المدينة الفاضلة التي وعد بها الأستاذ الوردي ضاع مفتاحها، وكيل ميزان لجنة أخلاقيات أستاذنا الوديع يبدو أنه مختل ورمانته ضائعة، لذلك تكال بعض الأحكام بمكيالين وتأتي بعض أنواع القسمة أبعد ما تكون عن العدل الذي هو أساس كل حكم.
قلمت لجنة الوردي أظافر مشاغبين وقصت أجنحة ثوار وقامت بتدجين بعض من رأت أن شراستهم تعدت حدود المعقول ونبتت لهم أنياب.
ما إلتزم به الوردي والذي لا يختلف اثنان عن كونه لا يخاف في قولة حق لومة لائم، وتوسم فيه كثيرون ممن أرهقتهم هرطقات وخرجات فئة تصنف من الفاسقين الذين يرمون الناس بالباطل ويأتون بالنبأ دون تبيان أو دليل، للأسف ما إلتزم به أستاذنا الموقر لم يترجم واقعا وفعلا إلا فيما نذر وفي حالات معدودة، في وقت كان يعود سيف أحكام لجنته لغمده كلما شق عليه الوضع واصطدم بمحمية من المحميات المنوع إختراقها.
حاكمت لجنة الأخلاقيات البيضي على تهور اللسنان وضربت جمال فوزي مدرب الخميسات السابق لجيبه لا لشيء سوى لكونه شكك ذات يوم في صافرة حكم وقال أنها مأجورة، وصودرت رخصة الصحابي ومنع من القيادة التدريبية حتى إشعار آخر وتقديم المدرب لشهادة تثبت حسن السيرة والسلوك، وعوقب لاعبون ومسيرون ومدربون ورضوا بالحكم واحتسبوا براءتهم لله.
وحده ابراهيم أوعبا رئيس شباب خنيفرة من أفلت من مقصلة حكم لجنة الوردي، وليته أفلت وانتهى الأمر لأن ما تسرب هذه الأيام من معطيات ومن أخبار وروايات تؤكد انتصار رئيس الفريق الزياني في معركة رمي الذمم والشك في مصداقية ومسار بطولة برمتها، وكون عظمه أنشف من أن تنال منه رماح السيد الوردي، أمر لا ينبغي السكوت عنه ويتطلب توضيح الكثير من الفاضحات.
ما تسرب من كون أوعبا الذي نطق من خنيفرة في نفس اليوم الذي نطق فيه البيضي من هوارة، حيث خسر فريقه برشيد هناك، فعوقب البيضي بملايين معدودة وأشهر محسوبة موقوفة التنفيذ، في حين لم يصدر لا بلاغ ولا تفسير في حالة أوعبا الذي اتهم فرقا بالإسم  (الحسيمة والجديدة والرجاء) وأكد تآمرها على فريقه لإنزاله للقسم الثاني.
ما نبست به شفاه أوعبا عاد ليكرره في حضرة لجنة الوردي، بل زاد الخل حموضة حين عدد أسماء أخرى قال إنها تورطت في اللعبة وغيرت مجرى نهر البطولة، كي تبقى الحسيمة ويهوى الفريق الزياني لغَيابات جب المظاليم.
الحكاية لم تعد حكاية أوعبا ولجنة كيفما كان إسمها، والحكاية لا تقتصر عند تصريحات ملقاة جزافا وعلى عواهنها، هي حكاية تضرب في الصميم منتوج يسوق بالملايير وتمس أسماء قيادية بجامعة الكرة.
لذلك ينبغي توضيح الأمور في حالة أوعبا وكشف سر الصمت المريب لرئيس الجامعة الذي كان أول ما عاهد به وهو يخلف الفهري، هو تخليق المجال وتنظيفه من شوائب كثيرة علقت به أيام الهواية البئيسة وفي مقدمتها الضرب وبيد يد من حديد كل من سولت له نفسه الإتيان بالباطل ورميه على ظهور الخلق.
لم يفهم الكثيرون كيف أن أوعبا الذي رمى بالنار مسؤولي الحسيمة، يسمح لمدربه الزواغي ومساعده بوطهير وبعض من لاعبي فريقه الزياني الإلتحاق بعدها بالفريق الحسيمي وتساءلوا عن غايات ومقاصد الصفقة وحاولوا فك ألغازها دون نجاحهم في التوصل للخيط الناظم في العملية و الشعرة الرهيفة التي تربط هذا بذاك.
مصداقية البطولة في خامس نسخها المسبوغة بالإحتراف على محك الوردي و هو الكفيل بالإنتصار لهذه المصداقية بأن يكشف لنا حقيقة ما نطق به أوعبا، وحقيقة الإتهامات الخطيرة التي أطلقها وحقيقة إفلاته من العقاب وبأي موجب تم ذلك في وقت هوت فيه مطرقة نفس اللجنة على رؤوس من سبقه للغو في المجالس.
على أوعبا أن يقدم لنا دليل الإدانة الذي يحتفظ به ويتحفظ على كشفه، إدانة المتآمرين والذين باعوا فريقه للقسم الثاني وأن لا يواصل استهلاك الإتهامات الفضفاضة التي لا تزيد الوضع إلا غموضا.
أما إن تأكد للجنة الأخلاقيات أن ما نطق به أوعبا كان مجرد أحكام قيمة وانطباعات لم تتأسس على معطيات واقعية، فما عليه سوى أن تفرض عقوبة تليق بالمقام وأقصد مقام الإتهام الغليظ.
هذه الأيام على أوعبا أن يأتي ببرهانين لا ثالث لهما برهان إدانة الرجاء وهي تبيع مباراتها للحسيمة وإدانة بيع الجديدة ومهمدينا كما سبق وصرح 3 نقاط لممثل الريف، ولو عجز عن هذا فما عليه سوى أن يأتينا ببرهان يؤكد فيه ومن خلاله أنه بر  وأحسن بحارسه المسكين  الحسين زانا وسدد له التعويضات التي تكفيه هذه الأيام سؤال الناس إلحافا؟