لم يكن هينا على أسر مغربية كثيرة أن تترك أطفالا صغارا لها يجازفون بركوب القطارات أو إختراق دهاليز مهددة للحياة، للوصول ذاك الثلاثاء إلى مراكش وتحديدا إلى ملعب مراكش الكبير ليشاهدوا نجوما فلكيين لفريق ملكي عشقوه حد التصوف، بعد أن شاءت ظروف تدبيرنا للأشياء أن ينقل اللقاء الموعود بين ريال مدريد وكروز أزول من الرباط إلى مراكش.
لم تكن قلوب الآباء ولا عقولهم لتطاوعهم على أن يتركوا فلذات أكبادهم يهرعون نحو نجوم الريال بجنون، فإذا كانت هناك قلة عضت على الكبد وسلمت أمرها لله بأن تركت تحت الضغط أبناءها يرحلون إلى مدينة النخيل، فإن الكثرة آثرت على أن تصحب أبناءها بكل الطرق إلى مراكش لتأمينهم، ما جعلنا في واقع الأمر أمام موقف جد مؤثر كان سيكون رائعا لو رواه فعل توثيقي أو سينيمائي، لأن ما شهدته كل الطرق السيارة والوطنية الرابطة بين مختلف المدن المغربية ومراكش، أكد على شيء واحد هو أن ريال مدريد له في قلوب المغاربة مكانة لا توصف، ومن كان بمقدوره أداء التذكرة من صغيرها إلى كبيرها، وتحمل وعتاء السفر لم يتردد لحظة واحدة في أن يتحرك صوب مراكش ليشاهد فريقا عاد إلى المغرب بعد قرابة 48 سنة على زيارته الأخيرة له عندما فاز بنسخة كأس محمد الخامس سنة 1966، فريق تتعلق به القلوب وما كان ممكنا إضاعة مشاهدته على الطبيعة.
لا أستطيع حقا أن أصور ما شاهدته العين المجردة على طول الطريق السيار المفضي من كل البوابات إلى مدينة مراكش من إحتفالية وما رصده كل العالم بملعب مراكش الكبير حيث شعر نجوم ريال مدريد على أنهم لعبوا لأول مرة في تاريخهم خارج قلعة البرنابيو أمام جمهور عاشق واحتفالي، لروعة ما شاهدوه من قرابة أربعين ألف متفرج يرددون الأغاني التي تحمس الملكي وتتغني بتاريخه ويرسلون بلغة القلب التي يجيدها المغاربة رسائل الحب الكونية، برغم أن هناك من يعتب على هؤلاء حبهم للريال لدرجة التصوف، عندما يضع ما لا يحتمل من مقارنات.
مؤكد أن النجاح الجماهيري المنقطع النظير الذي صادف مباراة الريال وكروز أزول، غطى نسبيا على المآسي التي عشناها جميعا يوم السبت الماضي على إيقاع فضيحة عشب مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط الذي حولته التساقطات المطرية إلى برك مائية، إلا أن هذا النجاح لا بد وأن يستثمر رياضيا واقتصاديا، رياضيا بأن تتبين الأندية المغربية وبخاصة تلك التي لها قاعدة جماهيرية عريضة الطريق التي توصلها إلى إحترام عقد الحب الذي يجب أن يربطها بجماهيرها، واقتصاديا بأن نستثمر هذه الصورة الجميلة التي طبعتها الجماهير المغربية في عقل ووجدان مسؤولي ولاعبي ريال مدريد، للبحث عن مواعيد كروية من هذا القبيل يكون ريال مدريد وبرشلونة طرفا لها، لنزيد في تجميل وتلميع صورة المغرب المنفتح على كل الثقافات بلا مركب نقص، والمنتصر لقيم الإبداع والجمال والحاضن للإليادات الرياضية الجميلة.
يوم السبت القادم سيكون ريال مدريد طرفا في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، وسيكون سعيدا بأن يحمل من مراكش الساحرة لقبا ينقص خزانته الهلامية، وسنكون أسعد لو قال الإسبان أن المغاربة ساعدوا فريقهم الملكي على أن يعلن لأول مرة بطلا لأبطال العالم.
تنبيه هام
تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.
ADVERTISEMENTS
النسخة الالكترونية للجريدة
زوايا الرأي
حاليا في الأكشاك
ADVERTISEMENTS
الأسد الذهبي
من ترشح لجائزة الأسد الذهبي لموسم 2023-2024 ؟
الفريق | ل | ف | ت | خ | نقاط | ||
---|---|---|---|---|---|---|---|
1 | نهضة بركان | 10 | 7 | 2 | 1 | 23 | |
2 | المغرب الفاسي | 10 | 5 | 3 | 2 | 18 | |
3 | الجيش الملكي | 11 | 4 | 5 | 2 | 17 | |
5 | الوداد الرياضي | 11 | 4 | 4 | 3 | 16 | |
6 | نهضة الزمامرة | 10 | 5 | 1 | 4 | 16 | |
6 | حسنية أكادير | 10 | 5 | 1 | 4 | 16 | |
7 | إتحاد تواركة | 11 | 3 | 6 | 2 | 15 | |
8 | اتحاد طنجة | 10 | 3 | 5 | 2 | 14 | |
9 | أولمبيك آسفي | 11 | 4 | 2 | 5 | 14 | |
10 | الرجاء الرياضي | 11 | 3 | 5 | 3 | 14 | |
11 | الدفاع الحسني الجديدي | 10 | 4 | 2 | 4 | 14 | |
12 | الشباب الرياضي السوالم | 10 | 3 | 4 | 3 | 13 | |
13 | النادي المكناسي | 11 | 3 | 4 | 4 | 13 | |
14 | اتحاد الفتح الرياضي | 10 | 3 | 3 | 4 | 12 | |
15 | المغرب التطواني | 10 | 1 | 4 | 5 | 7 | |
16 | شباب المحمدية | 10 | 0 | 1 | 9 | 1 |
- دوري أبطال أفريقيا
- كأس الاتحاد الأفريقي
- الهبوط
الجيش الملكي
|
|
الوداد الرياضي
|
الرجاء الرياضي
|
1 - 2
|
إتحاد طنجة
|