هل هو تخويف ؟ أم ترهيب ؟ أم تمهيد للإستقالة ؟
ما بين الرجاء والوداد تاريخ جوار وليس تاريخ عار
هل يمكن اعتبار التهديد بالقتل لبودريقة والبوصيري قضية مثل سائر القضايا التي تساهم في تردي الوضع الكروي بالمغرب ؟ وهل لهذه الدرجة من السخرية أن نعتبر الرجاء سببا في أزمة الوداد حتى تهيمن على لقب البطولة ؟ وهل مفهوم الجوار الإسلامي في طابعه الرياضي بين الرجاء والوداد يظل معقدا من دون ترجمة النص القرآني لمفهوم الجار؟
ما معنى أن يتلقى بودريقة تهديدات بالقتل ؟
يقول الخبر الذي نشرناه الأسبوع الماضي :
أفاد محمد بودريقة أنه تلقى منذ الأربعاء الماضي تهديدات بالقتل من مجهولين حصلوا على رقم هاتفه فبتوا تهديداتهم عن طريق مكالمات أو عن طريق رسائل نصية، وتبين أن هؤلاء من أنصار الوداد البيضاوي بالنظر إلى أن التهديد بالتصفية الجسدية له ولأفراد عائلته وبحرق شركته، كان بإيعاز من أنه يتسبب في حالة الإحتقان التي يعيشها الوداد، وفى اعتقاد هؤلاء أن بودريقة ومستشاره رشيد البوصيري يقفان وراء هذا الإحتقان ليخلو لهما وللرجاء الجو للسيطرة على لقب البطولة. محمد بودريقة الذي واجه هذه التهديدات بنوع من الإستغراب وأبلغ بها السلطات الأمنية، قال أنه مستغرب كيف أن هؤلاء الذين يرسلون تهديداتهم فكروا في أمر لم يخطر له على بال بالنظر إلى أنه منشغل بفريقه وأن ما يشعر به اتجاه الوداد الإحترام الذي يستوجبه تاريخ الوداد مثلما أن تاريخ الرجاء يفرض على الوداديين نفس القدر من الإحترام. وقد بادرت السلطات الأمنية في أعقاب الشكوى الموضوعة لديها إلى وضع هاتف بودريقة تحت المراقبة بهدف الوصول إلى مصدر التهديدات.
إلى هنا انتهى الخبر بمدلول التصفية الجسدية للرئيس وحتى مستشاره الخاص رشيد البوصيري بما فيها وضع هاتفيهما تحت المراقبة، لا لشيء إلا لأنهما - في عرف المجهولين من أنصار الوداد - يقفان وراء هذا الإحتقان ليخلو لهما وللرجاء الجو للسيطرة على لقب البطولة.
طبعا سيكون من العبث أن ينظر إلى واقع الوداد اليوم على أنه مدسوس من الرجاء لتظل مسيطرة على الأحداث العملاقة، والعقل لا يقول بهذا المنطق على الإطلاق مهما كانت الخلافات بين الطرفين ولكن مبدأ الجوار والإحترام المتبادل بينهما يظل سيد كل شيء لأنه في فوز الوداد بأي شيء هو فوز للرجاء ولكل المغاربة، والعكس هو الصحيح، أكيد أن المنافسة على اللقب والأحداث العالمية تدخل في سياق اللعبة الشريفة، وليس في قاموس التهديد والمؤامرات كما ينطلق أو ينسجم في لغة من يرون الشؤم وتكرار المصائب والعيش الدائم في الوحل في معاشهم اليومي.
