري ويوسف كوني.