قبل أن يفاجأني هذا الذي قرأته عن تشنج العلاقة بين الأسطورتين الزاكي بادو ومصطفى حجي وهما معا يتواجدان في خندق واحد لإعادة بعث الفريق الوطني من رماد الإخفاقات، تشنج يقول بأن الخيط بين الرجلين تقطع بالكامل، ما سيفضي حتما إلى الإنفصال، أحزنني توقيت نشر هذه الأخبار / السموم بكل ما تداعى حولها من تأويلات.
ومصدر الحزن فعلا، أن الفريق الوطني في هذه الظرفية بالذات ليس بحاجة إطلاقا لمثل هذا التشنيع ولمثل هذه الشائعات المريضة وهو المقبل خلال أيام على مواجهة مصيرية أمام منتخب غينيا الإستوائية التي ستحدد مستقبل أسود الأطلس في تصفيات كأس العالم 2018، كما أن لا حاجة له بمثل هذه الجمرات الخبيثة التي ترمى في العرين وهو الذي يوجد منذ أشهر في غرف الإنعاش يحاول الخروج من صدمات الإقصاءات التي تكالبت عليه فجرحت كبرياءه وشرخت صورته في المشهد الكروي الإفريقي، فالمرحلة هي مرحلة بناء الثقة والذات، والمفترض أن يبدي الجميع حسن النية أولا والقليل من نكران الذات ثانيا والكثير من الحكمة ثالثا للترفع عن كل هذه الشوائب التي لا يخلو منها أي منتخب أو أي فريق.
مؤكد ونحن نسأل عن توقيت رمي هذه الجمرة الخبيثة في عرين أسود الأطلس، نسأل عن الغاية منها ونسأل عن حقيقتها (فلا نار بلا دخان)، ونسأل عن طبيعة العلاقة المهنية قبل الإنسانية التي تربط الزاكي بادو المتقمص لدور القائد التقني والمسؤول الأول عن الإختيارات البشرية والتكتيكية بمساعديه مصطفى حجي وسعيد شيبا، هل هي علاقة تكاملية مؤسسة على التعاون التقني الكامل والذي يقوم بالأساس على الإلتزام الكامل بالإختصاصات ولعب الأدوار كما يصممها المسؤول الأول عن الطاقم التقني الزاكي بادو؟
وقد تجرنا كل هذه الأسئلة للوقوف على أصل الحكاية، عن الإقتناع الذي أبداه الزاكي بادو بمساعديه يوم أنيطت به مهمة قيادة الفريق الوطني مجددا، فإن لم يكن هو من إختار هذا الطاقم المساعد، فما الذي فعله على مر كل هذه الشهور من أجل أن تتحقق المنفعة الكاملة والتجاوب المطلق، من أجل أن ينصهر كل من مصطفى حجي وسعيد شيبا والعمراني المعد البدني وخالد فوهامي مدرب حراس المرمى مع منظومة إشتغاله، فيكون الطاقم التقني في النهاية منسجما ومتناغما يتحدث لغة واحدة ويتكامل في أداء المهام للوصول إلى الغايات المراهن عليها.
لم أكن على حد علمي أعلم بوجود شرخ في علاقة الزاكي بادو بمساعديه، على الأقل على مستوى إحترام الإختصاصات والإلتزام الكامل بالصرامة في التطابق مع فكر الرجل التقني الأول الذي هو الزاكي وعدم التعدي عليه، ما دام أنني أعرف من أي معدن هو سعيد شيبا ومصطفى حجي، أخلاقهما العالية وروحهما الوطنية ورغبتهما الشديدة في خدمة الفريق الوطني من أي موقع تواجدا فيه.
وبفرض أن الزاكي لم يعد مقتنعا بالقيمة التقنية التي يضيفها مصطفى حجي للطاقم التقني الوطني، فلا أعتقد أنه كان سيجهر بعدم إقتناعه، بهذه الطريقة البديئة التي نقف عليها اليوم من خلال تسريب معلومات الهدف منها التمهيد لإعلان القطيعة، فحتما إن توصل الزاكي إلى أن مصطفى حجي أصبح عديم الجدوى داخل الطاقم التقني، فإن الإعلان من المفروض أن يتأجل إلى ما بعد المواجهة أمام غينيا الإستوائية شهر نونبر القادم، كما أنه كان سيتبع مسطرة إدارية هي من أصل الإشتغال الإحترافي الذي يؤمن به الناخب الوطني الزاكي بادو، أن يجتمع برئيس الجامعة السيد فوزي لقجع ورئيس المنتخبات الوطنية السيد نور الدين البوشحاتي للوصول إلى أفضل صيغة ممكنة لإعلان هذه القطيعة إن لم يكن مفر منها، بما يخدم مصلحة الفريق الوطني وبما يبقي لمصطفى حجي الإعتبار الكبير الملازم لشخصه، وهو الرجل الذي أحبه المغاربة ووضعوه في مصاف كبار كرة القدم ويحفظون له كل الود والعرفان الذي يليق بشخص مثله، رجل خلوق ووطني ويكفي أن تطلعوا على الحوار الحصري المنشور له في هذه الصفحة لتعرفوا من أي معدن هو؟ وبأي أخلاق هو؟ وبأي وطنية؟ لتعرفوا أنني سأعود لأنتهي من حيث بدأت وأقول أن مثل هذه الشائعات لا يسربها إلا الشياطين حتى لو أكدت الأيام صحتها.