الجانبان السلبي والإيجابي في الإصطدام القوي بالأهلي المصري

مشكور الدفاع الجديدي على المشوار الرائع الذي وقع عليه لغاية اللحظة في كأس الإتحاد الإفريقي بعد أن عبر ثلاثة أدوار دون خطأ، ومشكور أيضا لأنه أنقذ الكرة المغربية وحافظ على كبريائها بعد أن بات ممثلها الوحيد في المنافسة القارية إثر إقصاء كل من الجيش والرجاء والمغرب الفاسي، لكن مشوار الدكاليين لم يتوقف بعد وإرادتهم أصبحت لا حدود لها، بعد أن أضحى الفريق الدكالي يتطلع لدخول التاريخ والتأهل لأول مرة في مشواره إلى دور المجموعتين، لكن هذا الطموح إصطدم بعقبة لن تكون سهلة العبور وتتطلب جهدا كبيرا، بعد أن وجد الدفاع نفسه في مواجهة الأهلي المصري في هذا الدور لتحقيق مبتغاه، إصطدام يحمل في طياته العديد من الأسئلة.
موعد مع التاريخ
الكثيرون لم يرشحوا الدفاع الجديدي ليوقع على مساره الإفريقي الناجح، ولم ينتظروا الوصول لهذا الدور بعد النتائج الملفتة التي سجلها في الأدوار الثلاثة السابقة، خاصة أن الفريق الجديدي تنقصه نوعا ما  الخبرة الإفريقية ومشاركاته القارية تبقى معدودة على رؤوس الأصابع، ومع ذلك استطاع أن يمثل الكرة المغربية أفضل تمثيل خاصة بعد خروج ثلاثة أندية مغربية مبكرا.
الدفاع الجديدي بهذا الجيل حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخ الفريق، بحكم أنه يصل لأول مرة لهذا الدور، ذلك أنه غالبا ما كان يقصى مبكرا، والأكثر من هذا أنه يسعى لدخول التاريخ بخطوات أخرى، حيث يراهن على دخول دور المجموعتين، عندما يخوض آخر دور له بعد أن أقصى في الأدوار السابقة سونابيل البوركينابي وغامتيل الغامبي ثم كيغالي الرواندي.
        الأهلي البعبع الإفريقي
ما كان الدفاع الجديدي يظن أن الصدف ستلاقيه بنادي القرن الأهلي المصري أو الفريق الذي يشكل بعبعا إفريقيا ليس من السهل إسقاطه، الأهلي المصري من الفرق التي لا تتكلم إلا لغة الألقاب ولا تعرف معنى الهزيمة أو ضياع الألقاب، خزانته تتحدث عن إنجازاته وأرقامه تعطي الإنطباع على أنه فريق نموذجي بمعنى الكلمة.
الإقصاء المفاجئ للأهل من عصبة أبطال إفريقيا هو ما فرض عليه أن يدخل منافسة كأس الإتحاد الإفريقي فكانت أن أوقعته القرعة في مواجهة الدفاع الجديدي، ولربما تعرف مكونات الأهلي ما معنى الإصطدام بفريق مغربي بكل ما  تعرفه الحوارات الكروية المغربية/ المصرية من ندية وإثارة، خاصة وأن الكرة المصرية غالبا ما تجد صعوبات في لقاءاتها بالكرة المغربية، ولو أن التفوق غالبا ما يكون حليف المصريين على مستوى الأندية.
سلاح الحماس 
من تابع مسار الدفاع الجديدي منذ انطلاق المنافسة الإفريقية سيتأكد له أن هذا الفريق مفعم بالحماس والإرادة والطموح، ففضلا عن العمل التقني الذي يقوم به المدرب عبدالحق بنشيخة فإن هناك ما يميز هذا الفريق كونه لا يخشى دخول التحديات ويلعب دون مركب نقص، رغم أن الكثير من لاعبيه يستشرفون المنافسة الإفريقية لأول مرة، وكم هي المرات التي شاهدنا فيها فريقا بإمكانياته المتواضعة يقهر الكبار بالحماس والإرادة.
