الجامعة قررت أخيرا أن تنهي دوري الأمل (شالنج) وتعوضه بكأس العصبة، بعد أن أيقنت أن باكورة هذا الدوري لن تنبث ما دامت كل الأندية في الهم سواء.. ولا فرق بينها إلا بـ «الحبة والبارود»، كلها تشتري وتدخل السوق بنعالها ولا وجود لسياسة تكوين إلا في شعار المسابقة.
شالنج في عرف الجامعة الحالية أصبح مثل الزائدة الذوذية، هو عبء ثقيل التخلص منه لن يضر الكرة المغربية في شيء، ولن يكلف الجهاز الوصي غير استبدال اللوغو وتميمة الكأس.
شالنج مثل الخوخ لا يداوي، وما يقدم الدليل على أنه مسابقة فشلت في المعنى والمبنى هو ما يحدث حاليا في ميرحاضو أو ميركاطو الصيف، من تهافت على بضاعة مفلسة تم الترويج لها واستهلاكها أكثر من مرة ما يجعلها مفتقدة لعلامة الجودة ولا خير يرجى منها.
مشاهد سوق الإنتقالات بالبطولة التي تسمى تجاوزا احترافية إلى أن يثبت العكس مثيرة في كثير من صورها، ولعل صراع «طوم وجيري» بين الرجاء والوداد على قرصنة لاعبي هذا الفريق لحساب الثاني، واحد من الأسباب التي تلخص لماذا لا تراوح كرتنا مكانها.
ياجور نشأ بالرجاء فضمه الوداد بعد فترة عقوق بسويسرا، فأعاده الرجاء لحضنه واليوم هو واحد من واجهات ماكيط ترشيح رئاسة الوداد، ليلخص لفيسبوكيون الواقع على جدار اللاعب بعبارة «رايح – جاي».
فتاح عاد للرجاء بعد سنتي عقوق هو الآخر بحضن الوداد، ومن الآن يمكن التكهن على أنه سنة 2016 سيعود للوداد إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا أو تثبت مراكز تكوين الغريمين عكس هذه الشطحات.
الجيش الملكي لم يسلم من نثانة ميرحاضو الصيف، قبل موسمين سرح مساميح وأطلق سراحه وأعطاه حريته على رأي السيدة، واليوم يطلب منه المسامحة، حيث يرغب في وده بعد أن رقص الفتي بزيان رقصة إبداع الصعود.
بجانب مساميح أحال الفريق العسكري الكاس على ديفيدي اختياري واليوم يصرون على إعادته بعد أن انتعش اللاعب بشرب برتقال بركان وأكد أنه قد يكون فعلا كأس البلار التي تضوي بيت فريق أنهكته التعاقدات الكارثية.
أن تتحول سوق الإنتقالات لفضاء للمضاربات ارتفعت فيه أسهم لاعبين وقفت دابتهم عند حافة الدور الثاني بـ «السان» الأخير وعجزوا عن عكس قيمتهم الحقيقية في السوق كلما نازلوا فريقا إفريقيا، قلت أن يتحول هذا الميركاطو لسوق يسيره المسير الفلاني والمستشار العلاني، وترتبط فيه فرق بلاعبين مع أن مدربيها في حكم المجهول، هو فعلا ميرحاضو لا يخضع لضوابط المهنة وهو عكس حقيقي لواقع الخروج المايل من الخيمة لكرة بطولتنا.
العرف يتحدث عن كون المدرب هو المعني الأول والأخير بمشهد تأثيث البيت، وعلى أن عملية الإنتدابات هي من اختصاص الإدارة التقنية وليست الإدارة ولا الرئيس أو حوارييه، دون أن تستفيد الفرق من دروس انكسار شوكتها كلما بارزت فريقا إفريقيا بالشكل الذي يكشف هشاشة البضاعة التي ضمتها.
كل هذا اللفيف الذي يخضع لمبدإ المداورة و«مولا نوبة» بين الفرق دون أن تجني الأندية ثمار مراكز تكوينها، ولا أن تقدم لنا كل سنة باكورة أو باكورتين من غلة فئاتها الصغرى، هو واحد من تجليات المرض والسوس الذي ينخر الكرة الوطنية ويلخص آفة تكوينها واعتمادها على «الأومبورطي» أو الجاهز.
خسر الرجاء أمام حوريا وتبهدل الفريق سعيا نحو عبور بالقلم بعد أن تأكدت محدودية أقدام ما يشتريه في ميرحاضو الشتاء والصيف، وخرج الماص أمام فريق متواضع وأقصي الدفاع الجديدي وقبله ودع الجيش أمام ناديا متوسطا من مالي.
كل هذه الإخفاقات تعكس فعلا أن البضاعة التي يجري التهافت عليها كلما افتتح مزاد البيع واستهلال ميركاطو اللاعبين، هي فعلا بضاعة كاسدة ولا خير يرجى منها.
كلنا مع ارتفاع كوطة اللعب المحلي وانتعاش الوكيل وحفظ حقوقه، لكن أن يسود الضرب من تحت الحزام لقطع الطريق على فلان لصالح فرتلان.. فهنا يفقد الميركاطو صفته ويتحول لميرحاضو يروج لخرودة بـ «ريحة الغمولية»..