بين شهر نونبر وأبريل إختلافات كثيرة، هي نفسها الإختلافات الموجودة بين رياح الخريف الغاضبة ونسمات الربيع الواعدة التي ترطب على الخاطر وتطربه.
يومها وبعد أن شرب بلاطير فنجان قهوته الصباحية، إنتظر لغاية الظهيرة ليزف لنا من البرازيل، حيث كان رفقة فريق لجنة طوارئه بشرى إلغاء مسرحية هزلية استمرت لـ 17 ساعة، وكشف لنا أن ما عشناه بالصخيرات كان كاميرا خفية إبتلعنا مقلبها.
خلال اليوم الذي كان بلاطير يوصي رجاله الغلاظ بتحرير تقريرهم الذي يلغي جمع الجامعة العام، كان لقجع وفريقه يقسمون فيما بينهم الأدوار، فنال أبرون بروتوكول حضور نهائي كأس العرش وأنيطت بالورزازي قبعة المال وقيل أن الفيلالي سيخرج على قوم الكرة ناطقا رسميا ومحررا للبلاغات أي كاتبا عاما إلى أن يثبت النجم العكس.
وقبل أن يرتد للجميع طرفهم، طالبت الفيفا بإعادة العزلة وتأجيل تقسيم الكعكة التي يرفض السي لقجع تسميتها كذلك، وحقا هي ليست كعكة وإنما «كروفيط روايال» غني لأنه لا توجد كعكة على مستوى العالم تساوي أكثر من 40 مليار.
يومها قيل أن الفيفا تكالبت على لقجع وأنها تخدم أجندة فريق منافس، فأشير بالبنان لراوراوة وحياتو وغيرهم ممن لهم رصيد علاقات محترم مع بعض المقربين من الفهري وخاصة أكرم.
في خلال الجمع العام الأخير، تأكد بالملموس أن الفيفا لم تصب لقجع بأية أضرار بقدر ما خدمته، وعلى أن كل «تأخيرة فيها خيرا» كما يقولون بالمثل المأثور.
الجمع العام الأخير نفى ما قبله، فلم يحضر أكرم الذي عقد صفقة شهر نونبر مع لقجع وهي الصفقة التي أغضبت فريق الرئيس الحالي للجامعة وخاصة نوابه ليقينهم يومها أن دخول أكرم سيكون على حساب واحد منهم.
خلال الجمع الأخير لم يحضر لا أبو خديجة ولا السبتي ولا بناني ولا العافية، فلم نشاهد الأطياف التي سخنت طرح جمع شهر نونبر وغاب صوت مسكوت ونقاطه النظامية التي صنعت الحدث آنذاك.
السيناريو الذي تحكم بالجمع العام الأخير وطريقة تحوله من عادي لغير عادي، والشعر الذي نثره وقرضه كامارا في حق الكرة المغربية وطريقة تدبيرها لأشغاله خدمت لقجع كثيرا، فكان على الرجل حقا شكر بلاطير الذي نسف بقرار جهازه أشغال جمع نونبر وما كان سيترب عنه من تسونامي داخل فريقه لو بقي أكرم بقوة صفقة الفجر الملغومة.
الطريقة التي فاز بها  لقجع وبالضربة القاضية والتي أوصلته لمقر الجامعة ليعسكر فيها خلال السنوات الأربع القادمة، هي بفضل بلاطير وفتاوي محامييه الذين فرضوا قوانين على مقاس شرطي الكرة العالمية بما خدم لقجع وأعفاه من مشقة توسيع دائرة مكتبه المديري لتعادل عدد وزراء السي بنكيران.
غاب أكرم وظهر أن الكرة المغربية فعلا لا تستقر على حال، ومن سره زمن ساءته أزمان، والمرشح الذي كان قاب قوسين أو أدنى شهر نونبر من تسيير شؤونها هو اليوم خارج السرب وقد يترك الكرة وصداعها للأبد.
ما عاشه أكرم عاشه قبله الفهري وكلاهما شرب من نفس الكأس، فالفهري وبعد أن أفطر ذات مغرب رمضان وهو يهيء استدعاءات للأندية لحضور أشغال الجمع العام معلنا تجديده لولاية أخرى من سنوات أربع قادمة، نزلت عليه نفار السحور وفتوى منتصف الليل تأمره بتحرير بيان يؤكد من خلاله تأجيل الجمع العام وانسحابه من التسيير لأسباب خاصة وخاصة جدا.
وبعد أن كان الرجل بصدد القيام بحركات إحماء لمواصلة الرحلة تراجع وانسحب لأسباب خاصة ويا سبحان الله..؟
هذا هو الوضع الذي استنسخه أكرم وبعد صمود مرير شهر نونبر ها هو اليوم ينسحب لضعف في اللياقة وعدم القدرة على مجاراة إيقاع سريع بأرانب ساعدوا على تحطيم الرئيس الجديد لرقمه القياسي على مستوى مدة الجمع العام.
الفارق فقط هو كون أرانب لقجع واصلوا جر السباق لغاية نقطة الوصول، في حين اختفى السبتي والبناني وأبو خديجة ومسكوت ولم يظهروا هذه المرة.