ما حقيقة أن الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كان متأهبا ليمنح الضوء الأخضر للملف الأمريكي المشترك للشروع في التحضير لإقامة نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك من دون حاجة للدخول في المناقصات؟
كيف ومن نجح في إفشال هذا المخطط؟
ماذا كان قرار الفيفا في مؤتمرها 67 بالمنامة؟
هل حال البعض دون أن يلبس إينفانتينو الذي قال أنه سيكون صورة مختلفة عن بلاتر، ثوب الديكتاتور؟
هل للمغرب النية في التقدم بملف ينافس الملف الأمريكي؟
وإذا كانت هناك نية فعلا، ليعاود المغرب منافسة العم سام وشركائه، بروح تختلف عن تلك التي طبعت منافستنا له سنة 1994، فما هي حظوظ النجاح؟
وممن سيتشكل الحلف المغربي؟ وكيف تبدو الصورة اليوم وقد جنحت الفيفا لتحقيق العدالة والمساواة في أمر إسناد تنظيم كأس العالم لهذا البلد أو ذاك؟
عشرات الأسئلة خرجنا به مع إسدال الستار على فعاليات المؤتمر 67 للإتحاد الدولي لكرة القدم المنعقد يوم 11 ماي الأخير بالمنامة عاصمة البحرين، حيث كان البعض يرتب لسرقة علنية وموصوفة باستصدار قرارات ليس لها، لا في الشكل ولا في المضمون، علاقة بما جرى الترويج له مؤخرا من أن الفيفا ستصبح بيتا شفافا وديموقراطيا ولا قرارات تتخذ بداخلها من دون تشاور وإجماع، خاصة تلك التي تتعلق بالمعايير الجديدة التي ستتبع في منح دولة أو دولتين أو أكثر شرف تنظيم نهائيات كأس العالم إعتبارا من نسخة 2026.
عولمة المونديال.. كيف؟
مؤكد أن الجدل والعتاب تم العقاب الذي أسقط حصونا منيعة داخل الإتحاد الدولي لكرة القدم وفي مقدمتها من وصف برأس الفساد السويسري جوزيف بلاتر، كانت له علاقة أولا بالإستغلال البشع للنفوذ وثانيا بإسناد تنظيم نهائيات كأس العالم 2018 لروسيا وكأس العالم 2022 لقطر دفعة واحدة، لذلك حرص إينفانتينو وهو يصل بشكل غير متوقع إلى رئاسة الفيفا وهو من كان أقصى حلمه وقتذاك أن يصبح رئيسا للإتحاد الأوروبي لكرة القدم، على أن يحدث ثورة كبيرة في المونديال الذي يظل الحدث الأقوى والأبرز كونيا، ثورة على مستوى الشكل والمضمون لعولمة الحدث، وثورة على مستوى الشروط الواجب التقيد بها لإسناد التنظيم لأي بلد، والتي منها العودة للجمعية العمومية بكافة أعضائها للتصويت على البلد المنظم تحقيقا لأكبر قدر من الشفافية والعدالة، بعد أن كان هذا الأمر حكرا على أعضاء اللجنة التنفيذية.
وطبعا بعد أن صادقت الجمعية العمومية على قرار نصي يقضي بالعودة إليها للتصويت على البلد المستضيف لنهائيات كأس العالم إعتبارا من نسخة 2026، سينطلق إينفانتينو في ورش تحديث كأس العالم بهدف تحقيق أكبر قدر من العولمة تماما كما وعد بذلك في حملة ترشيحه، ليقترح بادئ الأمر الإنتقال بعدد المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبا، وليفتح الباب على مصراعيه أمام التنظيم المشترك الذي كان بلاتر الرئيس الأسبق قد إستبعده بعد التجربة الفاشلة التي ميزت تنظيم كأس العالم لسنة 2002 بين اليابان وكوريا الجنوبية.
ولأن هناك منافع كثيرة إقتصادية وترويجية ومالية ترجى من هذه الزيادة النوعية التي ستعطي للقارة الإفريقية أربعة مقاعد إضافية، فإن الجمعية العمومية صادقت على المقترح ثم صادقت على الصيغة النهائية، وأصبح محكوما على مونديال 2026 أن يلعب بـ 48 منتخبا، وأن ينظم في أكثر من بلد لأنه يستحيل على أي بلد في العالم أن ينظم مونديالا من 80 مباراة ومن 12 مجموعة.
الحيلة الأمريكية
بعد أن إنتهى إينفانتينو من التصديق على نواياه المونديالية، الواحدة بعد الأخرى، كان عليه أن ينتظر انعقاد المؤتمر 67 بالمنامة، ليحصل على التصديق النهائي بشأن التقطيع الجغرافي والتوزيع الجديد للمقاعد على القارات، وليتم رسميا فتح باب الترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026 بالخضوع لكل المعايير المستجدة وبالعودة القانونية للجمعية العمومية التي لها الحق في منح شرف التنظيم بالتصويت على الملفات المتبارية.
إلا أنه في ثنايا النقط المقترحة للتداول بشأنها سواء من قبل مجلس الفيفا المنعقد يوم 9 ماي بالمنامة أو من قبل المؤتمر 67 للجمعية العمومية للفيفا بأعضائها 211، كان هناك مقترح مريب وجالب للشك تقدمت به جامعات كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية لكرة القدم، تتبنى تنظيما مشتركا لنهائيات كأس العالم 2026، وتقترح على مجلس الفيفا وعلى الجمعية العمومية التصديق بشكل نهائي على المقترح لعدم وجود مقترحات منافسة له، ربحا للوقت، إذ روج أصحاب الملف الأمريكي المشترك، إلى أن السنة التي تفصل الفيفا عن التصديق على الترشيحات والتأكد من مطابقتها للمعايير الموضوعة، يمكن أن تساعد الجامعات المنتمية لإتحاد الكونكاكاف على وضع الهيكل النهائي للتنظيم
المشترك لكأس العالم 2026.
وحتى تزيد الجامعات الأمريكية والكندية والمكسيكية الثلاث في ضغطها على أعضاء مجلس الفيفا وعلى الجمعية العمومية، إدعت أن إتحادات الكونكاكاف (أمريكا الشماية) هي المخول لها تنظيم نسخة 2026 لكأس العالم بالركون لنظام المداورة، بعد أن نظمت جنوب إفريقيا (قارة إفريقيا) نسخة 2010 والبرازيل (قارة أمريكا الجنوبية) نسخة 2014 وبعد أن تنظم روسيا (قارة أوروبا) نسخة 2018 وقطر (قارة أسيا) نسخة 2022، وهو الأمر الذي فرض تدخلا سريعا وقويا من المغرب الذي بات أكثر قناعة بأحقيته في تنظيم كأس العالم التي سعى لتنظيمها في أربع مناسبات سابقة، فكيف كان التصدي إذا لهذه الغارة الأمريكية؟ وماذا كان موقف مجلس الفيفا وجمعيته العمومية؟ وهل نجح المغرب في إحباط وإفشال المخطط الأمريكي؟
البقية تأتيكم بعد قليل..