النسور يراهنون على الثأر لهزيمتهم في افتتاح البطولة
المنتخب: إبراهيم بولفضايل
يستقبل الرجاء البيضاوي يوم غد الأربعاء بمركب محمد الخامس على الساعة السابعة مساءا ضيفه الفتح الرباطي، وذلك برسم ذهاب نصف نهائي كأس العرش، المواجهة تمثل تحديا جديدا للنسور داخل قلاعهم وأمام جماهيرهم، حيث سينازلون خصما صعب المراس وهو حامل لقب النسخة السابقة للكأس الفضية، مباراة ستشكل محكا حقيقيا للطرفين، وستكون مفتوحة على كل الإحتمالات في ظل الصعوبات التي وجدها الفريقان للوصول لهذه المرحلة ووقوف الحظ إلى جانبهما في أكثر من مناسبة.
الوصول للمربع الذهبي
ويسعى أشبال المدرب رود كرول لتحقيق نتيجة إيجابية تمكنهم من إجراء مباراة الذهاب مع بداية شهر نونبر بكل ارتياح، وإن كانت المهمة تبدو جد صعبة أمام فريق متمرس بمثل هذه المباريات ويضم بين صفوفه عناصر مجربة يقودها مدرب شاب اكتسب خبرة مهمة حين قاد نفس المجموعة للتتويج باللقب الموسم الماضي، مشوار الفريقين في هذه المنافسة لم يكن سهلا أو مفروشا بالورود، بل إنهما وجدا صعوبة بالغة في بلوغ دور نصف النهائي، فقد استهل الفريق الأخضر مشوار الإقصائيات بفوز قيصري على حساب شباب المسيرة بعد أن خسر بميدانه قبل أن يعود ببطاقة التأهل من العيون بفضل هدفي القديوي في آخر أنفاس المباراة، وفي الدور الموالي أزاح من طريقه الكوكب المراكشي بفضل هدف الذهاب بمركب محمد الخامس، حيث اكتفى الطرفان بالتعادل الإيجابي بعاصمة النخيل، وفي ربع النهائي كان الحظ إلى جانب المجموعة الرجاوية التي تأهلت على حساب المغرب الفاسي بضربات الجزاء في مواجهة أسالت الكثير من المداد بسبب احتجاج ممثل العاصمة العلمية على التحكيم.
الفريق الرباطي لم يكن بدوره بأفضل حال وإن كان قد استهل الإقصائيات بمباراة سهلة أمام مولودية الداخلة، لكنه وجد بعد ذلك صعوبة في تجاوز الدفاع الجديدي، إذ لم يتأهل سوى بفضل امتياز الهدف خارج القواعد، كما احتاج للضربات الترجيحية ولعامل الحظ لبلوغ نصف النهائي على حساب النادي القنيطري.
علاقة حميمية مع الكأس
من دون شك فهذا الكلاسيكو يشكل نهائي قبل الأوان، وذلك لقيمة الفريقين ولعلاقتهما الوطيدة بهذه الكأس الفضية، فالرجاء توج بلقبها في سبع مناسبات، وفريق الفتح توج بها خمس مرات، أي ما مجموعه 12 لقبا في حوزة الفريقين، وإذا كان هاجس الفريق الرباطي هو الدفاع عن لقبه، فإن الفريق البيضاوي يطمح بدوره للعودة لسكة الألقاب واستعادة هذا اللقب الذي ضاع منه في الموسمين الأخيرين لصالح الدفاع الجديدي والفتح، وبالنسبة للمدرب الركراكي فإن الهدف هو قيادة فريقه للقب الثاني على التوالي، في حين سيحاول المدرب كرول تثبيت أقدامه والرد على منتقديه بقيادة النسور لهذا اللقب ومصالحته مع الألقاب التي خاصمته منذ انفصاله عن المدرب امحمد فاخر.
الرجاء بشعار الثأر
مثل هذه المباريات تتحكم فيها جزئيات بسيطة، وينتظر أن تشهد سجالا تكتيكيا بين الفريقين وصراعا قويا على مستوى خط الوسط، ويسعى كل طرف لإستغلال أخطاء الطرف الآخر لحسم النتيجة لصالحه، صحيح أن امتياز الملعب والجمهور سيكون لفائدة النسور، لكن الفريق الرباطي عودنا على تقديم مباريات كبيرة بالدارالبيضاء كما سبق له الفوز في أول دورة هذا الموسم على الرجاء بهدفين نظيفين، وبالتالي فإن العناصر الرجاوية ستدخلها بشعار الثأر ورد الإعتبار بعد الهزيمة في البطولة.
الإمتياز للنسور لكن؟
بالعودة قليلا للوراء فالإمتياز كذلك يبقى لفريق الرجاء في بطولة الموسم الماضي، حيث تفوق النسور بهدف نظيف في الدارالبيضاء حمل بصمة عبد الإله الحافيظي في حين تعادل الطرفان في الإياب بهدفين لمثلهما، بينما فاز كل فريق داخل قلاعه بهدف يتيم في موسم 2013ـ2014، وهذا ما يؤكد تقارب مستوى الفريقين ويزكي قوة المواجهات التي تجمع بين الطرفين.
هل يرد كرول الدين للركراكي؟
اللقاء يحمل في طياته مواجهة من نوع خاص بين المدرب الشاب الركراكي المعروف بصرامته التكتيكية، حيث ينتظر أن يعتمد على نهج دفاعي صارم يعمل من خلاله على تقليص المساحات وسد كل المنافذ المؤدية لمرماه، وبالتالي تنويم المباراة مع المباغثة بهجومات مضادة سريعة بالإعتماد على فوزير وكذا بطنا، ومن جهته سيحاول المدرب كرول التحكم في مجريات المباراة والضغط على دفاع الفتح بواسطة القديوي والوادي وكذا المهاجم بولديني، هذا مع الإحتياط من الهجومات المضادة للفريق الرباطي لتفادي قبول أي هدف يمكن أن يبعثر أوراقه، وهذا ما سيجعلنا أمام مباراة ملغومة لن يفك لغزها إلا بعد نهايتها.