المنتخب: المهدي الحداد - عدسة: بلمكي
سلم صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد لقب كأس العرش لأولمبيك خريبكة الذي أبى إلا أن يُنزل الفتح الرباطي من عرشه وينتزع منه اللقب، مزينا صدره بالوسام الثاني في تاريخه عقب فوزه بالضربات الترجيحية 4- 1 بعد تعادلهما سلبا طيلة 120 دقيقة بملعب طنجة الكبير وسط متابعة جماهيرية وإعلامية غفيرة.
الشوط الأول بحث فيه الفريقان عن عنصر اللذغ والمباغثة خصوصا من جهة الفتح الذي إعتمد بشكل جلي على إختراقات باطنا والعروي من الأروقة وتحركات بنجلون، وكاد الرباطيون أن يصلوا إلى المبتغى لولا التسرع ويقظة زملاء الياميق وكذا سوء الحظ الذي رافق بعد التسديدات المقلقة خاصة من قدمي الناهيري والباسل، وتميز أسلوب الفتح بالإندفاع الهجومي ومحاولة الوصول بأسرع وقت للمعترك الخريبكي مع التركيز على تنويع التمريرات من الأطراف وفي العمق، بينما كان رفاق البزغودي الأقل خطورة رغم البحث الخجول حيث إصطدموا بدفاع رباطي صلب أحكم قبضته جيدا على مصادر الشغب في كثيبة المدرب العجلاني، لتمضي دقائق الشوط الأولى حتى نهايته بمناورات فتحية ومسايرة خريبكية فرضت التعادل الأبيض بعد إيقاع لا بأس به وفي أجواء رياضية مثالية.
السيناريو تكرر في الجولة الثانية لكن بتكتيك أكثر صرامة من المتنافسين الشيء الذي عقد مأمورية التسجيل وأغلق منافذ العبور، فكان الشح الكبير في المحاولات وإنحصرت الكرة في وسط الميدان مع مطالبة البزغودي بضربة جزاء لكن الحكم بوشعيب لحرش رأى غير ذلك، ورغم التغييرات فلا جديد حدث بإستثناء رأسية للبديل بناي في آخر الأنفاس كادت تسرق النصر لولا براعة الحواصلي، ليلتجأ الفتح والأولمبيك إلى الشوطين الإضافيين، وتتحرك معهما الآلة الفتحية مجددا بمحاولات وضغوطات من فوزير وباطنا فيما ظل البزغودي معزولا ويناور وحيدا بين كماشة مانداو وخاليص، وكادت الدقيقة 108 أن تنهي كل شيء بعدما عاين الجمهور أخطر فرصة في اللقاء والتي كان وراءها فوزير ثم باطنا الذي سدد بقوة قبل أن يتدخل البورقادي بخبرة وينقذ فريقه من الضربة القاضية، رد عليها بناي بتسديدة ولا أروع تألق في صدها الحواصلي في واحدة من أفضل لقطات النهائي (د119)، ليكون الحارسان المتوهجان بعدها على موعد مع الركلات الترجيحية التي شهدت لمعان البورقادي الذي قاد الخريبكيين للتتويج 4- 1، مساهما رفقة المزكوري وعوكادي وآخرين في خطف الكأس الفضية الثانية في سجل أبناء الفوسفاط الذين إستحقوا الفرحة بقيادة المدرب التونسي الحكيم أحمد العجلاني.