عادت «ربطة المعلم» التي سافرت لقاهرة المعز وسيسجل التاريخ أكبر «كونكيط» لوفد جامعي تنقل لمهمة شكلية، إذ لم يسجل عبر امتداد مسيرة الكاف الطويلة وأن سافر وفد قوامه 20 نفرا، أي أن المكتب المديري للجامعة رحل لمصر «مضروب فجوج»، وكل ذلك بإسم المقاربة التشاركية شعار المرحلة.
قبل أسبوع من الآن حضر صديقنا كامارا كابيلي على رأس بعثة الكاف، فنظم بحي الرياض آخر أبيات الغزل في حق الكرة المغربية وقال فيها ما قاله جميل في بثينة، وهو غزل كان قد بدأه بقصر المؤتمرات بالصخيرات وكأنه كان يدق على «دحنان» ومن غرر به..
صديقنا كابيلي تحول في ظرف أسبوع من عدو لصديق، ومن خصم يحارب مصالح الفرق الوطنية لرجل لطيف بعدما أصر مسؤولو الرجاء على تقديم واجب الإعتذار له ولرئيسه، والتأكيد على أن اللسان ما فيه عظم.
قبل السفر لم تطالعنا الجامعة لا عبر بلاغ خاص أو عام حول دواعي الزيارة، ولا المقصود منها، ولا حتى خلفيات اصطحاب «الكاليبر» الغليظ المضاف إلى المضاف إليه، حيث بقي البيضي وحده ببرشيد بعدما رحل بقية العشرة المعتادون على سفريات «المعارض» والمفتقرون لبلاغة الخطاب، إذ يكتفون بلازمة «كوليه»..
وسينتظر البيضي ربما فترة أطول كي يتدبروا له قبعة على المقاس، بعد أن تم تقسيم أدوار المقربين على الملاعب الأربعة، ولسوء حظ ولاد حريز أن برشيد غير معنية باحتضان مباراة من مباريات الكان.
المقصود بموازين ليس الإيقاعات العالمية الرائعة التي ستشد أنظار الملايين من عشاق الكوكتيل الموسيقي المنوع الذي يعكس غزارة وغنى الفكر الثقافي المغربي، وإنما موازين المشتقة من الميزانية والتي ستضع الجامعة الجديدة في الميزان من خلال محاكمة صريحة للوعود وللسان الذي أطلق لنفسه العنان خلال حملة ما قبل التنصيب.
وصفوا سابقا جامعة بنسليمان بجامعة العسكر وأطلقوا وصف جامعة التقنوقراط على جامعة الفهري، ولحدود اللحظة تجهل الصفة التي تحملها جامعة لقجع وإن كان هناك من غازلها وسماها بجامعة «البيدجي»، بعد أن أسست حملتها ومشروعها كله على الأرقام ولغة المال، عملا بالقولة الشهيرة «إضرب المسير على حلقو ينسى اللي خلقو ويسمح حتى فحقو».
سمعنا أثيريا أبرون الذي لعب أكثر من دور خلال الأسبوع الأول الذي أعقب دخوله المكتب الجامعي، فمن مكلف بحقيبة البنية التحتية والفوقية، لمسؤول مكلف باستقبال كابيلي حتى وإن فضل التواصل معه بالإسبانية، وانتهاء بممثل للجامعة بالراديو وبالتلفزيون لينقذ الرئيس من ورطة الكرسي الفارغ..
تحدث أبرون عن هدية السيد الرئيس لفرق الصفوة والمظاليم ومنسيو الهواة، تكلم عن مبالغ إضافية خارجة عن ما تستحقه هذه الفرق في «الكريدي» الذي تدين به للجامعة، ولم يكشف لنا طريقة تدبير هذا البونيص والفورفي الإضافي الذي تفضل به السيد الرئيس «زرورة الولادة القيصرية».
قبل تنصيبه رئيسا للمكتب المديري الجامعي، لعب لقجع على وتر حساس لكل الفرق والمسؤولين عن تدبير شأنها، وتر رفع إيرادتها المالية ومضاعفته وجلب 60 مليار سنتيم من شراكات قال أنه يضمن تفعيلها مع وزارات ترتبط بالجلد المدور بأكثر من علاقة.
من تابعوا حكاية كل هذه الوعود يتطلعون لبلورتها على أرض الواقع، ومعه متابعة قنوات صرف كل هذه الملايير التي يتشكل جزء كبير منها من عائدات وعاء جبائي يدفعه المواطن وتعود إليه في نهاية المطاف، ومن اللحية يأتي التلقام لاحقا.
حكاية موازين أو ميزانية الجامعة ستعرف طريقها للإنفراج، وسيفتح القطب المتجمد العمومي الصنبور ليضخ الملايير التي جمدها سابقا وفرضت على الفهري العيش في الوسواس الخناس، حيث سينهمر المطر وستعم الصبا وتزدهر الغلة.
خلال حملته الإنتخابية شهر نونبر ركب الموالون لصف لقجع على جثة غيرتس، ووصفوا طريقة تدبير التعاقد معه بالخطأ الغليظ الذي يفرض الحساب.
يومها نفخوا في الجمر الراقد واستحضروا حكاية الراتب ووعدوا بالكشف عن غطائه يوم يمسكون المفاتيح.
اليوم نسمع عن إدفوكات وطراباطوني ورونار وربما حتى نابوليون، وكلها أسماء تتقاضى ضعف ما كان يناله غيرتس، ولو كتب للفريق الوطني وأن وثق عقد زواجه مع واحد من المبشرين بالمنصب فالأكيد أن موازين الجامعة وميزانيتها كلها ستصب في جيب الخواجة الذي سيأكل الغلة وبعدها يرحل سابا للملة.
مر أسبوعان على انتخاب لقجع من دون صندوق رئيسا للجامعة، وطوال الفترة التي تلت تصفيقات الصخيرات لغاية اليوم شغلت الجامعة الجديدة الناس بأمورها واجتماعاتها وأدوار أصحابها، أكثر مما شغلتهم بواقع المشروع والمقاربات التشاركية التي وعدوا بها، رافعة شعار «كولو العام زين مع جامعة موازين».