لا تهمني نتيجة مباراة الأمس بغينيا ولا المآل الذي انتهت إليه، لأنه يكفيني الفصل الأول من مشهد مفتوح على أكثر من سيناريو وأكثر من قراءة، وكل واحد سيقرأ في اللوح الخاص به وهو فصل مباراة أكادير والبطل لم يكن غير الجزار دانييل بينيت من جنوب إفريقيا والذي جلب معه للمغرب مديته وسكاكينه ليشرمل منتخبنا المغربي.
لو أنها المرة الأولى التي فشل فيها هذا الحكم القبيح في سحب مباراة كلفه بها الكاف أو الفيفا أو حتى رآها في منامه تخص منتخبنا المغربي لبر الأمان، واحضر معه ميزان العدل لما كنت بدوري من أصحاب الظن الآثم الذين يشككون في نزاهة لا يعرف لها الرجل سبيلا ولا عنوانا، لكن هاد «الدانييل» هو سم زعاف في كأس المنتخب المغربي، سم يرغمنا كلما حضر بسحنته العنصرية المقيتة وتجهم وجهه على أن نشرب منه ونطلب من الرحمان السلامة.
ما قام به دانييل الشرير بنيته المبيتة وهو يحضر للمغرب لهدم البيت على رأس فريقنا الوطني ورأس لقجع وكل الجماهير المغربية، كانت فيه نوايا خبيثة وماكرة وكثير من خصال الشر وهو ما كشفه لي بالحرف حكمان مغربيان أشهد لهما بالكفاءة قبل الإستقامة والخبرة التي كسباها محليا وقاريا وجعلتهما من أهل مكة التي يعرفون شعابها وكيف تورد الإبل ومتى يحضر الحكم بسكين الصافرة ليغتال أحلام بلد قبل منتخب ما.
ما قام به دانييل جر المغاربة لسجال لن ينتهي عند حدود النوايا السيئة، بل سيستمر طويلا وطويلا جدا، طالما أن هناك من راقته اللعبة واجتهد في الكواليس ليهاتف صحفيين وإعلاميين ويؤكد لهم استباق البلاء قبل وقوعه و توقع الأسوا ليس من دانييل الذي راح و قد يعود ذات يوم ليقود مباراة، بل من عيسى حياتو وسيكوتو باتل ودياكيتي وكابيلي وكل صقور الكاف الذين لا يحملون للمغرب ودا كبيرا ويضمرون لنا شرا بكل صنوفه والقول ليس قولي بل هو قول مسؤولين بالجامعة ومن يدور في فلكها..
قسمتنا هذه الكاف على سبعين شعبة، فرضت علينا الكاف في السنوات الأخيرة أن نتوزع لمعتركين، واحد ينزهها عن فعل الإثم والتجني وضرب مصالحنا والثاني يعتبرها كيانا يمارس شروعه في القتل مع كرتنا ومنتخبنا وفرقنا كلما خاضت مباراة مصيرية ويستحضرون صحيفة سوابقها وعدد زلات حكام هم من قبيلتها جنوا علينا وضربونا في مقتل غير ما مرة.
اليوم ينظر كثيرون للكاف على أنها الخصم والحكم في نفس الوقت، يصر البعض على تصوير عيسى حياتو في صورة الشيطان المريد الذي يريد بنا سوءا ولن يهنأ له بال بعد «تمرميدة» الطاس إلا بعد أن يقسم ظهرنا بطريقة من الطرق المتاحة أمامه.
في وقت يرد الضالعون والمصرون على الدفاع عن الكاف على أنها ليست معنية بتعيين بينيت والمسابقة هي تحت وصاية الفيفا وهي المخول تعيين قضاة المباريات لا غيرها، ليأتي الرد من الفئة التي تصر على ركوب صهوة النية غير السليمة بالقول انه حتى وإن لم تكن الكاف معنية بالتعيين والفيفا هي المسؤول فإن حياتو اليوم هو رئيس للفيا لـ 90 يوما، وبينيت من الحكام المفضلين لجهازه والذين يدخرهم للمباريات القفل التي تحضر فيها تصفية الحسابات.
وما دمنا بصدد الإستماع لكل طرف تحضر هيأة الدفاع عن حياتو لتؤكد أن الرجل كان يمر والمنتخب المغربي يجري مباراة غينيا الإستيوائية بأكادير من محنة صحية فرضت عليه تصفية دمه لـ 4 مرات في ظرف يومين بسبب قصور كلوي حاد فرض عليه في نهاية المطاف زرع كلية كي يتنفس ويتبول كباقي خلق الله.
داخل هته المتاهة يمكن توقع الشيء ونقيضه، يمكن أن نحضر النية ونبيت مع الحية وأن نتوجس كلما داهمنا موعد كروي قاري حتى لو كان داخل الديار، لأن جرأة دانييل بينيت علينا بأكادير ما عادت تترك أمامنا هامشا من الإطمئنان حتى ولو كنا محصنين بملعبنا وأمام جمهور يحمل أعلام البلد ويهتف باسمه بأعلى الصوت.
عدت لكتابات كنت قد وقعتها بالبنط العريض وقلت يوم أصر وزيرنا الذي فعلها واختفى، على أنه بعد «إيبولا» سنترجى الألطاف كي لا يهدمنا معول الكاف، وقلت علينا أن نتوقع كل شيء وأي شيء، لأنه يومها هناك من لم يعتبره صراعا كرويا وانتهى الأمر، فقد اعترف حياتو وهو يصفي دمه وكليته هنا بالمغرب على أن جهازه مس في كبريائه وعاد ليقول لقنوات أوروبية بعد رحيله أنه لن يغفر للمغرب أن يهدم ما بنته الكاف على امتداد نصف قرن من الزمن.
لو نحن تأملنا ما قاله حياتو يومها وطابقنا مرافعة العمراني ضد المغرب بسويسرا ومطالب جهاز حياتو بأكثر من 20 مليار لجبر ضرر، لخلصنا لحقيقة واحدة وهي أن الكاف لن تكون من المصفقين بطبيعة الحال لإنجازاتنا ولن تكون من المهللين لنجاحاتنا، لكن لا أحد يملك حقيقة أنها من كانت خلف مؤامرة بينيت حتى وإن كان داخل الكاف من يردد «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الإنتقام».. و الله أعلم..