الذين صنفوا الكراطة وباقي مستلزمات بونظيف التي جنت على محمد أوزين ضمن خانة الفضائح، عليهم أن يردوا للوزير المخلوع حسنة من حسناته التي كان لا بد لها أن تكشف لنا  اليوم الوجه الثاني للكاف، حيث الفساد يعشش في الأركان وحيث الإستبداد والكرسي الموروث منذ 3 عقود، تعرى وسقطت معه أقنعة حياتو ومن والاه.
فجر كتاب «الكارط الأحمر» فضائح مدوية بالفيفا، وانتقد مورينيو وفيغو ومدربون ورؤساء اتحادات كروية كبيرة من يوهانسون السويدي لبلاتيني الفرنسي، سياسة بلاطير وفساده الطاغي ولا أحد حاول للأسف من المسيرين الكرويين العرب الإنتفاضة على واقع الكاف وكشف الغطاء عن الطريقة التي يورد من خلالها حياتو وزبانيته الإبل.
حياتو كان ذكيا وفرق السبل بين صقور الكرة العرب، فاستمال في وقت من الأوقات الراحل علولو وشيبوب والتوانسة لصفه وكافأهم بكأس هي الأولى والأخيرة التي ربحها أبناء قرطاج فوق أراضيهم، والكثيرون يتذكرون الفضيحة التحكيمية التي أطاحت يومها بمنتخب نيجيريا في نصف النهاية ليمهد الطريق لتونس لتفوز على المغرب بالنهائي إرضاء لخاطر زين الهاربين بن علي.
وتارة استمال المصريين ومنحهم مناصب قيادية في السكرتارية وتنفيذية جهازه، واليوم يحتل الجزائري راوراوة منصبا قياديا داخل مكتبه، حيث الورقة الخضراء تنفع في الأيام السوداء، حتى ولو راح ضحيتها مهاجم دولي يحمل نفس جنسية حياتو والذي بدل أن يعاقب الجزائر وفرقها ويوقف نشاطها لسنوات، طالما أن روحا أزهقت بحجرة في ملعب من ملاعبها المرشحة للكان القادم، فإنه يذر الرماد في العيون وفصل الهرولة للأمام بمعاقبة منتخبها المحلي من الحضور بالشان القادم، وليست الجزائر المعنية بالحكم وإنما المغرب في لعبة بذيئة ومكشوفة حتى لا يحتج المغرب على حكم مقرر في جيب فقيه الكاف ومفتي دارها.
كما تدين تدان، وتونس التي ربحت مباريات كثيرة بسبب مهازل تحكيمية وكان المغرب أكثر من اكتوى بنار كواليسها على صعيد الأندية، خرجت هذه المرة وأمام أنظار حياتو بمهزلة تحكيمية بطلها «جوكر» الكاف السيشيلي راجندرا بارساد وهو محسوب على صف نائب حياتو والمرشح لخلافته العضو باتيل.
راجندرا بارساد هذا هو الإنتحاري الذي تجنده الكاف كلما فكرت بخبث في قضاء واحدة من مآربها، بترجيح كفة طرف مفضل لها، وغينيا الإستوائية كان لا بد وأن تنال أجر انتحارها بقبول تنظيم كأس لم ترتب لها.
هو نفس الحكم الذي تم انتدابه لقيادة مباراة الجزائر أمام السينغال، حتى إذا ما راودت أسود تيرانغا ثعالب الصحراء واقتربت من قلب الطاولة عليهم، كان سيتدخل لتغيير مجرى النهر لفريق راوراوة.
هو نفسه الحكم الذي ذبح المغرب بعنابة لسواد عيون راوراوة باحتساب ضربة جزاء خيالية وطرد للاعب مغربي وقتل كراته الهجومية، قبل أن يلقن الأسود المحاربين درسا في مراكش وبالأربعة بعدها.
وهو نفسه الحكم الذي قاد مباراة المغرب والكامرون بياوندي وحاول دفع منتخب الكامرون دفعا، وهو الذي قاد مباريات كثيرة للمنتخب المغربي لم يسعد فيها بالفوز.
التوانسة العارفون بشكل جيد بأسرار الكواليس شربوا من نفس الكأس التي سبق للمنتخب المغربي وأن غرف منها وكان حياتو وهو يدشن ولايته سنة 1988 شاهدا على أم المهازل في الكان حين رجح حكم من موريس هذه المرة وإسمه تيسفاي كفة أسوده على حساب المنتخب المغربي ليمهدوا الطريق لرفاق ميلا لصعود البوديوم بالرباط.
كان لا بد إذن من ضحية والضحية هذه المرة كانت تونس التي اكتشف معلقها الشهير الشوالي أنها لم تربح عبر تاريخها أصحاب الأرض، وهي نفس عقدة المغرب، حيث تصر الكاف على إعادة ثمن الزبدة لأصحاب الضيافة، وغينيا هذه المرة كانت صاحبة الإمتياز وصاحبة الوعد.
بأوروبا وقبل أكثر من عقدين من الزمن تم استدعاء الدانمارك ضيفة شرف على الأورو في الوقت الحاسم، قدم يومها ليربي ولاوردوب وداهلين والبقية من الشاطئ وربحوا الكأس بعد أن أطاحوا بالكبار تواليا وختموها بالعملاق الألماني.
اليوم يبدو أن التاريخ سيكرر نفسه بإفريقيا، ذبح حياتو المغرب وحرمه من الحضور بالكان وكي يضفي لمسة الشرعية على قراره ويكافئ الفريق الذي جمعه لحمه «الذي فاحت رائحته» فقد كان لزاما أن يحضر  الحكم بارسارد ويمشي على جثة التوانسة لأجل سواد عيون إيبولا وباتيل وحياتو وبقية الدقايقية و«الكومبليسات».