لو تخيرنا بين المباريات السبع التاريخية، التي خاضها الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم بقطر، لاخترنا بلا شك مباراة البرتغال التي كان الفوز خلالها بهدف المروحية يوسف النصيري، مباراة قادتنا لحدث تاريخي غير مسبوق، يتمثل في تأهلنا للمربع الذهبي للمونديال، كأول منتخب إفريقي وعربي يصل لهذا الدور في تاريخ كأس العالم.
وبالطبع ستأتي مباراتنا أمام بلجيكا بهدفين للاشيء والتي وضعت لنا أول رجل في الدور الثاني، بعد مباراة البرتغال، وقد كانت المباريات السبع بمثابة أعياد للجماهير المغربية، حيث كان الإحتفاء بالنبوغ المغربي..
فمن أين تأتينا المباراة الثامنة لتكون هي أجمل مبارياتنا في كأس العالم؟
تلك المباراة هي التي شاهدها الأبطال وأسود الأطلس، ولم يلعبوها..

مباراة انطلقت من لحظة وصول طائرة الفريق الوطني إلى مطار الرباط وسلا، حيث كانت بعثة الفريق الوطني على موعد مع شيء مدهش ومذهل، فقد اكتشف اللاعبون وهم في طريقهم للحافلة المكشوفة التي تزينت بالألوان الوطنية، الجماهير الغفيرة التي احتشدت في محيط المطار لتحيتهم وتهنئتهم بمونديالهم التاريخي.
ومع تحرك الحافلة المكشوفة صوب القصر الملكي العامر، بدا المشهد سورياليا لا يصدق.
أعطي اللاعبون وهم يصعدون لأعلى الحافلة الأعلام الوطنية ودعوا لكي يعيشوا لحظات تقشعر لها الأبدان، صحيح أنهم شاهدوا من ذلك صنوفا خلال المباريات السبع التي لعبوها بقطر، إلا أن ما كان هنا شيء أسطوري بالفعل.

عبر الشوارع التي مرت منها حافلة الأبطال المكشوفة، من سلا إلى الرباط، جماهير بالملايين من الجنسين ومن كل الأعمار، تهتف بأسماء اللاعبين وتردد الكثير من العبارات المغربية الأصيلة التي أصبحت تتردد لدى الملايين من الناس حول العالم (سير سير سير) (هذه البداية ما زال ما زال) (ديما المغرب)، بينما أطلقت النساء الزغاريد والصلاة على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولمعت عيون أسود الأطلس دهشة وفرحا وحبورا بما شاهدته من تعابير الفرح والإفتخار على محيا هذه الجماهير التي لم تتوان في الخروج للشوارع لاستقبال موكب الأبطال، تماما كما خرجت بعد كل المباريات للإحتفال بالأداء الرائع والبطولي للفريق الوطني في موندياله الأسطوري.

وحرص أغلب الأسود على أن ينقلوا لمتابعيهم عبر وسائط الإتصال ومواقع التواصل الإجتماعي، مشاهد مباشرة من الإستقبال الجماهيري الحاشد الذي سيظل من مفاخر هذا الوطن الذي لا يشبهه في الفخامة والأصالة شعب آخر.
وبعد أن بلغت حافلة الفريق الوطني القصر الملكي العامر، بدأت الفقرة الثانية في الإستقبال الأسطوري للأسود الأبطال.