بعد حكاية المغربي زياش مع الهولنديين، نأتي اليوم لعكس الآية وعرض حكاية هولندي مع المغاربة، وهي بطبيعة الحالة استمرار لما يعتقده الهولنديون بمنتهى الوقاحة أنهم فوق الجميع وفوق الكل ويفهمون الكرة أكثر من غيرهم.
المقصود بحكاية اليوم هو رود كرول الذي للأسف لم أرصده أنا وأبناء جيلي وهو يلعب رفقة واحد من أفضل المنتخبات الهولندية عبر التاريخ، وما يفعله اليوم هذا المدرب رفقة الرجاء لا يتطابق بأي شكل من الأشكال مع قيمته التقنية ومع رصيد الإحترام الذي راكمه لاعبا وليس مدربا، طالما أن مساره المهني مدربا ليس بالخارق ولا هم يحزنون.
كرول تعامل مع شعب الرجاء بمنطق العصا والجزرة، وبمنطق الذكاء الحاد الزائد عن اللزوم وتصور البقية أغبياء أو جهلة وأميون لا يفقهون في الكرة شيئا.
حين حضر كرول للرجاء أصر على وضع طابور طويل من اللاعبين الأجانب أمامه، وظل يختبر ويجرب ويرفض التوقيع لأي منهم وكل لاعب كان يعرضه بودريقة وبعض من الوكلاء عليه كان يرفضهم في اليوم التالي بحجة عدم الإقتناع بهم وكونهم لا يلبون الحاجة ولا يفون بالغرض.
قبل بودريقة والبوصيري باللعبة، ومكنوا كرول من مفاتيح الملعب وأعطوه بطاقة بيضاء للتصرف، وهم موقنون بأنهم عثروا على المدرب المفقود الذي لا يتساهل على مستوى التعاقدات وعلى المدرب الذي يعصر اللاعبين ليخرج منهم ما يتطابق مع قيمة الرجاء وفي ذلك أخطأوا التقدير كثيرا.
وحين يئس بودريقة من الأمر أشار على كرول بأن يختار من الأجانب من يضمهم لفريقه قبل أن تنتهي فترة التعاقدات، سيما بعدما أصر صديقنا الهولندي على إفراغ الرجاء من محترفيه تباعا، فأمر بتسريح مابيدي ومنح كوكو رخصة تقاعد غير طوعي وحين أخبروه بتمرد أوساغونا قال لهم اتركوه يرحل  سأجلب لكم من هو أفضل من أوساغونا ألف مرة.
أيقن كرول أنه وضع الجميع في جيبه وعلى أن الكل ابتلع الطعم، لذلك بادر بعرض بضاعته كما يفعل أي ساحر وفي الوقت المناسب.
أمر كرول بضم 3 لاعبين من غانا دفعة واحدة وقال لبودريقة أن الرجاء لا يليق بها إلا لاعب «سوبر ستار» من «البلاك ستارز»، وأنه يعرف بعضا منهم وينبغي التكتم على قدومهم كي لا يعاني الرجاء مضاربات منافسين.
لذلك يتذكر الجميع أن قدوم ياكوبو الفاشل رفقة التطواني والذي قال المدرب الإسباني لوبيرا لأبرون «هذا اللاعب لا مكان له بفريق درجة أولى بالمغرب» فرفضت الحمامة التوقيع له،  معه قدوم أسامواه قوبل بالعناوين التالية بالصحافة المغربية «كرول يستقدم سرا جواهر غانية كي توقع للرجاء».
لم يكن كرول يخشى في واقع الأمر منافسة المضاربين، لم يكن يتخوف من سحب ياكوبو وأسامواه لمعترك فرق أخرى بالبطولة، فما كان يخشاه كرول أكثر هو أن يفتش البعض في سجلات اللاعبين معا فينتهي للحقيقة الساطعة والمرة في وقت واحد وهي كون اللاعبين ليسا بقامة الرجاء وكارثة لو يقبل الرجاء ضمهما لصفوفه.
حضر ياكوبو وبعده أسامواه ومن لمسة واحدة أدرك الرجاويون مهندسي الكرة والذين يفهمونها بالفطرة وليس بالشمولية التي يفهمها كرول، أنهما لاعبان صف ثاني ولا يليقان بفريق من حجم الرجاء.
طالب المدرب الهولندي بالصبر عليهما و طالب بمنحهما مهلة و فترة إضافية، بل أن وقاحة كرول الذي يقول عن نفسه مدرب محترف هو أن يتجاوز المدى الممكن ويفرض توقيع لاعب يحمل معه كشفا طبيا يحذر من تداعيات لعبه المنتظم  من إمكانية تفاقم إصابته.
أصر على التوقيع للغاني الثالث محمد أوال وتحمل في هذا كامل مسؤوليته، وسواء كان أوال لاعبا جيدا أم لا وحتى وإن أقنع هذا اللاعب بعضا من أنصار الرجاء، إلا أن إصرار أي مدرب على مستوى العالم على ضم لاعب مصاب كيفما كانت قيمته فيه نوع من الخروج السافر عن نص الأخلاق والحكمة وحتى الإحترافية المنشودة والمؤملة.
اليوم تدفع الرجاء الفاتورة غاليا، وما تخوف منه بودريقة الذي رفض هذا الموسم أن يعود لحكاية طلاق الخلع مع اللاعبين وتمكينهم من مؤخر الصداق والنفقة، تحدث تباعا داخل القلعة الخضراء بالإنفصال عن التونسي القربي وبعده بوشتى والمسعودي في الطريق.
اليوم انكشف المستور وأساموا الذي قدمه هذا المدرب على أنه أديبايور النسور، فحضرت تقليعة شعر أديبايور وتخلفت موهبة اللاعب الطوغولي، وحتى  من تابع ياكوبو أمام الكاك خرجوا بانطباع واحد وهو كون كرول نصب على الرجاء.
كرول واحد من أبناء الطاحونة الهولندية حاول طحن الرجاء بتحوله لسمسار في جلباب مدرب، ويجدر برجاوي قح أنه يهمس في أذنيه بأعلى الصوت «إنها الرجاء يا كرول فاحترمها كي لا تغادر من الباب لخلفي وبأسوأ طريقة».