لم يجد فوزي لقجع أفضل من طعم البرتقال ليفتح به شهية مفاوضة مدربين هرولوا تباعا صوب مقر الجامعة للقائه، باسم التشاور والتفاوض وحتى الإستنطاق كما سماه البعض، وذلك من خلاله بدأ مزاد طلبات العروض بلقاء الهولندي فيربيك وبعده شقيقه في الرضاعة أدفوكات.
بين بركان وأمستردام الكثير من الفوارق، لكن شهر البرتقال واللون الذي تلعب به النهضة ويلبسه منتخب الطواحين يوحد بين الإثنين، ولعله السبب الذي قاد رئيس الجامعة للتفاؤل باستهلال «الكاستينغ» الذي لجأ إليه لاختيار مدرب الأسود بفيربيك والمحامي أدفوكات..
بعد التهليل لموضة المقاربة التشاركية التي يظهر أنها حق أريد به باطل، طالما أن من تم استدعاؤهم للتشاور ووضع المعايير تأكد للجميع لاحقا أنهم من ملحقات وإكسسوارات الديكور ،وتم اللجوء إليهم للزينة وباقي الأشياء الأخرى.. جاء الدور على المقاربة الأحادية التي جعلت لقجع يضع يده وحيدا داخل «عصيدة» الإختيار بعد جلسات ماراطونية غاب فيها التقني وحضر الإداري.
من بين المفارقات الغريبة في تدشين الجامعة الجديدة ولايتها التي جاءت بعد ولادة قيصرية، هو كونها تتناقض مع نفسها ومع ما جاءت به في حملتها.
وبعد انتقاد ما سمي يومها بدعة اللجنة التي اختارت الطوسي مدربا للفريق الوطني، وانتقاد «الكونكور» المسبوق الذي استجوب فيه الزاكي وفاخر والعامري ليختاروا الطوسي مدربا للأسود، عاد لقجع ليعزف على نفس الوتر في استنساخ وتقليد للتجربة السابقة مع اختلاف في الوجوه، وحده الزاكي من ظل حاضرا وهذه المرة كان عليه أن ينافس طراباطوني وأدفوكات وفيربيك وليس أشقاؤه داخل الودادية.
الكاستينغ أو الصولد.. لا يهم هي وجوه لعملة واحدة إسمها مزاد العرض الذي جعل تدريب الفريق الوطني غاية لا تدرك، وحول مهمة تدريبه لما يشبه حالة طوارئ وسدرة منتهى، علما أن الإختيار كان من الممكن أن يمر عبر قنوات أكثر بساطة وتلقائية بدل الترويج والإستهلاك والديماغوجية التي «عاق» بها الكثيرون وفطنوا لخلفياتها..
الرواج الكبير الذي عرفه المقر الجديد لجامعة الكرة، وقبله الحجز السري لأدفوكات وطراباطوني في فنادق مصنفة بغرفها المخملية، واستهلاك أسماء شبح للترويج لها «رونار»، عكس واحدة من الحالات الغريبة التي تؤكد أن الخروج المائل من الخيمة زاد عن حده وعلى كون «الزيادة في العلم» أكبر من المتوقع هذه المرة.
ما عاشه مقر الجامعة كان أشبه بما تعيشه الأستديوهات التي تتبارى فيما بينها على اختيار النجباء وذوي المهارة، واقترب من كاستينغ اختيار المواهب.
لا أعلم كيف تم التفاوض مع إدفوكات ولا ماه الطريقة التي تمت من خلالها محاورة طراباطوني، حتى وإن قالوا أن لغة واحدة وعالمية تميز الكرة، لكن سيذكر التاريخ كما ستذكر صحافة الطاليان وفان خوخ أن المدربين تمت مفاوضتهما من إداريين وليس من قطب تقني غائب في معادلة كرة القدم المغربية.
الوحيد الذي عرض بضاعته وسط «الريباخة» التي تابع فصولها الجميع وكانت أقرب للفهم هو الزاكي بادو، وهذه المرة فهم الإطار الوطني اللعبة فقدم للرباط وهو يعيد استظهار فصول ما عاشه قبل موسمين على طول الطريق السيار، مرددا «سبق الميم ترتاح»، حيث قال «ما باغي فلوس.. ما نهدر على عقد.. ما نضارب مع حد..».
كان من الممكن تدبير أفضل لورش الفريق الوطني، لو تحلت الجامعة الجديدة بجرأة اتخاذ القرار ولا أحد كان سيلوم الرئيس أو غيره إن هو اتخذ قراره بعيدا عن المقاربة التشاركية، التي فرقت قبيلة الإعلاميين على أكثر من شعبة، وتفادى معها حرج هذا الصولد البئيس الذي كرس بدعة «الأربعة» التي تلاحق الكرة المغربية.
أربعة مدربين قادوا الفريق الوطني، وأربعة مدربين تنافسوا والطوسي فاز بالغلة ولجنة من (أربعة وجوه - أكرم ودومو والسلاوي ونيبت) واليوم (لقجع وبوشحاتي وبودريقة وجودار)، وأربعة مدربين تنافسوا على منصب المروض (فيربيك والزاكي وأدفوكات وطراباطوني)..
التجارب أكدت دائما أن المعرض الذي يبدأ بالصولد، ينتهي في الغالب بّـ «الدقة على النيف» والبضاعة الصولدي غالبا ما تكون إما مستعملة أو ماركة إنتهت صلاحيتها..
لذلك استبعدوا رونار واكتفوا ببقية القابلين بشروط الكاستينغ؟