وهذه القضية الجديدة في المعترك البيضاوي أصبحت موضة للإستهلاك الدائم مع أن الواقع لابد أن يحيطها ويأخذها بمحمل الجد، لكون النية قائمة لإحداث فعل الجريمة بداية من التهديد وما يليه، وبودريقة ومستشاره يدركان أن مثل هذه الأمور لا تخيف على الإطلاق ما دام هناك قانون جنائي، ولكن التعدي المطلق على أفراد الأسرة وحرق مقر العمل أكبر الزلات التي تقوي الجريمة الكبرى حسب التسلسل وتدفع الضحية إلى قبول التنحي عن المسؤولية حتى لا يصاب بالأذى هو وأفراد عائلته ورزق شركته. لكن ما معنى أن يكون الطرف الودادي في شق المجهولين هو المتهم الحقيقي في النازلة ؟ وهل لهذه الدرجة يسقط هؤلاء في وحل تجريم الآخر (أي الرجاء) على أنه سبب الإحتقان الذي يعيشه الوداد ؟
المشكلة أن ثقافة الجوار لا تحترم نفسها عندما تسلك طريق القتل والتهديد كآخر معبر يفوق التشويش والمؤامرات كمصطلحات بعيدة عن الروح الرياضية على الإطلاق، ولا يمكن أن نقبل مثل هذه الترهات التي لا تزرع إلا الحقد والكراهية من فصائل متعددة، مع أن الجوار في مفهومه الدلالي هو جوار الأمن والتساكن والتوافق والتسامح وليس جوار القبح والتآمر والتهديد والوعيد، ولا يمكن أن يكون الوداد والرجاء على هذا النحو من التحرش الثنائي الخبيث، إلا إذا كانا مدفوعان من بعض المتآمرين على قتل مبادرات النجاح.
تاريخ جوار.. لا تاريخ عار
هو هذا ما نروم إلى ترسيخه في ثقافة الجوار المبنية كما قلت على كثير من القيم الحضارية التي يقدمها الإسلام بمبادئ التسامح والتفاضل على اعتبار أن شريعة الإسلام هي من أفضل الشرائع التي أكدت على حسن الجوار وفصلت بدقة كبيرة ومتناهية الحقوق والواجبات المترتبة في هذا المبدأ، يقول تعالى في كتابه الكريم:(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظنت أنه سيورثه» متفق عليه.. من حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما.
وأعتقد شخصيا أن ما قدمه النص القرآني والحديث النبوي الشريف هو كلام جامع وشامل، ومفسروا الفقه والحديث في هذا الجانب أسهبوا في شرح مقاصد الجار والجوار.
طيب، إن كنا جميعا نؤمن بهذه المقاصد الجامعة للجار والجوار، فهل يدرك الرجاويون والوداديون أنهم معنيون بالنص والحديث ؟ وهل ما كان سجالا بينهما في أكثر المواقف تشددا لسنين طويلة يعتبر خرقا سافرا للإحترام والتساكن والتلاحم والتوافق الذي دعا إليه الإسلام ؟ وهل ما حدث في كثير من الحالات التي لاحقت المدربين والمسيرين وحتى اللاعبين يعتبر لا جوارا؟
المشكلة أن الرياضة كروح شريفة في أسمى تجليات النصر والهزيمة والتعادل تبتعد عن منطق التساكن والتقدير عندما لا يعترف المناصرون المتعصبون بالأفضلية، ولا يفرحون لنتائج الجار كيفما كان نوعها ورقمها لأسباب تبدو عدائية بالحس والتربية على ذلك عشقا كان أم حبأ عذريا كما يصفه المناصرون عامة (قميص... حتى الموت).
