من الضحية ومن المستفيد؟
مسلسل التشويق والإثارة سيبدأ من جديد، وقراءة طالع الجمع العام غير العادي كما أراد تسميته عبد الله غلام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أصبح هواية مغرية لمن راقهم أو جذبهم مشهد جمع الصخيرات الشهير شهر نونبر المنصرم.
فوزي لقجع الذي تتحدث المعطيات عن كونه أكبر المرشحين لخلافة علي الفاسي الفهري بمنصبه يوم 13 أبريل القادم، والذي حافظ على هدوئه وعلى توازن قائمته، يعيش هذه الأيام بحسب ما تسنى «للمنتخب» جمعه، على إيقاع توتر شديد مرده كوطة الفيفا التي فرضت تقليص اللائحة من جهة ومحاولة إرضاء جميع حلفائه والحفاظ على التوازن وتمثيل مختلف الجهات من جهة ثانية.
في المتابعة التالية نتوغل كالعادة لنعرض آخر مستجدات استعدادات لقجع لعرض لائحته والصعوبات التي تعترضه وصراع المواقع بين الموالين له.
الفيفا تنزل بمطرقة الكوطة
بعد أن نزلت لجنة الطوارئ بمطرقة الفيتو في التجربة السابقة، هذه المرة كان لحضور موفدي الإتحاد الدولي للعبة دور كبير في وضع النقاط على الحروف والتأكيد على أن التمثيلية في الجهاز الجامعي القادم لا يجب أن تخضع للفئوية والمصلحة كما ردد بريميرو كارفايو، بل لضوابط تسري على جميع الإتحادات الكروية.
الكوطة التي قلصت الحضور من 17 لـ 10 أفراد كان لا بد وأن يكون لها أثر الزلزال وأثر سلبي على بعض الوجوه التي تتحلق كالعادة حول المرشح الأبرز سعيا خلف منصب أو لتحقيق بعض المآرب الموازية الأخرى.
كوطة الفيفا غيرت الكثير من التربيطات والحسابات وساهمت في التسريع من وثيرة الكواليس والتحركات لمعرفة من يكون ضحيتها ومن سيحافظ على موقعه؟
الصقور ممنوعون من الصرف
والمقصود بهم الوجوه التي دعمت لقجع وتبنت طرحا صارما في الدفاع عن مشروعه وفي مقدمتها محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي الذي كان خلال الجمع السابق الذي ألغيت نتائجه في خانة النائب الأول للرئيس ويليه نور الدين البوشحاتي الذي له مكانة خاصة عند رئيس نهضة بركان لاعتبارات يتداخل فيها الجانب الشخصي بالجانب الجغرافي، والضلع الثالث هو عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني والذي تحمل مساق دعم الحملة السابقة وبشكل كبير.
الثلاثي المحسوب على صف الصقور بدوا أكثر ثقة وإن كانت الفترة التي أعقبت جمع 10 نونبر قد خلفت هزات إرتدادية على مستوى العلاقة بين بعضهم، والطرف الرابع الذي بدا متخلفا والأقرب للخروج هو فؤاد الورزازي رئيس الكوكب المراكشي.
لجان تغري وتركة تصفى
على الرغم مما يرافق مواقف فوزي لقجع أو حتى عبد الإله أكرم من تكتم وغموض وحرص على الإحتفاظ بالأوراق كاملة، خاصة في الشق المتلعق بالتحفظ عن تأكيد الترشح للإنتحابات القادمة، إلا أن الإجتماعات السرية التي ظلت تعقد في انتظام بين محور الرباط والدار البيضاء وحتى التربيطات التي كان مونديال الأندية سببا قويا في تكثيفها ودعمها، تتحدث عن كون استباق المشهد فرض على فوزي لقجع والمقربين منه ومع تصور مبدئي للجان والمراكز والمناصب وتقرير المسؤولية.
ولأن اللجان تختلف من لجان صورية وأخرى على درجة من الأهمية، فإن الإنشقاق الذي عرف طريقه في كثير من المرات للائحة لقجع لم يكن مرتبطا فحسب بالكوطة والخوف من المغادرة غير الطوعية وإنما من تقلد دور على الهامش في لجنة غير ذات قيمة.
تسليم السلط سريا
وكي يرضي لقجع الأطراف التي دعمته ويحافظ على الخيط الناظم مع الذين سيحاول إقناعهم بالماركة من الخارج، فإن هذا تطلب منه جهدا مكثفا في الفترة الأخيرة، حيث تضاعفت وثيرة التحرك.
ولأن ما حدث يوم 10 نونبر بالصخيرات كان لا بد وأن تكون له امتدادات فإن فريق لقجع وحرصا منه على الإحاطة بكافة الملفات فقد كان مراقبا للأوضاع ولكثير من المستجدات، وتحدثت أخبار عن كون بعض الملفات قد وجدت طريقها أو جزء منها لحلفائه.
حكاية تسليم السلط إنضاف لها ما تم تسريبه عن كون جامعة غلام التي كلفت بتصريف الأعمال كانت مجرد أداة تنفيذ لتوصيات صادرة عن المرشح القوي أو بعض مقربيه في كثير من القضايا والنزاعات وحتى على مستوى البرمجة وإصدار أحكام على السريع إستفاد منها من سيكونون على رأس الهرم الكروي بحسب الترشيحات دائما.
المنتخب الوطني الورش الإستثنائي
وبعيدا عن نقاشات المصالح والمناصب وتوزيع المهام وفي استباق كبير للأحداث دون أن تكون هناك استفادة مما رافق الجمع الأخير، فإن الورش الأكثر حيوية والأكثر استقاطبا لاهتمام الشارع المغربي هو ورش المنتخب والأسود.
الفريق الوطني ظل على الدوام الرافعة والقاطرة التي تجر خلفها كل الأجهزة، وسواء إرتقت البطولة لمصاف الليغا أو الكالشيو أو ظلت أسيرة لتواضعها، فإن ما سيشفع للقجع إن كتب له التاريخ خلافة الفهري وفريقه الإستمرار في هدوء وبعيدا عن صخب ردود الفعل، هو أن ينهي سريعا حالة الإحتباس التي يعيشها أسود الأطلس.
منعم بلمقدم