وأخيرا قررت الجامعة أن تخضع مسألة اختيار الناخب الوطني لــ «سونداج» خاص ولعملية تقصي عبر تقنية «البروفيل» وكأنها تخشى من أكل الثوم بفمها لوحدها، لذلك انفتحت على الكثير من الأفواه لتعكس حقيقة ما يردده الشارع الكروي وحتى غير الكروي المغربي، وهو الزاكي مطلب عاجل ولو أنه متأخر لتدريب الـمنتخب الوطني.
بعيدا عن القفشات الساخرة التي اجتهدت لتضيف بعض المزايا لـ «بروفيل» الناخب الوطني القادم كأن يكون سنان الحليب ومن «مركد» البلاد وليس مستوردا، أي أن يكون صردي أصيل، يظهر أن حسم المسألة أكثر  لا يحتاج لكثير من الذكاء ولمزيد من الإجتهاد لبلوغ حقيقة أن أصحاب بدعة اللجنة كانت غايتهم بلوغ هدف واحد وهو تفريق البيض وعدم وضعه كله في سلة واحدة.
بقليل من الإمعان ودونما حاجة لذكاء حاد، يمكن أن نصل لحقيقة واحدة وهي كون هذا البروفيل يليق بمدرب واحد على مستوى العالم وهو الزاكي بادو، سيما الشق المتعلق بجانب الكاريزما وخاصية معرفته بعقلية اللاعب المغربي، وفي هذا كانت هذه الجامعة ذكية بعض الشيء بمحاولة رمي الكرة في معترك اللجنة عبر مكر المقاربة التشاركية، حتى  إن خرجت بقرار فإنها ستؤكد أنه قرار جماعي.
بين الزاكي والجامعات التي تعاقبت خلال السنوات الأخيرة على سير الكرة المغربية، سيقت روايات متضاربة تركت المجال مفتوحا أمام مصراعي الكثير من الشائعات والتأويلات بخصوص أسباب صد الباب في وجه الزاكي كلما اقترب من تأكيد عودته لتدريب الـمنتخب الوطني.
وبين قائل أن الخلاف الشهير بين الزاكي ونيبت، ترك شقوقا وندوبا في علاقته بجامعة بنسليمان، فيما يخص مقاربة إحتوائه لهذا الخلاف والطريقة الصارمة التي تعامل بها مع القضية يومها، خلفت ردود فعل صارمة أيضا لأصحاب القرار أورثوها لمن جاء بعدهم، حيث يحكى أنه من بين الوصايا التي تركها السلف للخلف «إحذروا الزاكي فهو قاسح الراس».
قيل أيضا أن الزاكي وفي الفترة التي رافقت ترويضه للأسود كشف جوانب غير مرنة في تدبيره، مع محيط تعود حشر أنفه في أمور لا تعنيه وهو ما لا يروق لأهل الجامعة الذين ينظرون للمدرب على أنه مجرد أجير إلى أن يثبت العكس.
الزاكي الذي نام ذات يوم وفي جيبه التشكيلة التي أعدها لمواجهة بلجيكا في مباراة ودية على ملعب بودوان ببروكسيل إستيقظ في اليوم الموالي، ليجد جمال فتحي وقد تهيأ للسفر رفقة هذا المنتخب بقبعة المدرب الأول، دون أن يجد من يدله على طريقة استبعاده ولا من غير مجرى النهر في غسق الليل.
عاد اسم الزاكي ليتردد مرة أخرى مع جامعة الفهري في مناسبتين، الأولى بعد رحيل لومير حيث تم الترويج لأطروحة الإطار الوطني ولم يكن هناك من هو أحق بحمل لواء المنتخب منه، وهنا خرج علماء وفقهاء علي ليفتوا له بتقسيم دم الفريق الوطني بين أربعة مدربين، كي يتجنبوا المقارنة بين مدرب واحد والزاكي فلا يجد المتعصبون لإسم الزاكي مجالا لضرب مدربين آخرين يحملون بدورهم نفس الجنسية.
وختام حلقات مسلسل الزاكي والجامعة، هو بدعة جره لمقرها بشارع ابن سينا ذات صباح لاستنطاقه أمام لجنة هجينة، واستجوابه بخصوص استعداده للمراهنة على مهمة تتوقف على ما سيفرزه نزال الموزمبيق.
وحتى في ظل التعنت الكلاسيكي للزاكي والذي شربه في عالم الإحتراف إنتصارا لمبادئ لم يغيرها ابن سيدي قاسم، فإن صوت الشعب ظل يتوقع إنفراد الزاكي بالمهمة التي تركها غيرتس مكره لا بطل.
عادت الروايات والأساطير لتبدع حكايات أخرى وهذه المرة تم ربط استبعاد الزاكي بتجمع حزبي، وتارة بكون هناك من لم يرقه مراهنة حزب سياسي على ورقة الزاكي فجر اللحاف من تحته مرة أخرى ليتولى الطوسي القيادة.
اليوم يكون قد مر على آخر عهد للزاكي بالفريق الوطني 9 سنوات بتمامها وكمالها، وطوال كل هذه السنوات التي مرت سريعة، لم يدرب الزاكي منتخبا كما لم يخض تجربة خارج الحدود، وعلى الرغم من ذلك لم تتغير نظرة الجمهور المغربي كما لم يتغير مطلبه الحاسم بعودة الأسد لعرينه دون أن تستجيب الجامعات المتعاقبة للنداء المعلن بالملاعب كما بالشارع والمنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي..
جامعة لقجع يبدو أنها درست الحالة من كل جوانبها، لذلك فصلت بروفيل على المقاس يليق بقامة الزاكي الفارعة، وكل ذلك لبدء مسار إختيارها بطريقة ديموقراطية، تنتصر لإجماع لجنة الفقهاء  ومعاييرهم التي اختلفت في الصيغة لكنها توحدت في القافية التي لا تتغنى بغير الزاكي ولسان حال هذا البروفيل يقول «العيطة عليك يا الزاكي».