الفريق الجديدي يملك هذا السلاح القادر على أن يكون الفيصل في مواجهة نجوم وخبرات وإمكانيات الأهلي المصري، لذلك مواجهة الأهلي سيكون من إيجابياتها أنها ستزيد من تحفيز لاعبي الدفاع الجديدي وستقوي من عزيمتم، لأن  الحماس من دون شك  سيكون زائدا عند الدكاليين أكثر منه عند الأهلاويين.
لمسة بن شيخة 
من الأشياء الإيجابية في اصطدام الدفاع الجديدي مع الأهلي أن المدرب عبدالحق بن شيخة يعرف جيدا الأهلي المصري، حيث يبقى كتابا مفتوحا له وللاعبيه، وإذا كانت الفرق الثلاثة التي واجهها في الأدوار السابقة مجهولة، فإن بن شيخة يعرف جيدا الخصم القادم، وهو ما قد يسهل عليه مهمة الإستعداد التقني والتكتيكي.
نعرف حنكة بن شيخة وتجاربه الإفريقية والعربية، والأهلي من دون شك لن يكون غريبا عليه، وهو ما  يسهل عليه  إعداد الأسلحة التكتيكية لتجاوز عقبته، بالمقابل يبقى الدفاع الجديدي مجهولا بالنسبة للمصريين، فالأهلي من دون شك يعرف الأندية التي سبق أن واجهها والتي تشكل قاطرة الكرة المغربية كالجيش والرجاء والوداد، لكنه يجهل الشيء الكثير عن الفريق الدكالي، وهي خطوة يمكن أن تلعب لصالح الدفاع الجديدي الذي سيلعب على عنصر المفاجأة.
معنويات تحت الصفر
الخروج من كأس عصبة أبطال إفريقيا ترك استياءا كبيرا في صفوف الفريق المصري، خاصة أن للأهلي علاقة حميمية بهذه المنافسة التي فاز بلقبها في ثمان مناسبات، لذلك أصيب الفريق المصري بصدمة كبيرة وهو يخرج مبكرا منها ودون أن يصل على الأقل لدور المجموعتين، ورغم أن الأهلي إنتقل  لدور كأس الإتحاد الإفريقي إلا أن هذه المنافسة قد لا تشكل مطمحا كبيرا للفريق المصري إن لم ينجح في التخلص من آثار الإقصاء من العصبة.
ومن جانب آخر قد تكون المشاركة في كأس الكاف فرصة للتعويض للأهلي والدفاع عن هيبته الإفريقية، إذ لن يرضى بضربة أخرى تسقطه من هذه المنافسة، وقد يشكل هذا الحافز عند المصريين صعوبة في الإختبار الذي ينتظر الجديديين.
حوار عربي خالص
لا يدري الدفاع الجديدي إن كان هذا الاصطدام العربي ذا طابع سلبي أو إيجابي، ذلك أن الفريق الدكالي وجد نفسه وشخصيته مع أندية الجنوب الإفريقية، واستطاع أن يستأنس بطريقة لعبها وتقوَى عوده معها، سواء بالنسبة للاعبين أو المدرب، ولا أدل على ذلك المسار الجيد  الذي وقع عليه منذ انطلاق المنافسة.
لذلك يبدو أن الإصطدام مع الأهلي هو أشق من المباريات السابقة لعدة أسباب، أهمها أن الحوارات العربية دائما ما تكتنفها صعوبات جمة وندية كبيرة، وغالبا ما تحسم بطاقة التأهل بصعوبة، خاصة أننا هنا نتكلم عن فريق إسمه الأهلي المصري، لذلك تبقى المباراة في مجمل القول صعبة على الفريق الجديدي، خاصة أنه سيواجه لأول مرة في مشواره الحالي فريقا عربيا بعد أن واجه فرقا من غامبيا وبوركينافاسو ورواندا.

ADVERTISEMENTS

عبداللطيف أبجاو