• هل يقهر الرجاء الظرف القاهر ويتأهل للنهائي الباهر؟
• إلعبوا بروح الريمونطادا.. 

تؤكد كل المؤشرات أن طريق الرجاء لن تكون مفروشة بالورود، عندما يكون اليوم الأربعاء في مواجهة الزمالك في القاهرة، في إياب نصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا، وسيكون النسر الرجاوي مطالبا بتجاوز هزيمة الذهاب بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء بهدف للاشيء، رغم أن الظروف التي عاشها الرجاء لم تكن سهلة، خاصة بعد أن ضربه فيروس كورونا بقوة وأصاب أغلب اللاعبين، الشيء الذي أربكه، كما أربك الكاف الذي اضطر لتأجيل المواجهة في عدة مناسبات، إلى أن استقر الحالعلى اليوم الأربعاء. 

• جدل وانتظار
أثارت مباراة الإياب جدلا كبيرا قبل إيجاد موعد لها، بعد أن اجتاح فيروس كورونا القعلة الخضراء، حيث اضطر الكاف إلى تأجيلها، بسبب العدد الكبير من الإصابات بفيروس كورونا في صفوف لاعبي الفريق الأخضر. 
وخدم هذا التأجيل الرجاء كثيرا، حيث سمح له باستعادة اللاعبين الذين أصيبوا بفيروس كورونا، وكلما تأجلت المباراة، كلما ربح المدرب جمال السلامي لاعبين جدد. 
ومع مرور الأيام بدأت الأخبار السارة تتقاطر على الجهاز التقني، باسترجاع مجموعة من اللاعبين عافيتهم، وينتظر أن يكون جميع اللاعبين حاضرين في المواجهة، بمن فيهم الذين اشتكوا من إصابات عضلية، وغابوا عن مواجهة الذهاب كسند الورفلي وعمر بوطيب. 

ADVERTISEMENTS

• فلاش باك
لم تكن النتيجة التي سجلها الرجاء في مباراة الذهاب بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء بالإيجابية أو المنتظرة، حيث انهزم بهدف للاشيء، وعُلقت على الفريق الأخضر آمال كبيرة لتسجيل نتيجة إيجابية، خاصة أن المباراة جاءت بعد أن توج الفريق الأخضر بلقب البطولة، حيث كانت المعنويات مرتفعة، وكان متوقعا أن لا يضيع الرجاء فرصة الاستقبال، غير أن الفريق المصري كان مستعدا للمباراة، وعرف كيف يقارع مضيفه، ورفض تضييع الفرصة بعد أن تقدم بهدف، رغم أن الرجاء كان أفضل في الشوط الثاني، وربما كانت استفاقته متأخرة، في الوقت الذي عرف الزمالك كيف يدافع على هدفه الثمين. 

• خصم متحفز
سيكون الزمالك من دون شك، متحفزا للمباراة، لعدة أسباب، أبرزها الانتصار الثمين الذي سجله خارج ملعبه بهدف للاشيء، كما أن الوضعية التي عاشها الرجاء والارتباك الذي عرفته الاستعدادات، زادت من أطماعه مع محاولة لاستغلاله كل المعطيات التي تلعب لصالحه، دون استثناء أيضا عامل الأرض الذي يصب في مصلحة الفريق المصري.  
والأكيد أن الزمالك لا يريد تضييع الفرصة، من أجل الصعود للمباراة النهائية، خاصة بعد أن صعد غريمه التقليدي الأهلي على حساب الوداد، علما أن الزمالك قد توج بهذا اللقب في 5 مناسبات، وتعود آخر مرة يفوز  إلى سنة 2002، ووصل آخر مرة إلى النهاية سنة 2016. 

• الهاجس البدني
سيكون الهاجس البدني من النقاط التي سيركز عليها جمال السلامي وهو يعد العدة للمباراة على صعوبتها، ويدرك السلامي أن الفريق لم يستعد بالشكل الكافي الذي تتطلبه مباراة من قيمة نصف نهائي كأس العصبة، وخصم قوي ومجرب بل في زاده هدف ثمين فاز به في الذهاب. 
وسعى السلامي خلال الأيام الأخيرة، إلى الرفع من درجة الإستعداد البدني. 
وإلى جانب الهاجس البدني، فإن السلامي سيركز على الجانب الذهني، لتجاوز الفترة الصعبة التي قضاها اللاعبون في الحجر والضغط لذي عاشوه، ليكونوا في قمة جاهزيتهم. 
• اصطدام استثنائي
برغم المشاكل التي تكالبت على الرجاء، إلا أن مضيفه الزمالك، يعرف قيمة وقوة ضيفه، وسيأخذ المباراة بمحمل الجد والمسؤولية  ولن يتساهل مع خصمه، خاصة أننا نعرف احترافية هذا الفريق، وتجربة مدربه البرتغالي خايمي باتشيكو الذي سبق وأن كانت له تجارب إفريقية سابقة، بل وسبق وأن درب الزمالك في فترة سابقة. 
الرجاء سيخوض من دون شك مباراة غير عاديه، ولم يسبق له أن عاش مثل هذه الوضعية في منافسة قارية وأخرها كان كأس الكونفدرلية، صحيح أن الأفضلية ستكون للزمالك سواء من حيث النتيجة عطفا على انتصاره ذهابا، أو من حيث الظروف الصعبة التي استعد فيها الرجاء، لكن، كل شيء ممكن، خاصة إن حضرت العزيمة والإرادة، كما أن اللاعبين الذين سيعتمد عليهم السلامي لهم الإمكانيات والتجارب لمقارعة الخصم المصري، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، من حيث تذويب هزيمة الذهاب والتغلب على الغيابات. 

• لا شيء مستحيل
ولأن الرجاء يحمل تجارب كبيرة وله خبرات على المستوى الإفريقي، فالمطلوب أن يجعل من  كل العراقيل التي واجهته قوة دفع وطاقة إيجابية ومحفزة، للعودة ببطاقة التأهل من القاهرة. 
صحيح أن الوضعية التي عاشها الرجاء صعبة، ولا السلامي ولا لاعبيه كانوا ينتظرون هذا السيناريو الصعب، لكن العزيمة والحماس والإرادة، هي صفات من شأنها أن تعوض كل النقائص والصعوبات، وتذويب خسارة الذهاب. 
ويملك الرجاء أسطولا من اللاعبين الذين لهم خبرة واسعة، تمكنهم من استعادة التوازن بسرعة وتجاوز كل المطبات على غرار بانون ومتولي وشاكير والحافيظي وغيرهم، وربما يتوجس الزمالك من مواجهة خصم ليس لديه ما يخسره وسيلعب الكل للكل، وحتما فإن ذلك سيشكل ضغطا على الزمالك، الذي يدرك أنه سيواجه خصما ليس سهلا، بل حتما سيكون ضيفا ثقيلا رغم صعوبة المهمة.