قدم المغرب الفاسي حتى الآن أحد أسوء مواسمه على الإطلاق باحتلاله للرتبة الأخيرة برصيد عشرة نقاط بعد مرور 13 دورة على انطلاقة البطولة الإحترافية مكتفيا بتحقيق إنتصار وحيد على بطل النسخة الماضية المغرب التطواني الذي كان آنذاك شارد الذهن وتفكيره منصبا على بطولة العالم للأندية في حين عجز عن ذلك أمام فرق أخرى مكتفيا إما بالتعادل أو الهزيمة. 
هذا الأمر يجري في ظل صمت مطبق من المكتب المسير حتى الآن رغم الحديث عن إعطائه المدرب دوماس فرصة أخيرة بالحصول على 12 نقطة من المواجهات الأربعة الأخيرة ثم تقليص ذلك إلى تسعة نقاط من ثلاث مواجهات وهو ما لم يتم في الحالتين دون أي ردة فعل للمكتب المسير حتى ما بعد مواجهة حسنية أكادير. 
دوماس الذي تسلم قيادة المغرب الفاسي بعد العديد من العراقيل وتوقف تعينه على ضرورة وجود مدرب يملك الشهادة (ألف) إلى جانبه فشل في إستغلال فرصة تدريبيه لأحد الفرق الكبرى إفريقيا في أول تجربة خارجية لهذا المدرب الفرنسي فما هي أسباب هذا الفشل؟
خدعة غياب التحضيرات
لم يعد مقبولا ونحن في الدورة الثالثة عشر الحديث عن غياب التحضيرات المبكرة للفريق أو عدم انتظامها لأن المغرب الفاسي خاض حتى الآن 21 لقاء خلال مسابقة كاس العرش والبطولة الإحترافية وهو عدد كفيل برفع منسوب اللياقة البدنية للاعبين وإيجاد الإنسجام بين المجموعة التي يتوفر عليها المغرب الفاسي، لذلك يبقى الحديث عن هذا الآمر غير مقبول وبمثابة خدعة لجماهير المغرب الفاسي فحقيقة الآمر أن الفريق يعاني على مستوى الإعداد البدني كما أنه يعاني على مستوى تمركز اللاعبين وكثرة تغييرات النهج التكتيكي للمدرب الفرنسي إضافة إلى غياب روح المجموعة لدى اللاعبين.
كثرة التغيرات في التشكيلة
لم يكن مفهوما ما كان يقدم عليه المدرب دوماس خلال لقاءات الفريق حتى الأسبوع العاشر عندما كان يقوم بإجراء تغيرات كبيرة في تشكيلة الفريق قد تصل أحيانا إلى ستة لاعبين بين مباراة وأخرى مما ساهم في غياب هوية محددة للمغرب الفاسي، بل أكثر من ذلك أن دوماس كان يعلنها صراحة  في عدة خرجات إعلامية بأنه غير مقتنع ببعض اللاعبين كالغيني الإستوائي ديو ووسام البركة وسمير مالكويت وسعيد الحموني قبل أن يفاجئ الجميع باعتماده على الرباعي في عدد من اللقاءات المتتالية الأمر الذي ساهم في زرع الشك في نفوس لاعبين آخرين وأصبح معيار إختيار التشكيلة الأساسية غير واضح المعالم ويخضع لأمور أخرى.
وهم الحصول على لقب مسابقة كأس العرش
أمام النجاح في تجاوز جمعية سلا والوداد البيضاوي خلال مسابقة كأس العرش إتسعت الطموحات بنيل لقب المسابقة قبل أن تتحول الحقيقة إلى وهم فقد أثره الفريق العديد من النقاط في البطولة حيث كانت فرحة تجاوز الجيش الملكي تنسي الجميع فشل المسار في البطولة الإحترافية.
نشوة الوصول إلى الدور نصف نهائي كانت نقمة وليس نعمة وأنست الجميع  تسرب النقاط المتتالي في اللقاءات الأربعة الفاصلة بين الدورين الربع والنصف نهائي والتي قد يدفع ثمنها الفريق الثمن الغالي.
هل يحصل دوماس على رخصة تؤهله لقيادة الفريق
على افتراض تشبث المكتب المسير بالمدرب فرانك دوماس فإن المدرب سيكون ملزما بالتوفر على شهادة التدريب (ألف) بحلول لقاء إتحاد الخميسات في الدورة السادسة عشر وإلا فإن إدارة المغرب الفاسي ستكون ملزمة بإيجاد (محلل) يمنح دوماس شرعية قيادة الفريق في منظر مسئ جدا لصورة المغرب الفاسي.
دوماس الذي كان الإختيار الأول لرئيس الفريق رشيد والي العلمي منذ نهاية الموسم الماضي كان من المفترض أن يتولى تدريب الفريق رفقة دانيال بيرارد الذي يملك الشهادة (ألف)، إلا أن بيراد اعتذر عن المهمة لأسباب تبقى غامضة بينما وافق دوماس على البقاء بعد منعه من مزاولة مهنة التدريب في فرنسا ريثما ينال الشهادة التدريبية.
