لو كان الساكت عن الحق يوصف هكذا، فأكيد أن رئيس الجامعة بما عهد فيه من جرأة وقدرة على التحمل، وبما آثره على نفسه وهو يتولى منصبا كان يوقن أكثر من غيره أنه يتطلب من صاحبه الكثير من الجسارة والشجاعة لإبداء الرأي وقطع دابر الإشاعة متى رأى أنها تتنامى وتكبر أمامه.
قطعا فإن يكون صمت فوزي لقجع اليوم حكمة كما هو حال الصمت الذي يوزن بميزان الذهب أحيانا، لكنه في الغالب وكما قدم لنا الأثر هو بالـمقابل علامة من علامات الرضا.
لذلك أن صمت رئيس الجامعة في خضم الحملة الشرسة التي تطال الزاكي، وتجاوز البعض لسياقات الإحترام كما قال في آخر حوار له، لتصفية حسابات قديمة مع الرجل، وأكل الثوم من طرف آخرين بلسان الجامعة بتداول أسماء كي  ترافق الناخب الوطني في رحلته وهو المصر على أنه للسفينة قبطانا واحدا، وأحيانا بالنبش في ماضي الرجل والتأكيد على أنه ما جنى ثمار 2004 إلا بخدمة من رفيق دربه الناصيري، لذلك يطالب البعض بعودة الناصيري دون أن يكونوا على إطلاع بأن الرجل زهد في الكرة.
يلزم الوضع أدبيا وأخلاقيا رئيس الجامعة أن يخرج على الرأي العام ببلاغ يوضح فيه الواضحات، يضحد فيه ما يستحق النفي ويؤكد ما يستحق التأييد، على لقجع أن ينتصر لقناعات سبق وأن التزم بها في ندواته وما أكثرها وهو أن لا يتأخر في الكشف عن مواقفه كلما استهلك اسمه واسم جهازه من طرف أشخاص أو إعلام .
لا يمكن أن يتأخر لقجع على مستوى الظهور وهناك من يؤكد أنه توصل بتقارير أدانت الزاكي وضربت قيمته التقنية وطالبت بإبعاده أو تعزيز طاقمه في أهون الشرور.
سيكون من العبث ونحن نقبل على سنة جديدة تطل بنا على 180 دقيقة مفصلية ستحدد حلم اللحاق بدورة الغابون أمام رأس أخضر جد متطور وجد طموح، أن لا يتعرف الرأي العام والإعلام على حقيقة مواقف السيد فوزي لقجع سيما باستحضار تارة أنه غاضب من الزاكي وأحيانا أخرى كونه كاد يغمى عليه بملعب أكادير وهو يشرب علبة سيجارة كاملة في ظرف 45 دقيقة غير بعيد عن السيدة الوالي معربا عن ارتجافه وهوله وهو يشاهد والعهدة على الراوي أسودا عليلة لم تقنعه ومدربا لا يروي غليلا.
وسيكون من باب الحكمة المؤملة في الرجل بوصفه رجل دولة على اطلاع واسع أن عدم قطع رأس الشائعات والفتنة، كثيرا ما جنى على أقوام ورجال وغير مجرى نهر أحداث بالكامل.
ولئن كان رئيس الجامعة مؤهلا بكل قدرات الذكاء المتوسمة فيه، وبالنباهة التي لا تعوزه يعرف جيدا التايميينغ المناسب الذي سيتيح أمامه مجال الخروج للإدلاء بالحقيقة والجهر بها، فإنه بالمقابل وجهازه يمضي أكثر من سنة ونصف مديرا لشؤون اللعبة الأولى بالمغرب أن يعيد النظر في كثير من الأمور المحيطة به، أن يعالج الأسقام المزمنة والعلل الفتاكة التي تنخر جسد تركيبة جهازه المعاقة.
رئيس ريال مدريد التي لها قاعدة جماهيرية تفوق 700 مليون مناصر على مستوى العالم، بعدما اهتز عرش الملكي في سلخانة ومجزرة الكلاسيكو، خرج ليرد 48 ساعة على الإعلام والأنصار والإلترات ويتحدى الجميع و يؤكد بقاء بينيتيز ظالما أو خاسرا، ونحن 16 يوما على موقعة «باطا» رحل الزاكي إعلاميا وجاء فاخر إعلاميا وانتدب الناصيري فيسبوكيا وأقيل الزاكي بتقارير مسربة ولقجع ثابت وراسخ على موقف الصمت الذي ليس حكمة في الوقت الحالي.. 
أن يعيد النظر في رسم مشهد وفسيفساء جديد لجهاز اكتملت أركانه وبين الكم والكيف كان هناك أكثر من فارق على مستوى الحصيلة وطريقة الإشتغال.