الفتح يركب أعتى الأمواج للحفاظ على أغلى تاج
أبناء الفوسفاط بشعار التحدي لكسر لعنة النهايات
المنتخب: عبد اللطيف أبجاو
الكأس الغالية
لمنافسة كأس العرش مكانة خاصة في خارطة الكرة المغربية، كل الفرق إلا وتتمنى أن تعيش أولا أجوائها وطقوسها الخاصة التي تميزها عن باقي المنافسات، كما تتمنى أيضا أن تعانق هذه الكأس الفخرية، ذلك أن العديد من الأندية سمحت لها الفرصة أن تصعد على منصة التتويج وتغني سجلها بهذه الكأس، فيما أندية أخرى ما زالت تلهث وراء هذا اللقب الإستثنائي وفي كل موسم تتوسم خيرا أن يطلع هلاله.
ولعل ما يزيد من جمالية هذه المنافسة وإثارتها أنها لا تفرق بين ناد كبير وآخر صغير، بدليل أن الكثير من الفرق سواء الصغيرة من حيث الإمكانيات أو تلك التي تمارس بالدرجة الثانية استطاعت أن تقهر أقطاب الكرة المغربية ونجحت في تحقيق الإنجاز، فكل الأندية تسعى لتدوين إسمها في سجل الفائزين مرات ومرات، لذلك سننتظر هذا النهائي بين أولمبيك خريبكة والفتح لمعرفة الفريق الذي سيحظى بشرف الصعود على منصة التتويج.
الفتح وحكايته مع الكأس
إن كان الجيش يحمل الرقم القياسي على مستوى الفوز بلقب الكأس، فإن الفتح لا يقل شأنا على مستوى هذه المنافسة، بدليل أنه فاز به بستة ألقاب وخسر نهايتين، ذلك أن سنوات 19967 و1973 و1976 و1995 و2010 و2014 كانت شاهدة على تتويج الفريق الرباطي، ويبدو أن الأجيال تفاوتت في هذه الإنجازات، على أن الفتح ضيع نهايتين سنتي 1960 أمام مولودية وجدة الذي فاز بهدف للاشيء وأمام الجيش الذي توج بالكأس على حساب الفتح بضربات الترجيح 5ـ4 في2009.
الفتح وبعد هذا المشوار الجيد في هذه المنافسة سيبحث عن التتويج السابع في تاريخه، بل يريد أن يجعل من نفسه واحدا من الأندية التي فازت في مناسبتين متتاليتين بالكأس الفخرية، بعدما فاز بالنسخة الأخيرة على حساب نهضة بركان، لذلك ستحقق هذه النهاية غايات كثيرة لفريق يريد أن يقوي صورته في واجهة الأحداث.
نجمة واحدة.. هل من مزيد؟
بين الفتح وأولمبيك خريبكة فارق على مستوى الألقاب، فإذا كان الفريق الرباطي قد فاز بستة ألقاب فإن منافسه في النهائي يملك لقبا واحدا، ومع ذلك فإنه يبقى إنجازا مهما لأن الفريق الفوسفاطي ذاق حلاوة التتويج بعدما عانق اللقب عام 2006 مع المدرب مصطفى مديح، لكن حكايته مع المباريات النهائية حزينة لدرجة أنها شكلت عقدة قبل أن يتوج باللقب في آخر نهاية لعبها، لأن ما سبقها كان عبارة عن فشل، إذ لعب المباراة النهائية في أربع مناسبات، سنوات 1981و1994و1995 و2005، في إشارة إلى أن الفريق الفوسفاطي غير محظوظ، إذ من أصل خمس مناسبات لم ينجح في كسب الرهان سوى مرة واحدة.
ويبدو أن فارس الفوسفاط ومدربه التونسي أحمد العجلاني يخططان لإضافة اللقب الثاني لخزينته، خاصة أنها المرة الخامسة والأخيرة، أي في 2006 هي التي شهدت فوزه باللقب، وهو مؤشر أن الفريق الفوسفاطي إكتسب مناعة الأدوار الأخيرة وقادر على كسب الرهان مجددا.
