فعلها ورحل لياوندي بربطة المعلم كما يقول المصريون وأوفى بوعد اللجنة التي صمم دفوعاتها كما يفعل كل محام شاطر.. وأكد أيضا أنه لا يعترف لا بحصانة «عيساوية ولا بلاطايرية» من خلال الماركاج الذي مارسه بحق لقجع، فرض عليه تبني طرح تأجيل (الكان) في حضرة شيخ الكرة الإفريقية.
يختار البريطانيون في صحافتهم «التابل ويد» وحتى الجادة منها، شخصية الشهر برصد الحدث ونشاط المحظوظ بالإختيار وكذا سيطرته على الأضواء وتحقيق نسب متابعة قياسية وحتى «الشو» الذي يمارسه..
لذلك يدين السي أوزين لـ «إيبولا» بالكثير بعد أن أحيت عروق السنبلة وحولته لأكثر شخصية رصدها محرك «غوغل» بداية فصل الحرث الخريفي.
«إيبولا» ليست الحق الذي أريد به باطل، بل ورقة تخفي شجرة التوت العظيمة التي هي سبب مطلب التأجيل الحقيقي، والأكثر من هذا هي الورقة التي عرف من خلالها أوزين بنفسه وبقدراته على تغيير مجرى النهر متحديا قوة التيار (الكافاوي) المقدس لتواريخه، والرافض للتأجيلات بسبب إيبولا أو حتى الطاعون..
حين رمى الوزير ببلاغه الليلي المثير، فقد كان يعلم الكثيرون أن قرارا من هذا النوع لا يطبخ على السريع، بل ينضج على نار أكثر من هادئة، وتوضع في صحنه توابل منتقاة بعناية ومختارة من «فيرمات» خاصة جدا..
البعض ممن حركتهم رياح الربيع وممن آمنوا بسراب فبراير، يصرون على القول على أن حكاية «من الفوق» انتهت وعلى أن ربط المسؤولية بالمحاسبة يقود لخلاصة لا تجد لها إقبالا كبيرا ولا صدى، وهي كون الوزير نام واستيقظ على قراره «النزوة»، وبالتالي عليه أن يتحمله إلا أن يثبت العكس؟
ظل راسخا في ذاكرة المهووسين بالكرة ومقالبها على أن (الفيفا) و(الكاف) وباقي أخواتهما، لا يعترفون بالحكومات وما يصدر عنها من لغو، وعلى أن مخاطبهم الرسمي هم جامعات الكرة، قبل أن يقدم لنا السيد أوزين ما يقيم الدليل على أنه بصدد تحقيق نصر آخر سيغير من هذه القناعات، بعدما كان هو من تقدم اللجنة المختلطة التي ركبت معه الطائرة صوب ياوندي للقاء شيخ (الكاف)، وخلال الرحلة ظل يقدم التوصيات ويملي «الديكتي» الذي كان يستقبله لقجع كأي تلميذ  مطيع ومهذب.
«لن أقبل بأي مزايدة ولا اللعب على الحبلين وموقف الجامعة سيزكي موقف الحكومة المغربية بطلب تأجيل (الكان)..»، هي عبارة أوزين قبل التنقل للكامرون، رفقة "الكومندو" الذي أرفقه معه وهو "الكومندو" الذي سلحه بتقارير قوة وملف متكامل لو ينجح فعلا في فرض قرار التأجيل ويبقي (الكان) في المغرب لغاية شهر يونيو أو يناير من العام القادم، فإنه بكل تأكيد سيمد رجليه طويلا..
حملت بعض الروايات القادمة من ياوندي ما يفيد بكون حياتو لمس غياب التناغم في خطاب الوزير ورئيس الجامعة، لكن روايات أخرى تحدثت عن سيطرة أوزين على مجريات الإجتماع المصغر وما قاله بالبرلمان كرره على أسماع شيخ الكرة الإفريقية الذي أصغى بإمعان لمرافعة مسؤول يصر على خلط أوراق (الكان) داخل (الكاف) باختيار موعد على مقاس النصر ويخدم مصلحة المغرب بامتياز.
لن تستمر حكاية الجدل كثيرا، وحسنا فعل وزير الرياضة بالتنقل للكامرون للقاء حياتو وعرض الموقف المغربي، قبل أن يطير الشيخ للجزائر يوم غد  للقاء تلاميذه بالمكتب التنفيذي وينقل لهم جماعة ما سمعه على انفراد.
الأسبوع القادم سينتهي كل شيء، وسيتعرف المغاربة على حقيقة الأشياء، هل يتأجل (الكان) وتنتصر أطروحة الوزير الذي تبنى «إيبولا» جهرا واحتفظ لنفسه بالفيروس الحقيقي سبب التأجيل؟
وهل سيقام (الكان) في موعده وهو احتمال قائم وضعيف وخلالها ستنضاف مطرقة (الكاف) لمطرقة (الفيفا) السابقة، ويتأكد الجميع من حقيقة أن الكرة فعلا محصنة بقانونها الخاص؟
وبين كل هذه الأشياء، وإصرار السيد الوزير على نفي (الكان) للصيف القادم، سيظل التاريخ يحفظ له ولو إلى حين، أنه هو من  قاد الكومندو وهو من زوده بنوع الذخيرة وعلى أن مطلب التأجيل لم يكن بــ «القرار النزوة».