مباراة كبيرة بكل المقاييس تلك التي تسبق الديربي البيضاوي، ومباراة تحيلنا لتاريخ مواجهات الناديين والتي ظلت على الدوام تتسم بالندية وخاصة تدفق الأهداف بانسيابية ويكفي أن نستدل على أنه خلال موسمين على التوالي فاز كل واحد على ملعبه على الآخر بخماسية.
الرجاء والحسنية أوالسلامي مع فاخر، يكفي ذكر هذه المتلازمة لنقف على حجم وقوة النزال وما الذي يكن أن يتفرع عنه من فرجة وسيناريو قد يخرج عن المتوقع.
فلاش باك
ظلت مواجهات الحسنية والرجاء خلال المواسم الأخيرة مردافا للإحتفالية والفرجة والإنسيابية التهديفية، سيما منذ قدوم عبد الهادي السكتيوي والذي اتسمت فترة تواجده على رأس العارضة التقنية للغزالة، بمنحها طابعا هجوميا صرفا وتحرير لاعبيه من كافة الأغلال والقيود التي كانت تكبلهم فيما مضى وتحول بينهم وبين الجرأة الهجومية.
موسمان شهدا ما لم تشهده باقي مباريات المنافسين الآخرين بعد أن دكت الحسنية أحصنة الرجاء في الملعب الكبير بخماسية لثلاثة رد عليها الرجاء لاحقا بخماسية لهدف على ملعب محمد الخامس في مباراة تألق فيها عبد الإله الحافيظي موقع الهاتريك يومها.
خلال الموسم المنصرم تفرعت مواجهات الناديين، بعد أن حكمت عليهما قرعة الكونفدالية بالتموقع في نفس الخندق، والمثير أن الرجاء كان سببا في تأهل غزالة سوس للدور الموالي بعدما أسدى له خدمة بهزم أوطوهو بالكونغو.
إنتعاشة مشتركة
تأتي هذه المواجهة والفريقان يمران من فترة طيبة على مستوى النتائج، إذ أن الرجاء تخلص سريعا من مضاعفات ومخلفات السقوط المدوي بالدار البيضاء أمام الترجي في مستهل مباريات دور المجموعات لعصبة أبطال إفريقيا،  من خلال عودته بانتصار باهر وتاريخي من الكونغو أمام فيطا كلوب وكرر الفعلة أمام المغرب التطواني.
صحوة وانتعاشة عزالة سوس أفضل وأكبر، وذلك بمجيئ المدرب محمد فاخر والذي انتصر في 3 مباريات على التوالي، مع تجاوز سقف الهدفي كمعدل في كل المباريات الثلاث.
الحسنية بالعلامة الكاملة في الكونفدرالية ومحليا نجح في كسر شوكة رجاء بني ملال بثلاثية على أرضه وليرتقي في الترتيب.
وحين يكون الناديان في هذا الوضع الذهني الجيد والصافي، فإن هذا حتما يقلص من هامش الضغط على لاعبيهما ليحرضهم على إمتاع الجماهير والمتتبعين بفاصل كروي راقي يليق بقيمتهما وسمعتهما وكذا كونهما من الأرقام الصعبة في بطولة الموسم الحالي.
حسابات بالجملة
أولى هذا الحسابات أن المنتصر سيرتقي فوق الثاني في الترتيب وسيقترب من الصدارة مع ما يتوفران عليه من مباريات مؤجلة، وثاني الحسابات عودة الجنرال محمد فاخر لفريقه السابق، بعد خروج وصف بالمهين والصاغر قبل موسمين من طرف الرئيس السابق سعيد حسبان.
والحساب الثالث فاخر والرجاء صراع بردهات الفيفا والطاس قبل أن يظهرا في صورة المصاقرة الكروية في هذه المباراة، ورابع الحسابات تلك التي ستكون بين السلامي التلميذ و فاخر الأستاذ بعد  مرورهما المرحلي من النسور عبر فترات مختلفة من الزمن تواجد خلالها ذات زمن ذهبي للرجاء ضمن لاعبي فاخر.
وخامس الحسابات فاخر والسلامي الناخبان السابقان للمنتخب المحلي، ولا أحد  سيحلو له أن ينكسر أمام الثاني في هكذا مواجهة بل كلاهما بنفس الفلسفة والفكر الخططي والتكتيكي.
سادس وسابع الحسابات تضع اللاعبين باعدي وعددا من لاعبي الرجاء الذين احتك بهم في مباراة الموسم  المنصرم في ملعب الب جيكو و من بينهم الغائب نناح وأيضا حساب مع البركاوي جلاد الرجاء بالتخصص منذ عدة مواسم.
لذلك هي مباراة جديرة بالمتابعة ونزال فاتح للشهية قبل لقاء الديربي الكبير والمرتقب.
الزمن: الأربعاء 18 دجنبر 2019
المكان: مركب محمد الخامس بالدار البيضاء (س17)