يستطيع الإطار الوطني الزاكي بادو أن يستجيب لكل المعايير التي وضعها الإطار التقني الوطني أوسيان روبيرت، لمن سينضمون إليه في رحلة عمل حاسمة لتقوية المؤسسة ولوضع منظومة تقنية تطابقها مع العصر، فالرجل كان عميدا لأسود الأطلس كحارس مرمى أسطوري، ومر من تجربة احترافية رائعة بنادي مايوركا الإسباني وفي حضرة العمالقة، حصل على أوسمة الإستحقاق كأفضل حراس الليغا، وهو أيضا ثالث أفضل حراس العالم سنة 1986 بأدائه المبهر في مونديال المكسيك، والرجل عندما تقدم للعمل مدربا وطنيا حقق نجاحات كثيرة مع الأسود، لعل أكبرها قيادة الفريق الوطني للعب نهائي كأس إفريقيا للأمم بتونس سنة 2004، والزاكي الذي قدم نفسه بشكل رائع سواء مع الأندية المغربية أو مع الأندية الجزائرية، له كل الأهلية لشغل أكثر من وظيفة داخل الإدارة التقنية الوطنية.
طبعا لا يمكن الحديث عن عودة ثالثة الزاكي لعرين أسود الأطلس، فالمنتخب الأول هو اليوم تحت مسؤولية وحيد خاليلودزيتش، ولا يمكن الحديث عن شغل الزاكي لأي من المناصب المتاحة على مستوى مدربي المنتخبات الصغرى، وسيكون من المبكر أن يشغل الرجل مديرية التكوين، فماذا بقي له؟
طبعا بقيت مهمة مدير المنتخبات الوطنية، ولا أشك في أن هذه هي المهمة إن اضطلع بها الزاكي داخل الإدارة التقنية الوطنية، فهي تستوجب طرح هذا السؤال:
بالقطع يملك الزاكي كل المواصفات المهنية والفكرية لشغل المهمة التي سبقه إليها أطر آخرون، ولكن ضمن أي اختصاصات وضمن أي حدود؟
هذا السؤال هو ما يجب أن يجيب عليه المدير التقني الوطني، عندما يعين للوظيفة تلك أدوارا ومهمات، فالمنتخبات الوطنية برمتها هي الوجه القوي في معادلة نجاح أي إدارة تقنية وطنية، ومتى أخفقت هذه المنتخبات، متى تهدد الصرح الكروي كاملا وأصبح معرضا للسقوط.