في الوقت الذي كان فيه مناصرو الوداد يحتفلون بطريقة خرافية بمركب بنجلون بذكرى التأسيس التي أرخت لأكثر من سبعين سنة على ميلاد النادي، كان الدوبلالي يحتفل  بلقجع والبوشحاتي وباقي الموكب الجامعي بطريقته الخاصة، ولولا حرمة المكان لأخرج عتاده وباقي أسلحة الدمار الشامل في مواجهة جهاز تنكر لفريق الأمة.
في لقاء سابق بأكرم قال أنه يرفض رفضا مطلقا أن يكون مجرد كومبارس في كشكول جامعي كان لأمس قريب واحد من رؤوسه النووية.
أكرم قال في نفس اللقاء أنه من العار أن لا يكون الوداد بمرجعيته وتاريخه غير ممثل بالمكتب الجامعي الذي يدير شؤونه أشخاص عمرهم في التسيير لا يتجاوز عمر صبي وطفل قبل الفطام؟
وقبل أن يحاصر الدوبلالي لقجع والبوشحاتي ويلوح بصفر عريض في وجههم، مؤكدا لهم أن التاريخ سيذكر بكثير من الخزي عملية إقصاء لفريق كان صرحا فهوى، كان اجضاهيم أكثر حدة وهو يلمح لإمكانية مقاضاة الجامعة الجديدة لخرقها القانون أثناء جمع عام حول التقرير المالي لمبني للمجهول بأكثر من معلوم؟
حاول لقجع إلتقاط إشارات الغضب الساطع القادم من المقابر ومن مركب الوداد ومن باقي المأدبات التي تلبس الأحمر، وتتأهب للإصطفاف في صف معارضة جهاز كان الفريق من مؤسسيه بعد الإستقلال، فأصبح على هامش أحداثه لاحقا، فاختار وجوها رضعت من ثدي الوداد لتكون أجيرة عنده.
الدوبلالي واجضاهيم وحتى أكرم الرافض لدور الكومبارس، يبدو أنهم متحاملون زيادة عن اللزوم على رئيس الجامعة، والدليل هو اختياره للزاكي وبودربالة وبنعبيشة ولخويل وغدا صابر وأبرامي للمنتخبات الوطنية من الشبل لغاية ما يسمى تجاوزا بالسباع.
غارة الدوبلالي بمقبرة الرحمة وهو يطلب الرحمة لفريقه كان من الممكن أن تأخذ مسارا أكثر مصداقية، لو أن صقور الوداد صوبوا مجهوداتهم وحشدوا أسطول مخضرميهم لما فيه منفعة الفريق، بدل سياسة الدسائس وحروب الكواليس ووضع الزبدة في طريق بعضهم البعض.
لو حضر نصف الجمهور الذي تواجد بمركب بنجلون بكل مظاهر الإحتفالية التي وقع عليها، ولو تواجد نصف الحضور الذي قرر الإحتفال بذكرى التأسيس في لقاءات الديربي والكلاسيكو، لربما كان الوداد اليوم منافسا على بطاقة المونديال، ولا تعض الدوبلالي عن استجداء الرحمة بالمقابر لفريق أصبحت عظامه رميما.
في كل ندواته السابقة، ظل لقجع يوزع عبارات الغزل والإطراء في حق الوداد، تارة يقول أن أرض الله الواسعة تتيح المجال مفتوحا أمام الجميع وتارة يؤكد صداقته مع أكرم، وكي يكمل الباهية فقد ناشد الوداد كي يقبل يوما إنخراطه في الفريق وسيكون سعيدا بهذا الشرف.
رئيس الجميع أذكى مما يتصوره الجميع، فهو يدرك أن عدو قوي بالصف أفضل بكثير من أن يكون بمواجهتك «فاص - أفاص»، لذلك فطن مبكرا على أن فصائل الوداد لن تبتلع ريق مهانة ومرارة خروج فريقهم من جبة تسيير جهازهم من ساهم في تأسيسه.
كان بإمكان الدوبلالي وهو الذي ظل يطالب في إحدى ندواته جردا بحصيلة تقارير مالية ولاية أكرم، وهو العارف أكثر من غيره أنه كان السباق في فترة ولايته لبيع بدر قادوري لصقيع أوكرانيا يومها بمبلغ خرافي، دون الوفاء بعهد ووعد تشييد ملعب للفريق.
الرحمة التي ينشدها مريدو الوداد وصقوره لا تستجدى بالمقابر وفي حضرة الأموات، هي رحمة بين يدي مالكي مفاتيح الفتنة داخل هذا الصرح الكروي الكبير، الذي لو إئتلف رجاله لما أوقف قطاره فريق آخر بالبطولة.
سيذكر التاريخ للأسف أنه في يوم من الأيام أغار جمهور الوداد على لاعبي الوداد، في قصة لم تفك شفراتها لغاية اليوم ولم يثبت ما يؤكد حقيقة حكي الخاليقي وفتاح وحكاية 100 نينجا الذين داهموا التداريب.
و سيذكر التاريخ أن رئيس الفريق جلب مدربا ظل يعارضه ليس اقتناعا بأدائه وخططه ولكن لشراء صمته وتغيير جلده ولهجته ووضعه درعا بشريا أمام معارضيه.
وسيذكر التاريخ أن وداد الأمة ومسؤوليها الذين كانوا لأمس قريب يشرعون ويحكمون الجلد المدور، باتوا يطلبون الرحمة في مقابر الرحمة، غير آبهين بحرمات مكان فيه أكثر من عبرة لمن أراد أن يعتبر؟