وأيا كانت المفاضلة بين هذا وذاك، فالروح الرياضية هي من جمعت الوداد والرجاء عبر التاريخ الحميمي، لا تاريخ العار والتشفي، ودليل هذا الود الجاري ما حمله الوداديون أصلا من مساندة غير مسبوقة في مونديال الأندية لوصول الرجاء إلى بوديوم النهاية، فكيف يمكن للوداد اليوم أن تتهم الرجاء في إلحاق الأذى بها بالهيمنة على لقب البطولة ؟
الوداد يبحث عن نفسه
الواقع يقول أن الوداد هو من لا يبحث عن نفسه جراء ما يسقط فيه تباعا كأوراق الخربف وينظر إلى الآخر أي الرجاء على أنه يدخل عملية إبعاده منهجيا من السباق، والوداد إن كان يرى في نفسه القدرة على اختراق جدارات اللقب لفعل ذلك من دون أن يرى الرجاء أمامه من خلال برنامج عملي طموح وباستقرار شامل، وربما قد تكون المعادلة متساوية بين الرجاء والوداد كقطبين مستقرين في الصراع على اللقب مثل البارصا والريال مع أن المقارنات مختلفة في الميزانية والنجوم والأنصار. والوداد التي تتحسر حاليا بجمل الفراق التقني عن طاليب لأسباب واهية وغير جديرة بالإحترام، هي من تضع نفسها في أزمة النتائج مع أنها قدمت الدليل على أنها قادمة بتكوين جيد حتى ولو لم تفز بالألقاب. وما يهم في صدد الفتن والتشويش أن الرئيس عبد الإله أكرم كان قد أكد خلال الجمع العام الأخير وبكلام شبه بركاني أنه لا يخشى المشوشين ولن يرهبوه من منطلق بحثهم الدائم عن المصالح الخاصة وليس مصلحة الوداد، وذلك بافتعال مشاكل وهمية، والسعي إلى تخريب الفريق، والتغرير بجماهير معينة لمطالبتي بالرحيل مثلما تعرض أعضاء مكتبه لضغوطات من أجل أن يستقيلوا، كما أن الوداد تعيش عادة سيناريوهات متشابهة حتى في مسألة التعاقد مع المدربين كجزء هام في عملية التخريب المنهجي عندما تشن عليهم الحروب ويدفعون إلى الإستقالة لتلقيهم تهديدات.
وعندما يتحدث الرئيس أكرم بهذه النبرة الكاشفة عن خبايا الفتنة الحمراء، فهناك من يؤسس لنفسه ثقافة النبش على كل المشاكل بمن فيها الملتفون بالنادي كثقافة أعرفها في المنتجع الكروي العام وليس الوداد فحسب، والمشوشون لهم أوجه مختلفة سواء كانوا مناصرين أو منخرطين أو لاعبين قدامى أو أعضاء أو صحفيين أو .. أو... ولذلك نحن أمام صورة قاتمة لوضع كروي لا يمكن بأي حال أن يقدم لنا منتوجا كرويا مبنيا بالأساس من مكتب تنفيذي محترف هو من يختار مدربه وفريقه وقاعدته المستقبلية من دون مشاكل وبباب مسدود على كل الدخلاء. والحالة هاته تكررت مع طاليب المستقيل مع أنه موضوع في مركز محترم في الطليعة، وتتأكد الحقيقة على أن الرئيس أكرم لم يكذب عندما قال في الجمع السابق أن المشوشين يشنون الحرب على المدربين من أجل دفعهم إلى الإستقالة. وتنبؤه اليوم حصل قولا وفعلا.
ما معنى الضغط الإيجابي ؟
الضغط الإيجابي يستمد من طريق النجاح الدائم للأطراف.. وليس من الإحتقان وإشعال الفتن والمؤامرات، هكذا نتصور طريق النجاح للرجاء والوداد، وما فعلته الرجاء وتسير عليه الآن هو مشروع قائم للعودة إلى الأصل وليس التشفي من الوداد على أنه غريم ولا علاقة لأي طرف في إنجاز الآخر، والوداد ذاته يدخل أيضا عملية الضغط على الأفق وإن كانت الأمور لا تسير على نفس الوثيرة الرجاوية مع أن هذا الكلام لن يعجب المتعصبين من الطرفين حتى في وضع المقارنات مع أني محايد على الإطلاق ولست رجاويا ولا وداديا ولا شيء عندي إلا الأداء الرجولي والقتالي والخرافي والعين التي تعشق النجاح لا الإفلاس. والضغط الإيجابي كنت أتصوره من الفريقين معا لا الفريق الواحد، وليس عيبا في أن نرى الوداد ضاغطا على شموخه لا ساقطا في جحيم الفتن ـ وليس عيبا أن نرى الرجاء ضاغطة على شموخها البعيد عن اللقب الآن، ولكني أرى الحقيقة بلون كأس عصبة الأبطال لتمثيل المغرب كفريق القارة. هذ هو عين العقل وليس النفخ في لهيب الفتن، على اعتبار أن الصحافة جزء من عملية الإنصاف والمصالحة، لا الصيد في الماء العكر. والرجاء والوداد جاران متساكنان، لا خصمان في حرب التقتيل.
