فعلتها الكاف وقررت ما شاءت بـ «كانها» وردت بخبث مرة أخرى على بلاغ الحكومة المغربية بتلوين بعض مقاطع الرد على مقاس «حياتو ورباعتو».. حين قررت نقل الكأس لجغرافيا بعيدة عن الشمال، حيث يحتكم عيسى دائما في جيبه على بدائل يسخرها لحفظ ماء الوجه والكرامة التي لا تسلم من الأذى كالشرف، حتى يراق على جوانبها مداد جونيور وباقي الأتباع..
ليرتاح باتيل وكامارا الآن، ولأن بلاغ نادي الصنوبر بالجزائر صيغ بالإجماع كما قال الناطق الرسمي للكاف، وبعده صيغ بنفس الإجماع قرار إقصاء الفريق الوطني ورفض طلب الحكومة بالتأجيل، فلا أحد سيقنعنا بعد اليوم أنه لا راوراوة ولا دياكيطي ولا باقي المتحلقين حولهما أشقاء للمغرب ويبادلونه الود.
شكرا «إيبولا» لأنها عرت على المستور والخفي الأعظم من الأمور، وحولت أنظار العالم وتعاطفه مع مرضى ظلوا يعانون في صمت، وتحرقهم حرارة الوباء في جزء مهمش من قارة، لا يجد حياتو حرجا في الكشف عن سروره بكون منتخباتها غائبة ولن تحضر زفته التي تمتد لثلاثة أسابيع، وليذهب مرضى غينيا وليبيريا وسيراليون للفرن..
شكرا «إيبولا» لأنه عرت عن واقع ضعف تمثيلية المغرب وتوغله السلبي في عمق الأجهزة الكروية بقارة سيرأسها «كافها» قريبا واحد من السيشل، لم يتخط منتخب بلاده في يوم دورا تمهيديا لمسابقة من المسابقات..
شكرا «إيبولا» لأنها كشفت بالملموس حب الكاف وعطفها على المغرب الذي أنقذها ذات يوم من ورطة دورة لم تجد من يمد لها اليد..
شكرا «إيبولا» التي أظهرت للعالم «الكان» في صورة البقرة المقدسة للكاف، لا يتغير لونها ولا تقبل المساس بتاريخ الذبح..
شكرا «إيبولا» على إيقاد مشاعر الإجماع والتوحد، وعلى أن الأهل والأمة ما تجتمع يوما على ضلالة..
شكرا «إيبولا» التي قدمت المغرب للعالم بلدا نبيلا في قراءاته الإنسانية وفي إيثاره لمبدإ السلامة على ما دونها، حتى وإن علا إغراء الورقة الخضراء..
شكرا «إيبولا» لأنها باركت للجامعة سنتها الأولى بعطالة مزمنة، أظهرت فريق لقجع وكأنه «واو عمر» الزائدة وهو يتابع صولات وزير ركب بساط الريح وغنى عليه لوحده..
شكرا «إيبولا» على العطلة والشوماج، وعلى تقليص وحدات الإنتاج، وعلى تغيير خارطة مشهد رياضي مقبل على ثورة كبيرة لن يصمد فيها الزبد، وسيظل ما ينفع الناس راسخا في الأرض..
شكرا «إيبولا» لأنها منحت للزاكي حق النوم في العسل لسنوات قادمة، فلا يؤرق باله بهواجس كاس كانت توجع الراس..
شكرا «إيبولا» على تحولك لحليف لفاخر وباقي مدربي المنتخبات الوطنية، الذين ستتحول مبارياتهم لـ «غالا» تكريمية وودية أكثر من الود نفسه..
شكرا «إيبولا» لأنها عرت عن الأعداء وقدمت كشفا بحسابهم، ولأنها ستمنحنا هامشا من إلتقاط الأنفاس وتحويل لغة الخطاب لضفة أخرى..
وأخيرا شكرا «إيبولا» على كشف النوايا..