هل يفعلها ثانية؟
الأمر هنا يتعلق بوليد الركراكي الذي استطاع أن يحفر بسرعة إسمه في سجل المتوجين رغم حداثة عهده مع التدريب، بل إنه يخوض أول تجربة له في البطولة، ففي أول موسم له مع الفتح نجح في كسب الرهان وفاز باللقب، والواقع أن ما حققه من نتائج مع فريقه لم يكن ضربا من ضروب الصدفة، بل إنه تحقق بفضل الذكاء الذي ميزه في التعامل مع المباريات، واستطاع أن يحافظ على تركة المدرب السابق جمال السلامي، خاصة أن السواد الأعظم من اللاعبين الذي جلبهم السلامي ظل الركراكي يعتمد عليهم منذ الموسم الماضي.
ويمني المدرب الركراكي النفس بأن ينجح في مهمته والتتويج للمرة الثانية على التوالي بلقب الكأس، ولو أن المهمة لن تكون سهلة أمام فريق فوسفاطي، لكن من يعرف الركراكي سيتأكد له أنه من المدربين الذين لهم كاريزما ويحسنون التعامل مع المباريات بذكاء ولهم أيضا أسلوبا خاصا في المباريات الحاسمة، فهل ينجح مجددا في كسب رهان كأس أصبح الفتح يعوف طريقها جيدا في السنوات الأخيرة؟
كأس بلمسة تونسية
يحمل أحمد العجلاني آمال أولمبيك خريبكة لتعزيز اللقب اليتيم في خزانته، خاصة أن هذا المدرب استطاع أن يحدث ثورة داخل الفريق ويعيده مجددا إلى الواجهة بعدما عاش نجاحا مع المدرب مصطفى مديح، وبات لأولمبيك خريبكة أسلوبا خاصا يميزه مع العجلاني، بدليل أنه يعد من الأندية التي أصبحت من الصعب الفوز عليها للنزعة التكتيكية الصارمة التي تعتبر أحد الأسلحة الفتاكة التي يواجه بها خصومه، ولنا في الطريقة التي يتجاوز بها منافسيه خير دليل على الحضور القوي لهذا الفريق، بل يجسد العمل الذي يقوم به المدرب التونسي كمدرب ذكي وماكر، يعرف أولا كيف يستغل إمكانيات لاعبيه والمجموعة التي يتوفر عليها، وكيف يطيح بالخصوم خاصة في المناسبات الكبيرة، على أن الإستقرار التقني الذي راهن عليه مسيرو الفريق الخريبكي كان إيجابيا، بحكم أن العجلاني يقود فريقه للموسم الثاني على التوالي.
حوار شرس بأعالي الشمال
هو النهائي الذي يعد بالشيء الكثير والمليء بكل أنواع الإثارة والتشويق، ولعل ما يزيد من شراسته الحوار التكتيكي المضمون بين المدربين أحمد العجلاني ووليد الركراكي، ويبدو من خلال المباريات والكيفية التي يناقش بها كل طرف مبارياته أن أسلوبهما نوعا ما متشابه، إذ غالبا ما يرفعان شعار الصرامة التكتيكية ويلعبان على عنصر مباغتة الخصم، وما نجاحهما سواء في البطولة أو الكأس إلا دليل على نجاحهما في مهمتهما.
والأكيد أن كل طرف سيضع الأسلوب التكتيكي الناجع لتحقيق مبتغاه، إذ سيكون من الصعب ترجيح كفة أي طرف في ظل ذكاء المدربين وكذا حسن تعاملهم مع المباريات، ولو أن الركراكي قد سجل الفوز في الدورة السادسة على خصمه بهدفين لواحد بمعقله، لكن شتان بين مباريات البطولة والنهائي الذي غالبا ما يكون محكوما بمجموعة من النقاط ويلعب على جزئيات صغيرة.
وسيتسلح كل طرف بلاعبيه الحاسمين والذين لهم وزن بالفريق، ذلك أن أولمبيك خريبكة سيعتمد على عناصره المؤثرة كالبزغودي وتيبركانين وسيديبي واليميق وبورقادي، فيما ستحضر الأسماء الوازنة بالفتح كباطنا وسعدان وسكومة وبنجلون وغيرهم، ثم لا ننسى أيضا العنصر المؤثر الآخر والذي سيسمح لنا بمتابعة نهائي استثنائي، يتعلق بملعب طنجة بأرضيته الجميلة التي تساعد اللاعبين على تقديم طبق كروي من الطراز الرفيع، في إشارة إلى أن كل التوابل ستكون حاضرة لمتابعة عرس كروي يليق بقيمة الحدث.