حسابات معقدة في أراضي النخيل
ماذا هيأ العجلاني لتفادي مفاجأة أولاد زيان؟
المنتخب: عبداللطيف أبجاو
سيكون ملعب مراكش مسرحا لمباراة إياب دور نصف كأس العرش بين أولمبيك خريبكة وضيفه شباب خنيفرة، ويسعى الفريق الزياني مواصلة مغامرته الناجحة في الكأس والتأهل لأول مرة للنهائي الحالم بعد فوزه في الذهاب بهدف للاشيء، والأكيد أن المهمة لن تكون سهلة أمام الفريق الفوسفاطي الذي يدرك أنه سيكون مطالبا بوضع كل أسلحته لحجز بطاقة التأهل، وتفادي السقوط في فخ الفريق الخنيفري الذي سيرحل لعاصمة النخيل بزاد هدف ثمين.
موعد مع التاريخ
يبقى شباب خنيفرة من أكبر مفاجآت الكأس، إذ لا أحد كان ينتظر أن يصل لهذا الدور، ومع ذلك استطاع أن يتسلق المراتب مباراة بعد الأخرى، علما أنه خرج من تجربة فاشلة وعاد سريعا للدرجة الثانية، لكن فريق أولاد زيان نجح في تجاوز كل عقبات الكأس الفخرية ووجد نفسه في آخر درج للوصول إلى النهائي، علما أن الفريق الخنيفري يصل بالمناسبة لأول مرة في تاريخه للمربع الذهبي.
والواقع أن عبور الفريق الخنيفري إل دور النصف مرَ من مباريات متكافئة على غرار مبارتي اتحاد الخميسات واتحاد المحمدية، فيما كان أصعب امتحان أمام شباب الحسيمة الذي اجتازه في دور الربع، لذلك يرى أنه بات أقرب لبلوغ حلم طارد مكونات الفريق منذ سنوات، إذ تفصله خطوة واحدة لتحقيق حلم الوصول للنهائي.
هل تكون السادسة للفوسفاطيين؟
ليست هناك من مقارنة بين تاريخ شباب خنيفرة ومنافسه أولمبيك خريبكة بحكم أن للأخير بصمة على مستوى الكأس، فقد سبق له أن صعد لمنصة التتويج وعانق اللقب عام 2006 مع المدرب مصطفى مديح، ووصل للمباراة النهائية في أربع مناسبات، سنوات 1981 و1994 و1995 و2005، في إشارة إلى أن الفريق الفوسفاطي غير محظوظ على العموم في المباراة النهائية فمن أصل خمس نهايات بلغها ولم ينجح في كسب الرهان سوى في واحدة.
ويبدو أن أولمبيك خريبكة بمدربه التونسي أحمد العجلاني يخطط للوصول إلى المباراة النهائية وإضافة اللقب الثاني، خاصة أن النهائي الخامس والأخير، أي في 2006 هو الذي شهد فوزه باللقب، وهو مؤشر على أن الفريق الفوسفاطي اكتسب مناعة الأدوار الأخيرة وقادر على كسب الرهان مجددا.
متاعب البداية
لم تكن بداية شباب خنيفرة في البطولة بالمثالية والناجحة، فإلى غاية الدورة الرابعة ودون احتساب نتيجة الدورة الخامسة، فإن الفريق الزياني لم يسجل أي انتصار، إذ تعادل في مبارياته الأربع في إشارة إلى أن نتائجه في البطولة لا توازي مشواره الرائع على مستوى الكأس، هذه البداية المرتبكة في البطولة أثرت نوعا ما على وضعية المدرب حسن أوغني الذي تعرض لضغط كبير من الجمهور الخنيفري ،غير أن الفوز الذي سجله في ذهاب الكأس على أولمبيك خريبكة أخمد نوعا ما نار الاحتجاجات في انتظار الإياب .
ويدرك أوغني أن السبيل الوحيد لاستعادة التوازن وكذا إعادة الثقة للجماهير الخنيفرية هو التأهل إلى النهائي، خاصة أن هذه الخطوة ستشكل إنجازا تاريخيا لهذا الفريق المتحمس.
صرامة لا تطاق
لأولمبيك خريبكة أسلوب خاص بات يميزه في السنوات الأخيرة، بدليل أنه يعد من الأندية التي أصبح من الصعب الفوز عليها للنزعة التكتيكية الصارمة التي تعتبر أحد الأسلحة الفتاكة التي يواجه بها خصومه، ولنا في الطريقة التي يتجاوز بها منافسيه خير دليل على الحضور القوي لهذا الفريق، الذي يجسد العمل الذي يقوم به المدرب التونسي أحمد العجلاني كمدرب ذكي وماكر يعرف أولا كيف يستغل إمكانيات لاعبيه والمجموعة التي يتوفر عليها، وكيف يطيح بالخصوم خاصة في المناسبات الكبيرة، على أن الإستقرار التقني الذي راهن عليه مسيرو الفريق الخريبكي كان إيجابيا، بحكم أن العجلاني يقود فريقه للموسم الثاني على التوالي.
أسلحة مختلفة
كالعادة سيعول المدرب العجلاني على أبرز لاعبيه الذين عودوه على تحقيق الفارق في أي لحظة، على غرار البزغودي وتيبركانين وسيديبي دون استثناء المدافعين باكايوكو واليميق، والأكيد أن التجربة ستكون حاضرة داخل الفريق الفوسفاطي، إضافة إلى الحس الهجومي الذي سيعتمد عليه مجددا الأولمبيك، بينما سيركز المدرب حسن أوغني على بعض لاعبيه الذين تألقوا في المباريات الأخيرة من أمثال أوشن وعملود والسمامي وغيرهم، غير أن الروح الجماعية ستكون حاضرة اعتبارا إلى أنها من الأسلحة الناجحة التي يعتمد عليها الفريق الزياني،كما أن قوته تكمن في دفاعه مقارنه بهجومه، إذ لم تستقبل شباكه الكثير من الأهداف، سواء في البطولة أو الكأس.
الحسم في مراكش
آثر أولمبيك خريبكة استقبال مباراته بمراكش وأدار ظهره لملعبي قصبة تادلة وبني ملال لعشبهما الإصطناعي، والظاهر أن الإختيار جاء لحاجة في نفس العجلاني، إذ ربما فكر الرجل بأن الأرضية الجميلة لملعب مراكش وكذا كبر مساحته ستساعد لاعبيه على تحقيق مساعيه،خاصة أن الفريق الفوسفاطي مطالب بالتسجيل والفوز إن أراد التأهل.
العجلاني يدرك أن الفريق الخنيفري سيخوض المباراة وسيضع كامل أسلحته من أجل الدفاع عن هدفه الذي سجله في الذهاب، والأكيد أنه سيحمل شعار الصرامة التكتيكية الدفاعية في المباراة، لذلك سيمكن ملعب مراكش للعجلاني من تكسير الحصون الدفاعية التي ينتظر أن يعتمد عليها أولاد زيان، الذين يدركون حجم المسؤولية التي تنتظرهم في هذه المباراة، وهي المسؤولية التي لن تكون غريبة على الخريبكيين، خاصة أنهم سبق أن نجحوا في امتحان كان أيضا عسيرا خلال مباراة الدور الماضي، عندما اقتنصوا التأهل أمام اتحاد طنجة رغم صعوبة المباراة، فهل سيكررون نفس المشهد لحجز بطاقة التأهل للمرة السادسة في تاريخ النادي أم أن شباب خنيفرة سيواصل مفاجآته ليعلن عن نفسه طرفا في النهائي؟