على نطاق واسع انتشرت صورة في أعقاب تحقيق الفريق الوطني للفوز على منتخب كندا لهدفين لهدف، ليكون هو الفوز الثاني للفريق الوطني والذي حقق للفريق الوطني التأهل للدور الثاني من كأس العالم، قطر 2022، متصدرا لمجموعته، تلك الصورة أظهرت النجم الكبير أشرف حكيمي وهو يذرف الدموع بين ذراعي سيدة كانت هي الأخرى في غاية التأثر، لا تدري هل تسند ظهر حكيمي أم تسيطر هي الأخرى على مشاعرها، وفي الواقع لم تتمكن هي الأخرى من السيطرة على الموقف المؤثر، موقف الفرح العارم الذي يسقط الجبال.

كان الأمر سيكون عاديا، لولا أن هناك من تطاول على تلك السيدة، فاستنكر وجودها على أرضية الملعب، بل هناك من أساء الأدب وهو لا يدري، أن تلك المرأة وصفناها ذات يوم ب"إمرأة بألف رجل"، وتلك كانت حقيقة نشهد بها نحن من ألفنا التواجد مع الفريق الوطني في مواقع كثيرة، في الأدغال وفي المعابر الصعبة، ويشهد بها اللاعبون والمدربون المتعاقبون على الفريق الوطني، ونقول المدربين واللاعبين المتعاقبين، لأن تلك السيدة، نزهة غضفة" تتواجد لسنوات طويلة في عرين أسود الأطلس، متحملة لأعباء ثقيلة ولمسؤوليات جسيمة، ما تبث يوما أنها أخلت بها أو قصرت في أدائها، ولعل استمرارها لأكثر من عقدين من الزمن، مؤتمنة على اللوجستيك العام للفريق الوطني، كاف للتدليل على أهمية وجودها في منظومة الإشتغال، فهي كالنحلة في تحركها وكالساعة في دقتها.

نزهة غضفة "المرأة الحديدية"، لا يمكن أبدا أن تتأخر في تأمين كل الظروف المريحة للاعبي ومؤطري وأعضاء فريق العمل داخل الفريق الوطني، بل إنها تريح الجميع وتهب لمساعدة الجميع، لذلك يراها الجميع السيدة التي لا تعرف مستحيلا، وإذا كان اللاعبون يغمرونها بالمشاعر الطيبة فلأنها ترعاهم كإخوة صغار لها، إذ كانوا يرتاحون لوجودها فلأنها شمس العطف التى لا تأفل ولا تغيب عن سمائهم، فلذلك وجد أشرف حكيمي نفسه يذرف الدموع ساخنة على ذراعيها.

نزهة غضفة على قوتها وحديديتها، هي إنسانة مرهفة، دموعها ليست سلاحا ولكنها تعبير صادق عن طيبوبتها وعن قلبها الكبير، لذلك وجدتها قد تأثرت بما كتب عنها هنا وهناك، ويا ليث أولئك الذين أساؤوا إليها وافتروا عليها، أدركوا عرفوا مثلي ومثل أسود الأطلس قيمتها الكبيرة والإعتبارية داخل الفريق الوطني، فالكل يحبها ويحترمها ويقدرها حق قدرها من السيد رئيس الجامعة إلى آخر حلقة في تركيبة الفريق الوطني..

بل هم جميعا يصفونها بالمرأة الخدومة والطيعة، إنها باختصار كالدواء الذي يوضع على الجرح فيبرأ.
شكرا لك سيدتي، وعذرا إن أصابتك سهام الحاقدين، ولا أنسى وأنا أشكرك أمس واليوم وغدا، أن أقول بكامل اليقين، أنك واحدة من رافعات هذا النجاح الكبير الذي حالف فريقنا الوطني في موندياله الملحمي بقطر، وهو ذات الشكر الذي أقدمه لأسود الأطلس، للمدرب وليد الركراكي وطاقمه المعاون (بنمحمود، أمزين وميلود الحبشي)، للطاقم الطبي الرائع المشكل من الدكتور هيفتي وكريم سرحان وفرحات وكل أعضاء الطاقم الإداري كل بإسمه ومسؤوليته.
شكرا لزميلي العزيزين، محمد مقروف ورشيد لحلو..
شكرا لكم صناع السعادة ولا عزاء للحاقدين..