الكل يعيش مخاض المؤامرة
هناك من يصطاد في الوحل ويبحث عن المشاكل ويعيش في ألوان بمساحيق داكنة وغير وضاءة بهذا المعنى، هناك من يهدد بالقتل والوعيد، وهناك من يحرض على عزل الرئيس والمدرب واللاعب، وهناك من يقلب مكتبا بعينه وهناك من يسخر فئة من الجماهير لزرع الفتنة.. و.. وكل فرق المغرب وغيرها من البلدان لها ديباجات مختلفة في خلق البلبلة والقلاقل وإشعال الفتن. وهذا السناريو أيضا موجود حتى في الجامعة كمكتب تنفيذي يحكم الكرة ويقلب الأوضاع ويحيك الصراعات. وهذا الإشكال الغريب لن ينتهي على الإطلاق لأن المصلحة الخاصة تبدو فوق كل اعتبار حتى من النادي الذي رحب به ليغير نموذجه، وأغلب مشاكل كرة القدم الوطنية تعيش على نبض الفتن والمصائب وليس هناك ناديا ما يقدم القناع على أنه طاهر من الشبهات وبعيد عن الشوائب، وحتى المنتخب الوطني عاش على مصائب كثيرة من الفتن ويعيش عليها لتواجد فيروسات معينة، والمؤامرة والتشويش والدفع إلى الإستقالة أو التهديد بشتى الطرق سواء كان ذلك على المدرب أو المسير أو الصحفي هي ظاهرة ترهيبية ونفسية ولها ارتباط وثيق بالمحيط، ولا يمكن أن تحدث أية مشكلة دون التقيد بمكونات الفريق التي هي المسير عامة والمدرب واللاعب والمنخرط والجمهور وحتى الصحفي المفروض أن يكون محايدا لا منتميا للفريق، والمؤامرة لا تخرج إطلاقا عن هذه العناصر، إذ أن النصيب الأكبر يطال المدربين الأكثر تعرضا للإنتقادات والتهديد فيما لو لم يقبلوا الإستقالة، بل ويدفعون إليها من مكونات الفريق أصلا وفق معايير محددة لمغادرة الفريق، ويأتي المسيرون في الدرجة الثانية وبتفاوتات في استهلاك المشاكل المطروحة داخل النادي وبأشكال واضحة للإطاحة به من داخل نفس البيت الذي انتخبه ويتعداها الأمر إلى التهديد من جهات مجهولة أكثرها يأتي من رنات الهاتف لزعزعة استقراره الشخصي والأسري، وهكذا دواليك من النوايا السيئة للدفع إلى الإستقالة، أما الجسم الصحفي فلا يسلم أيضا من هذه المصائب التآمرية لأن جزءا من كله ليس محايدا بمنطق الحياد الديموقراطي، بل يرضخ إلى المساهمة في الإطاحة بالمدربين والمسيرين وحتى النادي لأنه ينتمي لفصيلة معينة ويكتب ما تمليه ضرورة المؤامرة على فريقه أو ضد فريق آخر يعتبر عدوا لفريقه..
