إنتابتني سعادة غامرة أعجز حتى الآن عن وصفها برغم ما يتهيأ لي بمنتهى التواضع من ملكات لغوية، والجمع العام الإسثتنائي والعادي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية ينتهى إلى إقرار الصيغة الجديدة للنظام الأساسي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية ويصادق بعد نقاش موضوعي ومسئول على التقريرين الأدبي والمالي للولاية التي تشرفت خلالها بقيادة الجمعية إلى جانب زملائي أعضاء المكتب التنفيذي، ومصدر السعادة أن الثلاث ساعات ونيف التي تطلبها الجمعان العامان لم تسجل أي خروج عن النص وصدرت صورة حضارية عن الفاعلين الأساسيين في المنظومة الإعلامية الرياضية من المنتسبين للجمعية التي نتشرف جميعا بالإرتباط بها والتي نفخر جميعا بموروثها المهني وبعمقها التاريخي.
هذا التراضي الذي لم يكن لا مصطنعا ولا مزايدا فيه، هو من قيمة الصورة التي صدرها المكتب التنفيذي للجمعية عنه على مدى السنوات الست التي قضاها مدبرا لشأن الجمعية بكثير من نكران الذات، وهو أيضا رسالة بليغة موجهة إلى من يشككون في سمو أخلاق الصحفيين الرياضيين وفي أهليتهم الفكرية وفي ما يبدونه من إستعداد فكري ومهني لمصاحبة الشأن الرياضي الوطني، المصاحبة البناءة والنافعة بلا أدنى شغب.
إن ما كان من تجاوب تلقائي بين مكتب تنفيذي أنهى ولايته وجاء ليعرض حصيلة العمل على المساءلة التي لا تسأل شيئا غير مصلحة الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، وبين جمعية عمومية كانت تملك الحق في النقد والمساءلة والتحري عن كل صغيرة وكبيرة طبقا لحق يهبه لها النظام الأساسي، هو دليل على أن هناك خندقا واحدا يتخندق فيه الصحافيون الرياضيون المغاربة باختلاف الآليات للدفاع عن كينونتهم وعن توحدهم حول قيم واحدة ودليل برغم كل الذي يقال على أن الجسم الإعلامي الرياضي بهذا البلد متماسك ومتضامن.
وعندما أقررت أمام زملائي أعضاء المكتب التنفيذي وأمام الجمع العام أن لا نية لي في تجديد ترشيحي لولاية ثانية على رأس الجمعية، فلم أكن في ذلك لا مناورا ولا مزيدا، فما فعلته كان إيمانا مني أولا بثقل وجسامة الأمانة والمسئولية الموضوعة على أكتافي منذ سنة 2009، وبأن من يضطلع بهذه المسئولية الثقيلة لا بد وأن يستحضر الثقل التاريخي والمرجعي للجمعية ويبعد عنها كل أسباب التطاحنات والقلاقل، وكان يقينا مني ثانيا بأن الرئاسة لا بد وأن تنتقل لزميل آخر ليراكم ويستثمر في النجاحات التي تحققت، وكان تقديرا ثالثا لكل الأذى الذي يلحق النفس والمهنة والمحيط العائلي بفعل الإستنزاف الذهني الذي يمارسه فعل القيادة، وكان رابعا تأكيدا لما كنت أقوله دائما من أنني زاهد في المناصب.
وإذا كنت قد خرقت هذا الميثاق الذي عقدته مع نفسي وأنا أنحني أمام رغبة الزملاء وأستمر لولاية ثانية على رأس جمعيتنا العتيدة، فإنني أتفهم ما يمكن أن يمثله أي فراغ قانوني من خطر على بنية الجمعية، وأقدر التقدير الجيد الثقة التي يخصني بها الزملاء وأسأل من الله العون ومن كل الزملاء الذين يتقاسمون معي الغيرة على الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لنحقق خلال الولاية الثانية كل إنتظارات الزملاء وهي كبيرة ومتشعبة.
شكرا لكل من حفزني على البقاء على رأس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية لفترة قادمة، شكرا لكل من أبدى على الدوام الإستعداد الكامل للعمل من أجل رفعة وسمو الصحافة الرياضية الوطنية، شكرا لكل من انتقد ولاحظ ودقق وتساءل بلا خلفيات لا يريد إلا الإصلاح ما استطاع، شكرا لأولئك الذين طلب منهم رأي عني، فأحالوني على محكمة التاريخ وأؤكد لهم أنني جاهز لطالما أنني جازم في الإعتقاد بأن الجنحة التي إرتكبتها هي إبداء الحب الكبير للمهنة وللجمعية، فإذا كانت هذه جنحة أنا جاهز للمحاكمة.
في المقابل أسأل العذر من زملائي داخل المنتخب، من أسرتي الصغيرة ومن محيطي الصغير، إن أنا اقتطعت وقتا آخر من مساحة زمنية هي من حقهم لأواصل العمل داخل الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بما هو مقدر لي من جهد، نسأل الله التوفيق.