تقترب السنة من طي صفحاتها، وجريا على عادة الإنجليز الذين كانوا سباقين على الدوام بصحافتهه الرائدة وحتى الصفراء «الطابلويدية» أو الفضائحية لأختيار الأفضل والأسوأ بختام مشهد الحول، ولو مع الفارق المهول الذي لا يصله معه قياس وهم يجدون صعوبات جمة بسبب فائض الإنجازات وعدد الوجوه الساطعة لإحكام تقييمهم هذا.
عندنا هنا كما هو حال المطر المحتبس، جفاف غلة الإنجازات والتي تحولت هذه السنة لأصحاب القفاز والمصارعين ولاعبي الكراطي، مرورا بـ «براعم» دانون وانتهاء بمكفوفي الكامرون، لا تترك أمامنا الكثير من هوامش الاختيار وقد يكون اختيار أسوأ رياضي ومسير للسنة أهون وأسهل بكثير من اختيار الأفضل.
لم نلعب «الكان» بسبب إيبولا المفتعلة بفعل معلوم مبني للمجهول، وعلى ظهر هذه «الإيبولا» ركب مسؤولون بساط ريح التملق وتبني القرار تلميع الصورة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر وطالما أن جامعة الكرة مدعوة بعد غد لاجتماع قد ينهي سباتها الشتوي الذي طال أكثر من اللازم، وبعيدا عن رجلها الأول السيد لقجع وما رافق سنته الأولى من ردود فعل تفاوتت بين تقدير المحصبة وتقدير الأداء الفردي والخرجات المثيرة وعديد القرارات التي منها من تم تفعيله ومنها من راح أدراج الرياح.
نشط بودريقة باستقالات لو أحصيت لأدخلته بالفعل موسوعة «غينس» للخالدات وتفاعل البيضي مع برشيد وبدا أنه رئيس شبح للجنة قوانين وأنظمة لا يفقه فيها الرجل الكثير، ونفي آجاف للجنوب وتوارى الزيتوني للخلف بميلاد عصبة هواة السنوسي ولم يعرف ما الذي يفعله عدال بالجامعة ولا حتى دور البقية وعلى رأسهم الفيلالي.
وحده أبرون من استطاع ببنيته التحتية والفوقية وبحضوره في ملاعب «الأرتيفيسييل» وفي فتوحات أسبوعية، من نافس أو ضاهى بوشحاتي على مستوى الدينامية المذكورة.
بوشحاتي لمع بـ «طاس» سويسرا وحول قضية إيبولا لقضية دولة، واتهم من شكك في صحة وطرح المغرب بالخيانة والعمالة على مرآى ومسمع هيأة تحكيم دولية.
بعد «طاس» إختلف بوشحاتي مع رئيسه ولم يجد حرجا في الزهد في شؤون المنتخب الوطني، وغاب عن مبارياته وعن أنشطة الجامعة لغاية صلح تطوان الشهير ودور عرابه العوماري في تليين المواقف وإنهاء حالة الخصام مع أقرب المقربين من أصدقائه.
لم تقف فتوحات «بوش الجامعة» كما يحلو لمقربين منه تسميته عند هذا الحد، ليتحدى الجميع ويقرر الإنسحاب من لجنة «كاف» رآى أنها لا تتطابق ومقاسه، فاستقال حتى وإن رفض رئيس الجامعة تبني القرار بتوقيع وختم الجامعة.
اليوم يظهر بوشحاتي بالواجهة من خلال حكاية تقرير كان أول باكورة لهذا العضو الجامعي والتي دشن بها عودته بعد فترة الجفاء والقطيعة.
تقرير صادم وأسود وعديد الأوصاف التي أحاطت به والتي أغضبت الزاكي الذي ظل ينظر طيلة الفترة السابقة لبوشحاتي على أنه رجل السعد بالنسبة إليه و مقرب إليه أكثر من حبل وريده.
من انتقاد الخطة لانتقاد الإختيارات، ومن محاكمة جفاء الزاكي مع اللاعبين وعدم وداعهم بالشكل اللائق بالمطار بعد العودة من باطا، للحديث عن تصلب في علاقته بالإعلام ومرافقي الأسود.
أسئلة وتسريبات كثيرة أغضبت الناخب الوطني وفرضت عليه استفسار لقجع عن حقيقة ما جرى تسريبه وما إذا كان صديقه المقرب هو من أصدر كل هذه الفتاوي التي تدين الناخب الوطني؟
لذلك يوضع بوشحاتي اليوم وهو الذي تولى أهم حقائب لجان الجامعة بدائرة الأحداث الساخنة، الرجل يصر بعد عودته لمنصبه ولنشاطه أن يتخلص من عاطفة كانت أكثر ما جنت عليه في فترة سابقة وتسببت له نفس العاطفة في تشنج مع رئيسه وتوتر جر عليه متاعب بالجملة.
يعيش بوشحاتي الذي هو في طريقه لسنته الثانية على رأس هذه اللجنة نضجا كبيرا، يلزمه بوزن الأمور بميزانها الصحيح وبوضعها في قالب لا يضع للعلاقات الشخصية اعتبارا ويقدم عليها مصلحة الوطن ومصلحة القميص الوطني على ما سواها حتى ولو كان ذلك سببا في إغضاب الكثيرين وإثارة سخطهم.
بوش الجامعة لا يضره تسريب تقاريره، قبله سربت «ويكيليكس» تقارير «بوش» بلاد العم سام وانتهت الحكاية بقصف الأخير لبغداد وشنق صدام وتنصيب رئيس جديد على مقاس عراق الحضارة.. أظنكم فهمتم القصد؟