م.بلمقدم
ليس مطلوبا مني ولا هو يلزمني أن أكتب على جبهتي إنتمائي، ولا تحديد مدن العشق التي استوطنت كياني وقلبي، كي يفهم غيري مواقفي وينتصب تقديرا لها، أو يحدد لي ظروف التخفيف وصك غفران خطيئة العشق.
أمانة القلم وقسم «نون» هم من يلزمني بل يطوقني بموضوعية النقد، وبالتجرد من صفة المحب والتحلل من أناة العاشق والمتعصب حين أحلل وحين أخبر وحتى حين أنقل المعلومة..
هي أيضا الأمانة الثقيلة في ميزان الحساب التي تفرض قولة حق والجهر بها دون أن أخشى في الله لومة لائم ولا مجاملة لكائن كيفما كان نوعه، والخرس في حضرتها فيه موالاة وتحالف مع حزب الشيطان.
لذلك لم أكن من المهاجمين ولا من كارهي الوداد حين عاتبت على مدربهم الكبير جون طوشاك بعضا من اختياراته ومواقفه الأخيرة، ولم ولن يسجل التاريخ علي هذا وتحت أي طائل أو مسمى، لأني باختصار من الذين يقفون تحية إعجاب لتاريخ هذا الفريق العملاق ونضاله الشرعي ورمزيته المتجدرة في تاريخ الإستبسال البطولي في الكفاح قبل كل سياقات الكرة «كلعبة»
حين عاتبت طوشاك على كثرة انتقاداته فلأنني ما قصدت سوى أن يركز طوشاك على مكامن الخلل التي فوتت على فريقه فرص الهروب بالنقاط واعتلاء الصدارة وحيدا، دون أن يكون في حاجة ولا مكرها لدخول لعبة حسابات تتوجه بطلا لخريف الوجع هذا.
وحين لمت طوشاك على كثرة الشكوى والتأفف من اللاعبين، فذلك لمصلحة الوداد كي لا يفقد لاعبو الفريق صولجان الثقة بالنفس فيتيهون في صحاري الشك وتغيب شهبهم التي أضاءت أمامهم المساحات وروضوا به الفرق خلال سنة ونصف بالطول والعرض.
وحين انتقدنا تراجع أداء حسني، فلأن الوداد مر بقلعتها نجوم وقامات كبيرة تفوق حسني مهارة وعرضا وصمدت ولم يخفت نجمها بعد أشهر قليلة حتى استطاعت أن تتبوأ مدارج التألق وتبلغ العالمية وتصبح سفيرة للكرة المغربية في كبريات البطولات العالمية وما نيبت ببعيد.
وحين حذرت من خطر بيع إيفونا، فليس حسدا أن تغنم الوداد مليارين من صفقة لا يتجرأ أحد على وصفها بغير المربحة، وكانت ضربة معلم بامتياز، لكن حرصا على بقاء إيفونا حتى يتحفنا قاريا كما أتحفنا نداو قبل 20 سنة من الآن.
الوداد هو الفريق الذي غسل عيون أبناء جيلي السبعيني بعدما وجدنا فريقا كبيرا آخر إسمه الجيش الملكي يمتع محليا ويبدع قاريا ويشرفنا بإنجازاته الكبيرة.
كأبناء جيلي في سن مراهقتهم فهمت الكرة جيدا عبر الوداد وعشت البطولة الوطنية عبر الوداد وهي تستلم من الجيش مشعل الريادة والإكتساح نهاية الثمانينيات وبداية تسعينيات القرن المنصرم.
لأجل الوداد حرصت على مغادرة الصف المدرسي مرارا أيام السبت عصرا كي أمني النفس بمتابعة مباراة من مبارياته القارية الممتعة عبر القناة الثانية و بـ «المرموز» من فضلكم وأن أحجز لنفسي مكانا وبشق الأنفس في زاوية بعيدة من مقهى كان يصطف في صفوفها الأمامية من هم أكبر مني سنا وأؤدي تسعيرة الفرجة وأخرج منتشيا.
أيها الوداديون: أنا سبقتكم لعشق الوداد القارية الكبيرة وهي تعتلي البوديوم لأغلى كأس إفريقية ونحن نتابع صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وكان وليا للعهد، لا يجد حرجا في أن يكيل لها التصفيق بالمنصة الرسمية ويتفاعل معها وهي تجسد دور السفير الشرعي للكرة المغربية وتجيده بامتياز.
أيها الوداديون الأحرار: الوداد جرتنا ونحن في سن المراهقة بلا شغب وبشبق طفولي بريء للتوجه للدار البيضاء و يومها ما كان لـ «التيفو» أثر كي نمتع النزر بما تقدم بلاعبيها المبدعين (من عنكبوتها عزمي وقيصرها فاضل وفنانها بنعبيشة وصاروخي الداودي وطائرها الناري الفريخ وماردها فرتوت وثعلبها نداو وعازفها فاسيلي وسقائها كبير).
أيها الوداديون: مع الوداد تعلمنا أن حب الوطن من الإيمان ونحن نعاين نيبت يلعب كأس السوبر بكوت ديفوار أمام أفريكا سبور برأس مضرج ومضمخ بالدم وبضمادة وبتعليق فرنسي كان لا يترك الفرصة دون أن يشبه نيبت بالجندي الذي لا يفر من المعركة قبل أن يختتمها..
أيها الوداديون: عشقنا الوداد وهي تتعملق عربيا بمراكش وتستأسد أمام كبير الكرة السعودية الهلال وتروضه بصواريخ مدمرها نداو ويومها ما كانت لا إلترا ولا فدائيون ولا غيرهم هم من يدفعونا لحب الوداد.
أيها الوداديون: قد أكون أعرف عن الوداد أكثر ما يعرفه جيلها العاشق الحالي، مع الوداد تعلمنا أن الأساطير تولد في بيتها وأكثر من جسد القيادة داخل الفريق الوطني كانوا من أبنائها البررة وأفضل من حرس المرمى إفريقيا كان حارس معبدها وهو الزاكي وأفضل من تكسرت الحملات أمامهم مدافعا مغوارا كالجلمود كان لاعبا وداديا فذا لم تنجب القارة مثله إسمه نيبت..
لكل هذا وذاك و دون الحاجة للمزيد، وإن كان العبد لله قد مجد ونثر الشعر وأقرضه في كل مرة تبلغ فيها الوداد عنان سماء التألق محليا وآخرها تتويجها بالبطولة وهو من صميم المهنة ولا أسأل عليه أحد لا أجرا ولا ثناء..
يقيني كبير أن الوداديين الأحرار يبادلونني التقدير كما أبادلهم الإحترام، ومن تم تسخيره للتشويش أو الإساءة وحتى التشهير، فيقيني كبير أنهم فئة مغرر بها ونفخ في صماخ أذنها وقرأت الرسالة من القفا ولم تستوعب جيدا مقصد الخطاب.
بكل مختصر مفيد الوداد تاج فوق رؤوس العشاق لا يراه إلا المحايدون مثلي؟