رفض أعضاء الجامعة ركوب الطائرة المسافرة باتجاه ساوطومي وتركوا الزاكي ووليداتو لوحدهم طالما أن التقرير الذي عاد به لكحل ومعاد حجي  من جزر برانسيب، أكد أنه لا يوجد بها ما يغري بالزيارة والإستجمام، وعلى أنها واحدة من بلدان الحزام غير النافع بقارة كونطا كينطي..
الرئيس لقجع وبقية الحواريين فضلوا ركوب الجرار لقلب تربة المشهد السياسي الكروي والحرث المبكر، على حساب طائرة ساو طومي، وللمسيرين فيما يعشقون أهواء ونزوات وانتماءات طالما أن الإنجليز«هجروه» لشرطي الكرة بلاطير..
7 سنوات مرت بتمامها وكمالها على رسالة الصخيرات ودويها الشديد الذي هزّ أركان قاعة المؤتمرات، ولا أحد من مسيري الرياضة المغربية خرج ليعترف أنه كان واحدا من المعنيين بقوة الخطاب، وواحد من الإنتهازيين الذين قالت فيهم الخطبة بصريح العبارة أنهم يستغلون الرياضة مطية لتحقيق مصالح سياسية..
اليوم لقجع لن يسافر مع المنتخب لأنه منشغل بالإنتخابات، وبوشحاتي يراقب تحركات الجرار بالحسيمة وجودار والبيضي وأجاف وعدال والزيتوني والفيلالي يغنون على الموال ذاته..
لأول مرة في تاريخ الكرة المغربي يحضر مكتب فيدرالي للجامعة مسيسا من أعلى هرمه لغاية آخر عضو فيه، ولأول مرة أيضا تلتقي أهواء وعشق أعضاء  الجهاز على نفس الرمز، الذي فرض حالة جمود على سير أشغال الجامعة وجعل «عشرة» بكسر العين «عشرتها» بفتح العين شبه مستحيلة.
لم يلتفت المسير الرياضي  بالمغرب إلا أن غيابه عن التوسيمات الملكية مؤخرا، هو إشارة غاضبة وعنوان عدم رضا على طريقة أداء هذه القبيلة التي لم تقرأ رسالة الصخيرات من القفا.
أحيزون يفتخر اليوم بفتوحاته الصينية التي جعلته يحتوي غضب المتمردين من خالد «الصداع» وليس السكاح لغاية داودة الذي استعار لسانا رطبا للتحليل التقني وموالا غير الذي عرف به وهو بعيد عن دار العرس.
الإيقاع الحلزوني لأم الألعاب على عهد أحيزون وأصفار الميداليات و فضائح المنشطات، ليس إخفاقا ولا يستوجب الإعتراف بالفشل والترجل عن صهوة رياضة طالما عرّفت بالمغرب وأذاعت صيته عالـميا، لذلك لم ولن يرحل أحيزون طالما أنه أصبح متخصصا في ترويض المتمردين وتقليم أظافر الثائرين وتعبئة رصيد حضورهم بالأجهزة الدولية..
السلة المغربية المثقوبة والـمشاركة الكارثية في الكأس الإفريقية التي جرت بتونس، ليست فشلا في عرف وتعريف هرواش وحكاية الخروج المشرف وصبغ هزائمنا وإخفاقاتنا بالشرف لا تلزم المسير الريفي على ترك السلة لمن يعيد رتق ثقبها وخياطتها من جديد، لذلك هو باق كباقي الأقران، رغم مطالبة 70 فريقا وتوقيعهم على عريضة تطالب برحيله ..
ولأنها رياضة الشعب ومن الشعب وإليه، فقد كانت الحملة الإنتخابية وسوق الألوان والدكاكين الحزبية التي فتحت أبوابها لـمن هب ودب مؤخرا، كافية لتكشف قناع الـمسير الكروي عندنا وما الذي يرشح به كأسه والأجندات التي يعمل لصالحها والمظلات التي يستظل بظلها.
قلت سابقا أنه لحسن حظ كرتنا أن «الفيفا» في عطلة، وبلاتر سقطت أنيابه وشرطي الكرة العالمية أورجو، لذلك لا يوجد اليوم من هو قادر على ردع المسير الكروي المغربي وتذكيره بعدم الخلط بين السياسة والكرة.
«إلا من رحم ربي» لم تثر أحاسيس المسير الكروي بالمغرب، ولم يقدم الفاشلون استقالاتهم ولم يغادر الـمخربقون كراسيهم، في انتظار رسالة أخرى قد تسمي الأشياء بمسمياتها وقد تصير يومها الواضحات من الـمفضحات، فيغادر كل المسؤولون عن الدمار الشامل الذي لحق الرياضة المغربية من الباب الضيق وبأبشع طريقة ممكنة..
اليد مشلولة والطائرة معطلة والتنس معاق والكرة مفشوشة، فماذا بقي لنا إذن وما الذي ينتظره اـلمسير الرياضي ليعترف بفشله ويرحل ويسلم الشاهد لـمسؤول آخر يحمل الخير  بنواصيه؟