سنعود لنفس الأسطوانة الإنفرادية التي جاد الزمان بها من جامعة مهلهلة وغير خبيرة بالكرة، وسنعود إلى قتل الوقت والإحساس بعدم المسؤولية بالواجب التقني بعيدا عن المشاكل العميقة التي أنتجها وأبدعها رواد الجامعة منذ أبريل الماضي إلى اليوم من غير مصداقية أي شيء، والواقع سيزيدنا عمقا في مشكلة التعاقدات المرتبطة مع الوجوه التقنية المعروفة في ظل الجامعة السوداء بمن فيها حتى اللجنة التقنية البعيدة كليا عن القرار والتي اختارت الطوسي كآخر رجل مرحلة مع أنها لجنة لا تمتلك أي مواصفة علمية ولا دراية بالمشاريع التقنية من خلال النتيجة التي أوصلنا إليها المنتخب الوطني في آخر كأس إفريقية.
هل يرى السي نيبت الذي أراه في اعتقادي الشخصي الرجل المضاد للزاكي على رأس المنتخب الوطني (وأرجو أن أكون خاطئا من خلال تصالح الطرفين في مونديال الأندية، لكن المصالحة شيء والثقة في المصالحة شيء آخر، لأن الثقة لا يمكن أن تكون ثابتة لمعطيات الأمس القريب عندما كان الزاكي ناخبا ونيبت معه في تشكيل المنتخب الوطني قبل أن يحدث الخلاف بينهما لأسباب يعرفها الجمهور المغربي)، أنه لم يقدم أي شيء في الجامعة سواء كمستشار أو أي صفة منذ تقلد غيرتس والطوسي عارضة المنتخب الوطني، أو حتى على مستوى المنتخب المحلي في قالبه الدولي، والمهم عندي أن نيبت في الملاعب شيء في الذاكرة الذهبية، لكنه في الجامعة لا يمثل أي شيء؟
وهل يرى شركاؤه في اللجنة التقنية أنهم ساهموا فعلا في سقوط عرش المنتخب الوطني، وهاهم اليوم يأكلون من حنظل الكوارث التقنية لأنهم اختاروا مثل قصيدة كاظم الساهر «إني خيرتك فاختاري...» لكنهم فشلوا جميعا بمقاس يصعب معه المقارنات بين اختيار مدرب النادي وبين ناخب منتخب البلاد؟
واليوم وفي أقل من شهر، ستحتاج نفس اللجنة المغبونة إلى اختيار ناخب طوارئ واحد من الثلاثي المتعاقد معه في ظل الجامعة الحالية والتي لا يخرج عنها كل من بيم فيربيك وحسن بنعبيشة وعبد الله الإدريسي من أجل تهييء مباراة الغابون الودية أوائل شهر مارس المقبل، وهؤلاء معا يدخلون في سياق اختيار وقبول اللحظة في إطار التعاقد، لكن ما يظهر أن فيربيك كأجنبي لن يقبل بذلك لأنه ناخب محترف يعرف أن لكل فصل مقال، لكن في عرف حسن بنعبيشة وعبد الله الإدريسي الأمر يختلف ويجب على أحدهما قبول القنبلة المؤقتة حتى ولو لا تعني أي شيء لدى الجامعة في إطار ما هو ود، والمهم لديها أن يجرى اللقاء أيا كانت الأمور ومع أي ناخب مؤقت لمباراة واحدة.
وهذا النمط من الأحداث المتسلسلة في المسخ الكروي والتسيير الفظيع واللجنة التقنية التي ساهمت في هذا المشروع الفاشل، هو ما يمكن أن يمسحه واقع الجامعة المقبلة في ما هو تقني، وهذا الورش بحاجة إلى هيكل ضخم وليس إلى لجينة لا يمكن أن نراها من اليوم متداخلة في هذا الأمر على الإطلاق، والقصد من ذلك أن مشروع الإدارة التقنية يجب أن يكون مستقلا عن الجامعة حتى ولو كان مهيكلا في إطارها الإداري العام، لكن أمور الإختصاص التقني تبقى لرجال المرحلة وباستقلالية تامة وبمساءلة جوهرية للفشل والنجاح، فهل يمكن أن نسائل اليوم نيبت ومن معه في اللجنة التقنية التي فشلت في كل شيء مثلما نسائل المكتب التنفيذي للجامعة عن سر عدم تغيير المنكر بنجاح المسؤولية؟
قد لا يقبل فيربك بالطوارئ لأنه محترف ، وكونوا على يقين بأنه سيضع شروطا كبيرة - لو وافق مبدئيا على إدارة المباراة الودية المقبلة – وربما لا تتحمل الجامعة أي قرار في هذا الشأن لأنها تعرف صرامة الرجل أصلا، وقد يقبل بنعبيشة أيضا بالمبادرة الوطنية لأنه مغربي، لكنه يرى أن مشكلة اللقاء الأخير بجنوب إفريقيا ستجعله خارج نص الجامعة لأنه سيحرق أوراقه من جديد ليظل المسكين عبد الله الإدريسي هو منقذ الجامعة من جحيم المعاناة في قالب الطارئ.
المشكلة إذن تبقى في «المزاوكة واستعطاف من يدير مباراة الغابون» والمرجو منكم جميعا أن تبحثوا عن ناخب طوارئ ، ولم لا يكون نيبت مثلا هو صاحب المبادرة ليختار بنفسه من يشاء من المحليين والمحترفين ليقود الفريق الوطني في المباراة القادمة بعين الرعشة الكبرى، قبل أن ينهي مساره مع الجامعة المنتهية صلاحيتها.