ليس هناك أي خطأ في العنوان، هي كذلك برمجة الإداري عبد الرحمان البكاوي ومن يقول عكس هذا فهو ليس على بينة بالطريقة التي تورد بها الأمور داخل جامعة بها أعضاء بالواجهة ورجال ظل يفعلون ما يومرون.
الفلول وجيوش الإنكشارية أحمد غايبي وقصفه رئيس الجامعة الحالي فوزي لقجع لما كان في فترة الإحماء بحملته الإنتخابية يمهد لسحب السجاد من تحت أقدام علي الفاسي الفهري، ومن بين ما توعد به لقجع يومها لمن جالسه ولمن حاوره ولمن إلتقاه، هو أن ينهي أثر الحرس الموالي للفهري وفي الطليعة غايبي.
كثيرون هاجموا برمجة غايبي رغم أن الرجل اجتهد ونال الأجر الواحد، وكثيرون عابوا عليه البرمجة المسائية حتى أصبحنا اليوم ننتظر حتى منتصف الليل لينفض الجمع والحشود التي تحضر المباريات المتأخرة.
البكاوي  وليس جودار هو الساهر الأمين على البرمجة لا يجادل اثنان في كونها الأسوأ كحال جهازها عبر التاريخ، برمجة الكيل بأكثر من مكيال، ومنح فرق حق اللعب ليلا في غياب كوطة عادلة (بركان والحسيمة) على حساب فرق تخوض مبارياتها تحت أشعة شمس عمودية حارقة ومنها من تحمل هذا الوزر في رمضان المنصرم مع ضربة الإنطلاقة واسألوا شباب خنيفرة والكاك والبقية.
هي نفسها البرمجة التي جنت على فرق كما جنت براقش على أهلها في أغلى وأرفع مسابقة بالمغرب (كأس العرش)، بأن فرضت نظاما ساير أهواء بعض مسؤولي الجامعة النافذين والذين جلسوا ذات يوم فقرروا وفصلوا وقدروا، وخلصوا لإجراء مباريات الكأس الفضية بنظامي الذهاب والإياب، وذلك لضمان حظوظهم لكونهم قرأوا في لوحة خاصة بهم ظنا منهم واعتقادا أن هذه الطريقة ستحفظ لهم حظوظ التدارك بالميدان ما قد يضيع خارج الديار، والحصيلة أن الفرق ولاعبيها يعانون حالة إرهاق وتعب شديدين جراء ما تسبب فيه هذا التقويم من متاعب مضافة بسبب رحلات مكوكية وتنقلات ماراطونية.
وأنا أتفحص سجل المتابعة والشغف باللعبة عاشقا قبل أن أنخرط في القبيلة الإعلامية، لم أستحضر أنه سبق في تاريخ الكرة المغربية وأن لعبت مباراة خاصة بالفرق والأندية بتزامن مع مباراة للأسود.
ما ترسخ في الذهن هو أنه حين يعزف النشيد الوطني بالمغرب أو خارجه، وحين يرفرف العلم الوطني بكل القدسية والهالة التي تحاط بالحدث، يقف الجميع ويصمتوا ويتابعوا.
هاتفت السيد البكاوي يوم الثلاثاء ونحن نتوصل ببرمجة لقاءين بالبطولة بين الفتح والرجاء، واتحاد طنجة والمغرب الفاسي بتزامن مع مباراة للمنتخب الوطني بنفس التوقيت.
إستغربت الواقعة واتصلت بواحد من نافذي القطاع طالما أن جودار الموجود بالصورة الخارجية  فقط، كان هاتفه لا يرد ومشغول بالإنتخابات وصخبها المشتعل، فسألت السيد البكاوي عن طبيعة السابقة ومدلول أن تلعب مباراتين تجران خلفهما نسبة متابعة قياسية، بتزامن مع مباراة الفريق الوطني بساوطومي.
رد علي السيد البكاوي بلغة الواثق من نفسه أنه لا يوجد ما يمنع من خوض نزالي البطولة، طالما أن مباراة الأسود غير منقولة تلفزيونيا، وختم بأن التلفزيون هو من يقرر وهو من يشتري المنتوج ويضع له توقيتا يليق بساعة الذروة، وهو ما يتناقض مع أعرافه بخصوص تقاليد البرمجة، وكون اللجنة الوصية التابعة لجهاز الجامعة هي المخول لها تحديد بوصلة وتوقيت النزالات لا غيرها.
قلت للسيد البكاوي «ألا توجد فرص لتعديل توقيت المباراتين وتأخيرهما ولو لبعض الوقت كي يتسنى لنا ولبقية جماهير الفريقين ولو من باب الإستماع لما يجود به المذياع  إن لم تنقل تلفزيونا، وتحمله التقارير من أنباء عن رحلة ساوطومي؟ فرد الأمور محسومة والتلفزيون هو من يقرر ولا يوجد ما يضر في الأمر».
إنتهت الحكاية والمكالمة وخلصت إلى أحد الأمرين، إما أن البكاوي متجاوز على مستوى الأحداث أو إنه ينتظر إشارة ما ليقرر كما هو حال باقي ملفات غرفة النزاعات والرخص وغيرها.
مر يومان على اتصالي به وبعدما هاج وماج أنصار الرجاء واتحاد طنجة بالفيسبوك مستنكرين ومستهجنين سابقة خوض فريقيهما لمباراة في حضرة الأسود، عادت الجامعة لتعدل تاريخ اللقاءين بعدما استعادت رشدها.
فهمت أن البكاوي ورجال الجامعة لا ينظرون لتنظيرات الإعلامي والصحفي بالإحترام اللائق واللازم، وفهمت أن من يدور في فلك هذه الجامعة يستمعون أكثر لنبض التحياح أكثر من قراءتهم للتوجيهات اللبقة بطريقة مهذبة ولها في ذلك سوابق كثيرة.
قبل سنة ونصف بشرنا السيد لقجع ببرمجة تنشر في كتيب على شاكلة برمجة الليغا بتواريخها الدقيقة والمفصلية التي لا يأتيها تغيير من باطنها ولا من حواليها.
بشرنا ببرمجة غير تقليدية وبرمجة على مقاس من سبقونا للإحتراف، وانتهى الكلام المباح للسيد لقجع بعدما كرره رفقة الناصيري وهما يباشران تفاصيل قرعة البطولة في بلاطو الرياضية قبل أشهر قليلة.
لا كتاب ظهر ولا لقجع شرح لنا ما يجري بدار البرمجة ولا نحن فهمنا من يسير ويقرر، أهو جودار رئيس اللجنة، أم البكاوي صاحب الفتاوي من خلف الستارة؟
وداخل حكاية الأسود ومباراة ساوطومي ومبارتي البطولة المثيرتين للجدل، أيقنت أن صاحب فتاوي الجامعة لا يعرف شيئا عن أشهر فتوى فقهية «إذا حضر الماء يغيب التيمم».