بهذا العدد الذي هو الآن بين يديك، تكون «الـمنتخب» وهي تدخل سنتها الثلاثين قد أكملت 3000 إصدار، لو حكيت عنها بالمختصر المفيد، لقلت أنها 3000 زهرة نبتت في مدائن الأحلام والمعاناة، 3000 قطرة دم نزفت من الأوردة من دون أن يجف الشريان، 3000 قطرة عرق تداعت من جسد لم تزده السنوات إلا صلابة وإصرارا، 3000 قصة عشق كانت كلها حلقات لمسلسل طويل من الوفاء و3000 نيزك كلما خرج إلى سماء النور ليشع ضوؤه في ساحة الإعلام والرياضة بالوطن، إلا وازداد طموحنا وكبر إصرارنا على مواصلة المسير برغم كل الإكراهات وبرغم كل التحديات وبرغم كل المعاناة، ففي عالم تنتحر فيه الصحافة الورقية كل يوم من أجل أن تعيش ومن أجل أن تبطش بكل هذا الذي يقودها للموت البطيء، تأبى «الـمنتخب» إلا أن تتجمل وتتأنق لتظهر سعيدة في عيون من عشقوها ومن كانوا وما يزالون أوفى أوفياء قرائها، إنها تنسى المحن وكل ويلات الدهر وتغالب كل المثبطات من أجل أن تكون كل إثنين وخميس لدى باعة الصحف، جريدة تشبع النهم وتحقق المراد وتشفي الغليل، جريدة تتطابق مع عمقها المهني ومع مرجعيتها التاريخية لتكون ناطقة باسم الرياضة الوطنية، ناقلة للخبر ومحللة للأحداث وناقدة بموضوعية ونزاهة فكرية للمشهد الرياضي الوطني وراصدة لكل النجوم وهي تولد وتتألق ثم تسكن زاوية في فضاء التاريخ.
مع كل عدد ومع كل أسبوع ومع كل شهر وسنة، كانت «الـمنتخب» تسافر إلى كل الأدغال وكل الكهوف وإلى كل مراتع الأحداث الرياضية لتكون نبض وعين قارئها، ترصد وتنقل وتتابع وتتحرى عن الحقيقة، لا أدعي أننا كنا طوال هذه السنوات وعلى مدى هذه الأعداد وهي بالآلاف مثاليين، لا يأتينا الباطل والخطأ لا من يميننا أو شمالنا، ولكن ما أنا موقن منه أننا في كل عدد، أبدا لم نستهن بأعرافنا الإعلامية التي نشأنا عليها، أبدا لم نغش وأبدا لم نتثاءب وأبدا لم ندخر جهدا من أجل أن يكون كل عدد من أعداد «الـمنتخب» قيمة إعلامية تعبر عن نفسها وعن تاريخ المؤسسة وعن الإبداع الأصيل الذي إجتمع فينا وتفرق في غيرنا ولله الحمد.
وما أكثر ما تعرضت «الـمنتخب» في طفولتها كما في شبابها للقرصنة وللنسخ وللتقليد، وما كانت كل الأشكال المستنسخة لتنجح في إستنساخ روح الإبداع والخلق التي أسكنها الله عز وجل وتلك حكمته في فرسان «الـمنتخب»، لقد حاكوا الشكل والـمظهر ولكنهم أبدا لم يقتبسوا ذرة واحدة من الجوهر والـمضمون، لذلك أعفت «الـمنتخب» نفسها عن مطاردة الـمختلسين والبائعين بدون وجه حق لعرق الآخرين، لقد ركزت كل جهدها من أجل أن تتطور ومن أجل أن تتجاوز المعيقات لتظل علامة مميزة في المشهدين الإعلامي والرياضي بهذا الوطن الحبيب.
ومن أجل أن ترسخ الحضور في فسيفساء الإعلام بكل تلاوينه الجديدة، كانت «الـمنتخب» سباقة إلى دخول العالم الأزرق بأن أنشأت في البداية موقعا إلكترونيا تحول مع مرور السنوات إلى صحيفة إلكترونية أكبر همها أن تنفتح على أكبر قاعدة من القراء حول العالم، وأن تكون لسانا ناطقا بالحركة الرياضية المغربية، ولا عجب أن تكونوا اليوم مئات الآلاف ممن تطالعون «الـمنتخب» الورقية والإلكترونية وتهبوننا القوة والعزيمة لكي نكمل رحلة الخلق والإبداع، مؤمنين كما اليوم الأول بجسامة المسؤولية وثقل الأمانة.
3000 قبلة لكل أوفيائنا، 3000 تحية لكل من كانوا لنا الرأسمال والشريك والمحفز على العمل
و3000 وعد منا على أن نواصل المسير ما شاء الله لنا أن نسير في طريق البناء والإعلام.
شكرا لكم أنتم من رافقتمونا كل هذه السنوات داعمين ومحفزين، وشكرا لكل من قدم قطرة عرق ولمسة جهد لكي يكبر بيت «الـمنتخب» ويقوى على مغالبة كل الصعاب والأعاصير، شكرا لكل الفرسان على أنهم أمضوا السنوات في إعمار بيت «الـمنتخب» وشكرا لكل الأوفياء، واللهم لا حسد.