التهديد بالقتل.. بين الحقيقة والكذب
التهديد له أكثر من لغة، الشتيمة، السب والقذف، المؤامرة، الإخبار من جهات غريبة، التشويش، الإزعاج بالهاتف والرسائل النصية.. و.. وعادة ما يصنف التهديد بالقتل بدرجة عليا على المستوى النفسيي الذي يطال الأسرة أيضا، وأكثر المدربين صادفتهم هذه العادة الغريبة من أمثال يومير وعزالدين بنيس والزاكي والعامري والميلاني والمريني وبنهاشم وفتحي وغيرهم... فهل معنى ذلك أن النية قائمة للجريمة أصلا أم أنها تخويف وترهيب غير مرئي ولا دليل معه إطلاقا، مع أن القانون صريح في هذا الإتجاه في غياب الدليل الواضح ، طبعا المشكلة قائمة كتهديد على المدرب والمسير معا ولكن من أين تأتي هذه المشكلة إن لم تكن مائة بالمائة متولدة من العناصر المجتمعة بالنادي أو من أطراف عدائية من نادي آخر، وأكثر هؤلاء المدربين وحتى المسيرين ابتعدوا عن المشاكل لأنهم يعرفون أصلا من المسؤول عن هذا الترهيب. بل قد تكون مسألة التهديد في أقل الأمور مسألة متجاوزة لأن المهدد يزعج في فترة معينة ويغيب مطلقا، لكن التبعات النفسية للمدرب والمسير معا تبقى دائمة الخوف والترقب والمتابعة مثلما حصل حاليا مع بودريقة والبوصيري عندما أشعرا بالتهديد بالقتل ويوضعان حتى الآن تحت المراقبة.
ومن جهة أخرى، قد يكون التهديد بالقتل مدعاة للتساؤل فيما لو تحجج أي مدرب أو مسير باعتراض سبيلهما لقطاع الطرق وليس لمجهولين مامورين من النادي، وفي المسألة كذب وافتراء لأسباب قد تكون خطة منهجية للفراق مقابل الإنضمام لفريق آخر.
وخلاصة القول نحن أمام قضية خطيرة لا يمكن السكوت عنها مطلقا في خضم انتظار ما سيأتي مستقبلا، ولا يمكن أن يكون الجوار كقضية بين الرجاء والوداد على هذا النحو المبالغ فيه من نص رسالة تهدد بالقتل وتقول أن بودريقة ومستشاره البوصيري وراء هذا الإحتقان الذي تعيشه الوداد ليخلو لهما وللرجاء الجو للسيطرة على لقب البطولة.
ـــ محمد فؤاد ـــ
بوبكر جضاهيم:
الظاهرة غريبة عن مجتمعنا ويجب التصدي لها بحكمة ورزانة
حول هذا الموضوع اتصلنا ببوبكر جضاهيم الرئيس السابق للوداد البيضاوي لمعرفة وجهة نظره حول ظاهرة العنف اللفظي وموقفه من التهديدات التي يتعرض لها بعض المسيرين والرياضيين بصفة عامة، وكانت إجابته مستفيضة وأكد بأن هذه الظاهرة مستوردة ودخيلة على المجتمع المغربي، إذ لم تنتشر في نظره إلا في السنوات الأخيرة وأضاف بهذا الخصوص قائلا:
«ظاهرة العنف اللفظي والجسدي هي ظاهرة غريبة عن المجتمع المغربي وهي ناتجة عن بعض الأفكار المستوردة من الخارج، وجميع الدول ابتليت بهذا الوباء الذي انطلق من منطقة البلقان مرورا بإيطاليا وباقي الدول الأوروبية وتزايدت حدة الظاهرة مع انتشار فصائل "الإيلترات" التي تتبنى مجموعة من المبادئ والأفكار التي تعتبرها تحررية ومنها محاربة الأمن وغياب القيادة والإعتماد على التمويل الداخلي، لكن بالنسبة لنا كمغاربة فنحن لم نصل بعد لمعاناة بعض الدول الغربية وكذا العربية ومنها مصر مثلا، لكن هذا لا يعني إهمال الظاهرة، بل يجب التصدي لها وهي ما زالت في المهد».
