وارنر باع 3 أصوات لجنوب إفريقيا ب 10 ملايين دولار
فتحت جريدة "صنداي تايمز" البريطانية صفحة جديدة من صفحات فضائح الفيفا، حين أكدت أن ملف المغرب كان هو الفائز بتنظيم كأس العالم 2010 وليس جنوب افريقيا.
ونشرت "صنداي تايمز" تسجيلات صوتية لمسؤول كبير داخل الفيفا، يؤكد أن المغرب هو من ربح شرف تنظيم كأس العالم عام 2010، وأنه حقق في الواقع فارقًا واضحًا عن جنوب إفريقيا التي فازت بالتنظيم.
ويعد هذا تأكيدا لصحة تحقيق أجرته نفس الصحيفة قبل 5 سنوات، نشرت أهم مضامينه يوم السبت، فقد صرّح العضو السابق في الفيفا، البوتسواني اسماعيل بهامجي، في تسجيلات صوتية تسلّمها الرئيس المستقيل من الفيفا، جوزيف بلاتر، أن المغرب هو من كان فائزًا في ذلك التصويت الذي جمعه بجنوب إفريقيا ومصر.
وأشارت الجريدة إلى أنها سلّمت هذه التسجيلات الصوتية لجوزيف بلاتر منذ ذلك الوقت، إلّا أنه لم يقم بأيّ إجراء حولها، ولم يأمر بفتح تحقيق في حقيقة تصريحات إسماعيل بهامجي الذي جرّدته الفيفا من كل مهامه عام 2006، بسبب بيعه لتذاكر في إحدى مباريات كأس العالم بثمن يفوق سعرها الحقيقي بثلاثة أضعاف".
وفي موضوع ذي صلة، لم يعد ينفع الترينيدادي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف السابق نفي تهم الفساد الموجهة اليه لأن الأدلة الدامغة باتت تحاصره وتؤكد أنه كان وراء الكثير من الفضائح التي تضرب الفيفا والمصدر الرئيسي للفساد، لكن الأخطر أنه هدد بكشف المستور ونشر كل ما يعرفه ويمتلكه من وثائق.
فقد كشفت "بي بي سي" أمس الأحد أن وارنر إستعمل لأمور شخصية جزءا من مبلغ ال10 ملايين دولار التي منحتها جنوب افريقيا عبر الفيفا إلى الكونكاكاف لنيل إستضافة مونديال 2010.
وذكرت بي بي سي، هيئة الاذاعة البريطانية، مع تأكيد معلوماتها بوثائق مصرفية وصور على موقعها الإلكتروني "أن نحو 6ر1 مليون دولار استعملت لتسديد بطاقات الإئتمان والقروض الشخصية للنائب السابق لرئيس الفيفا".
وتابعت "أن الوثائق تظهر أيضا أن مبلغ 360 ألف دولار من أموال الفيفا سحب من قبل أشخاص مرتبطين بوارنر"، مضيفة أيضا أن "المحققين الأميركيين يؤكدون أن معظم المبلغ حوله وارنر لاحقا إلى العملية المحلية".
وأصدر القضاء الأميركي في 27 ماي الماضي مذكرة اتهام بحق وارنر يؤكد فيها أنه تقاضى 10 ملايين دولار مقابل 3 أصوات منحت لجنوب إفريقيا لترجيحها على المغرب خلال عملية التصويت على استضافة مونديال 2010 والتي انتهت بحصول جنوب إفريقيا على 14 صوتا مقابل 10 أصوات للمغرب.
واعترفت جنوب إفريقيا بأنها دفعت 10 ملايين دولار لكرة القدم في منطقة الكاريبي على أساس دعم كرة القدم فيها، ونفت أي فكرة فساد في هذه العملية.
لكن عضو اللجنة التنفيذية في الفيفا وأمين عام إتحاد الكونكاكاف سابقا الأميركي تشاك بلايزر إعترف في المقابل بأنه تقاضى إلى جانب أعضاء آخرين من اللجنة، رشوة لمنح إستضافة مونديالي 1998 و2010.
وعقب وزير الرياضة الترينيدادي برينت سانشو على الوثائق التي نشرتها بي بي سي قائلا "أنا مصدوم لأن قسما كبيرا من هذه الأموال كان يجب أن يذهب إلى كرة القدم وتطوير الأطفال الذين يمارسون اللعبة".
وأضاف "يجب أن يخضع (وارنر) للمحاكمة وأن يجاوب على جميع هذه الاسئلة".
وسبق أن كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الثلاثاء الماضي أن أمين عام الفيفا جيروم فالك حول مبلغ 10 ملايين دولار إلى وارنر، هي كناية عن مساهمة من جنوب افريقيا في برنامج دعم كرة القدم في منطقة الكاريبي.
وهدد وارنر الذي نفى مرارا تهم الفساد الموجهة إليه بكشف كل التفاصيل التي يعرفها، مؤكدا أن منها ما يتعلق بالأوضاع السياسية في بلاده.
وأجبرت فضائح الفساد التي ضربت الفيفا في الفترة الاخيرة السويسري جوزيف بلاتر إلى إعلان أستقالته والدعوة إلى جمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد أواخر العام الحالي أو مطلع العام المقبل, وذلك بعد أربعة أيام فقط على إعادة انتخابه لولاية خامسة على التوالي.