بالجملة وليس بالصولد، وبأسعار خضعت لمنطق المضاربة وضع رئيس الحمامة لاعبيه في المزاد على طريقة «ألا اونو .. ألا دوي .. ألا تري..» من يفتح من يشري؟ 
خسر الناصيري وبودريقة الحب والتبن، وطال التهافت وصراع الضرب من تحت السرة رئيسي الغريمين كما هي عادتهما بعيدا عن أضواء الكاميراّ، قبل أن يطالعانا بابتسامة باردة صفراء حين يلتقيان بمأدبات الجامعة والعصبة.
خسر الناصيري ملايين وربح الغلة المصرية ببيع إيفونا، وخسر أكثر بودريقة وهو يسدد فواتير طلاق الخلع ومؤخر الصداق ونفقة المتعة التي فاقت 400 مليون أداها للاعبين منهم من انتهت صلاحيته ومنهم من قدم ورحل وظفر بـ 70 مليون حتى دون أن يلمس الكرة لمرة واحدة، كما هو حال التونسي القربي.
ما فعلع القربي مع بودريقة فعله قبله البنزرتي الذي استلم مهر الزواج ولم يحضر لـ «البرزة» وبقي بسواحل سوسة وفعله قبلهما المصري عمرو صاكي.. الذي عمر صاكو  بالعملة الصعبة التي جرى تحويلها من الإمارات للقاهرة، قبل أن يسافر هو باتجاه ألمانيا لإصلاح عطبه فخرج ولم يعد، ومستغلا الحبة والبارود من دار بودريقة.
في معادلة صراع رؤساء الأندية بالمغرب وخاصة ما واكبه الجميع من تصريحات وأخرى مضادة وتراشق وقصف متبادل، سيما بين الناصيري وبودريقة وأبرون ينطبق المثل الشهير «القافز يحضي القافز والدمدومة يقضي الغرض».
لذلك ظل بودريقة والناصيري يتربصان ببعضهما البعض، وفي نهاية المطاف الفائز الأكبر كان هو أبرون، وله في مكر الصفقات وتدبير الأمور المالية بالحكمة الكبيرة سوابق كثيرة يشهد له بها أعداؤه قبل مناصريه.
لئنا كان بالإمكان منح جائزة لمسير ليس السنة ولكن لآخر 10 سنوات لمنحت لأبرون بكل تأكيد، فهو الوحيد الصامد أمام ربيع التغيير التي عصفت بالكرتيلي وأخرجته من جوف الخميسات صاغرا، ورحل دومو مكرها عن الكاك وطار السبتي من عش الواف وغادر بناني بصفقة دار البورصة من الماص، وتخلف أبو القاسم عن ركب الغزالة، وتنحى الشكري السلاوي بقبعة الرئيس الشرفي لصالح صهره، وانسحب أكرم من معترك ضاق عليه ولم يعد يتنفس  بداخله بهدوء، واستقال حنات بإرادة «باسطا» الشهيرة.. وترجل قنابي عن صهوة العساكر وغادر الفهري قاطرة الفتح ورحل بنرامي لحيث رحل قبله آخرون بالكوكب.
لذلك لو أحصينا عدد الرؤوس التي قطفت على عهد أبرون الصامد لوصلنا لحقيقة استحقاق الرجل وشاح التقدير على طريقة تلونه بلون المرحلة، وخروجه كل مرة سالما بل أقوى من السابق، ليجني الثمار الحلوة لثورات التغيير تاركا لمن جايله الثمار المرة.
مسير يصمد بوجه انتفاضة وثورة 14 لاعبا ومن خلفهم سمسار يقودهم قبل أن يطوع الجميع بمن فيهم قائد الإنتفاضة، ويصبحوا دائنين له غير مدينين.
ومسير يعجز معارضوه عن الإطاحة به فيختفي من خارطة الكرة أحجام وإفس تطوان، وينصب الحداد المسكين رئيسا بالنيابة ليعود بعد مرور العاصفة بقوة الجمع العام لولاية طويلة مفروضة بأحكاتم الجمع الإستثنائي.
ورئيس يبيع حقوق وإيرادات موسم كامل بسانية الرمل بـ 100 مليون لشركة وهي الإيرادات التي تفوق تقدريا 900 مليون سنتيم، ولا أحد يرفع الصوت.
ورجل يشتري ريباخة الإسباني بالصولد ليبيع ياجور وفال وجحوح بأكثر من مليار سنتيم، لفريقه المقبل على حلم العصبة الكبير بصدر مفتوح، ويتحدى البالوما باقي أخواتها.
هكذا ربح أبرون المليون، أقصد مليون دولار وزيادة بعض الشيء و هي رسوم المضاربة، ليسرح زبد لاعبيه تباعا وكل مرة يخرج ليبرر ما يتناقض مع تصريحاته السابقة التي لعن من خلالها المشوشين الذين يفاوضون لاعبيه خلف ظهره.
باختصار شديد جدا «مع أبرون الربح أكثر من مضمون».