أما بخصوص الصراع القائم بين الوداد والرجاء وتعرض هذا الطرف لمضايقات وتهديدات من الطرف الآخر فقد استطرد جضاهيم قائلا: «ما يجب أن يفهمه الطرفان أن الفريقان خرجا من رحم واحد لأن المرحوم الأب جيكو هو الأب الروحي للفريقين، لذلك فلا يجب أن تكون العداوة بين الطرفين، صحيح أن الرئيس بودريقة والبوصيري قد ارتكبا خطئا بالتقاطهما صورة مع اللاعب جواد إيسن مع أنه ما زال ينتمي للوداد وكذلك الشأن بالنسبة للوداديين بمحاولتهم استقطاب لاعبين من الرجاء، فمثل هذه التصرفات لا يمكن إلا أن تساهم في زيادة الإحتقان بين الجماهير، لكن دون أن يصل ذلك لحد التهديد بالقتل مثلا، وشخصيا أستبعد أن يكون كل الذين اتصلوا من أنصار الوداد لأن الرجاء عاش بدوره العديد من المشاكل بعد كأس العالم وهناك خلافات داخل الفريق خاصة بعد حصول البعض على امتيازات لم يحصل عليها آخرون».
و حول الحلول التي يقترحها بوبكر جضاهيم لإحتواء هذا المشكل والحد من خطورته تابع حديثه قائلا: «كمسير وكمسؤول سابق بجهاز الأمن أرى أنه من الضروري التعامل مع هذا الموضوع بحكمة وتبصر، فعلى المسؤولين على الفرق التحلي بالرزانة والحكمة وعدم المساهمة في تأجيج غضب الجماهير بقرارات تسيء للطرف الآخر كما أن على جمعيات المحبين أن تقوم بدورها المنوط بها في تأطير الشباب والجماهير لكي لا تستغل بطريقة سيئة كما يحدث في مصر حاليا، وأخيرا المقاربة الأمنية واتخاذ خطوات استباقية على غرار ما قامت به الخلية الأمنية بالدار البيضاء والتي ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الودادية والرجاوية والحد من ظاهرة العنف التي أساءت لسمعة الطرفين في مرحلة سابقة».
إ.بولفضايل
عبد الإله أكرم:
كنت أول من تعرض لتهديدات ولم يتضامن معي أي أحد
رفض رئيس الوداد البيضاوي عبد الإله اكرم أن يدلو بدلوه في هذا الموضوع لكنه أكد بالمقابل تعرضه بدوره لمثل هذه التهديدات، كما نفى أن يكون على علم بتعرض أعضاء من مكتب الغريم الرجاوي لأية تهديدات وقال بهذا الخصوص: «شخصيا لم أسمع بهذا الموضوع لكني أؤكد بأني كنت أول من تعرض لمثل هذه التهديدات والمضايقات وهذه هي الضريبة التي ندفعها نحن كمسيرين، وحين كنت أتعرض للتهديدات لم يتضامن معي أي أحد وكنت لوحدي أتصدى لهذه الضربات (كليت العصا). ومع ذلك فأرى أنه من الضروري التعامل مع مثل هذه التصرفات بكل حزم لأن الرياضة أخلاق ومعاملات ومباراة كرة القدم تقام بالملعب وتنتهي بداخله ولا يجب أن تخرج عن هذا النطاق وتتعداه لتمس الحياة الشخصية للأفراد وخاصة نحن المسيرين حيث نعمل بشكل تطوعي ونضحي بالعديد من الأشياء المهمة من صحة وعائلة في سبيل الفرق التي نسيرها».
إ.بولفضايل