التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون، ووليد الركراكي لم يفعل شيئا منذ أن دخل في جلباب المدرب، مدربا للأندية وبعدها مدربا للفريق الوطني، سوى أنه كتب التاريخ، بل وتحول إلى صانع للسعادة وكاتب للنجاح المبهر الذي يرافق المسار الأسطوري لوليد، هي خلطة سحرية من الإيمان بالحلم والإشتغال على النظم التكتيكية والشخصية القوية الكاريزما التي تنطق بها كلماته وأفعاله.

ما جاء وليد الركراكي للفريق الوطني ربانا تقنيا وراعيا لحلم الأمة، إلا لأنه نشر الفرحة أينما مر، أهدى الفتح الرياضي لقب بطولة هو الأول له في التاريخ، وعرج بعدها على نادي الدحيل القطري فأهداه لقبا، وانعطف على الوداد الرياضي فحمله لكوكب السعداء، وهو يمنحه في موسم واحد لقبين لدوري أبطال إفريقيا والبطولة الإحترافية الوطنية.

ADVERTISEMENTS

وبرغم أن لا أحد بيننا طوق عنق وليد الركراكي بأي شيء وهو يصحب أسود الأطلس لمونديالهم السادس بقطر، 90 يوما بعد تنصيبه ناخبا وطنيا، إلا أن الرجل علمنا ما قيمة الحلم في حياتنا، وهو يقول صحيح أن الهدف الأسمى هو أن ننافس بعد سنة على كأس إفريقيا للأمم في نسخة كوت ديفوار، إلا أن لا أحد سيمنعنا بأن نحلم في مونديالنا هذا..

وكم كان الحلم جميلا ورائعا وهو يتحول بالعمل، بالإيمان، الصبر وبروح العائلة إلى حقيقة أبهرت العالم كله، فقد نجح الفريق الوطني بحكمة وفطنة ورجاحة فكر مدربه وليد الركراكي في قلب كل التوقعات والتضاريس، بأن تصدر مجموعة الموت، وبأن قهر الإسبان والبرتغاليين ولم يتوقف في مسيره الخرافي إلا وهو يبلغ الدور نصف النهائي لكأس العالم، ليصبح المنتخب المغربي أول منتخب عربي وإفريقي يصل للمربع الذهبي، وليصبح وليد الركراكي على كل لسان، بمنظومته الدفاعية الخرسانية التي هي اليوم قيد التحليل في مختبرات عالمية، وأيضا بالقيم الإنسانية التي رسخها في هذا المونديال، قيمة الحلم، قيمة الفخر بالإنتماء للوطن، قيمة شرف حمل الأمانة وقيمة النية التي هي قوام العمل الصالح..

وكما أن الفريق الوطني دخل مونديال قطر مغمورا غير مُرَاهَنٍ عليه وخرج بطلا متربعا على عرش قلوب الملايين، فإن وليد الركراكي خامس أصغر مدرب عرفته كأس العالم، ترك في سجلات هذا المونديال كل دلائل النبوغ المغربي..
شكرا لك وليد على ما أهديتنا إياه، شكرا لك وليد يا صانع السعادة ويا فخر الوطن..

ADVERTISEMENTS