دوماس الذي تنقل لست مرات إلى فرنسا من أجل الخضوع لامتحانات نيل الشهادة التدريبية أبلغ إدارة المغرب الفاسي أنه من المتوقع أن يحصل على الشهادة ألف الجمعة القادمة أي قبل مواجهة أولمبيك خريبكة على الرغم من أن عطلة الأعياد الأوروبية ستكون خلال هاته الفترة فهل يصدق في وعده.
لماذا يمتنع المكتب المسير عن إقالة دوماس 
 من الغريب أن الإجماع على محدودية وعدم كفاءة دوماس بين جماهير المغرب الفاسي يفوق ما كان من إجماع على سوء تجربة  شارل روسلي الذي اتخذ حينها الرئيس السابق مروان بناني قرار جريئا بإقالته مباشرة من داخل مستودع الملابس بعد مباراة الديربي الفاسي.
ورغم ذلك فإن المكتب المسير للفريق ما زال مقتنعا بعالمية دوماس وبإعطائه فرصة أخرى لم تعط لسابقيه كالسكتيوي والناصري وحتى شارل روسلي  على الرغم من أن الشرط الجزائي يشير إلى أنه في حالة  فسخ العقد فإدارة الـمغرب الفاسي ملزمة بدفع راتب شهرين أي 20 مليون سنتيم وهو مبلغ جد بسيط لن تدفعه إدارة الفريق كاملا لأن دوماس كان قد استلم راتب شهر إضافي مسبقا.
وإذا ما إستثنينا سبب إقتناع المكتب بكفاءة دوماس فإن هناك من يشير إلى غياب المدربين الأكفاء القادرين على قيادة الفريق بعد اعتذار كلا من الجزائري عز الدين آيت جودي ومدرب المغرب التطواني السابق عبد العزيز العامري وعدم تمتع رشيد الطوسي بعلاقات جيدة مع المكتب المسير الحالي
السلامي أم مدرب أجنبي آخر
تنحصر السيناريوهات حول المدرب الجديد للمغرب الفاسي بين جمال السلامي المدرب السابق للفتح الرباطي الذي قد يغامر بقبول مهمة إنقاذ الفريق وإتمام الموسم معه وبين مدرب أجنبي آخر قد يكون من أحد دول أوروبا الشرقية أو مدرب مغربي يعمل في أحد الدول الأوروبية.
هذا هو التوجه القادم للمكتب المسير والأيام القادمة كفيله بتوضيح الصورة الضبابية التي تحيط بالمغرب الفاسي.
الجمهور فقد صبره
جمهور المغرب الفاسي وفاتال تيغرز التي احتفلت بالذكرى الثامنة لتأسيسها  لم تطق أن ترى فريقها وهو يعاني أسفل الترتيب في ظل صامت مطبق من المكتب المسير وعدم تطبيق العقوبات على اللاعبين المتهاونين مما جعلها تصدر بيانا تعلن فيه عدم حضورها خلال اللقاءات الثلاثة وهو ما تم تنفيذه في لقاء حسنية أكادير يوم الإثنين وطالبت المكتب الجديد بضرورة الوفاء بتعهداته التي أصدرها خلال الندوة الصحفية التي عقدها عند تعينه.
الجمهور الذي كال الشتائم للاعبين والجهاز التدريبي بات قريبا من فقدان صبره على مكتبه المسير ولسان الحال يقول دار لقمان بقت على حالها.
أمجد أبو جادالله


أرقام ومحطات كارثية في عهد دوماس
ــ المغرب الفاسي احتل المركز الأخير 8 مرات في 13 دورة وباقي الدورات كان خلالها في المركز ما قبل الأخير.
ــ الفريق تلقى أكبر هزيمة في تاريخه منذ 11 سنة وكانت أمام الدفاع الحسني الجديدي 0.4.
ــ لم يسبق للمغرب الفاسي أن طرد منه خمسة لاعبين خلال 13 دورة منذ موسم 96ــ97.
ـــ41 تسديدة على المرمى فقط سددها لاعبو المغرب الفاسي في 13 لقاء بمعدل 3 تسديدات في اللقاء الواحد.
ـــ أختلاف بين لاعبي الفريق واشتباك بالأيدي في أحد الحصص التدريبية دون أية رد فعل من المدرب دوماس.
ــ الغياب عن التحضيرات للقاء الدفاع الحسني الجديدي والحضور يوم اللقاء لوضع التشكيلة التي خاضت اللقاء.
ـــ تصريحه لجريدة «الـمنتخب« بعدم اقتناعه بديو وإبعاده عن لائحة المستدعين والطلب من إدارة الفريق بيعه قبل أن يعود ليعتمد عليه في عدة مواجهات.
امجد