يجد بعض «المحسوبين» على إخواننا القريبين جدا من «زوج بغال» متعة غريبة في اختلاق الأحداث، وصناعة المغربات حقدا على مغرب النماء والأمن..
ينتظرون نصف خبر يضعون عليه صلصة الشماتة ويصنعون منه وجبة التنكيل بطعم البغضاء والحقد والكراهية، ويختلقون تعاليق وقراءات من وحي الخيال المريض بعقدة أبدية إسمها المغرب.. تعاليق تنطق حروفها بما يفيض به صدر هذه الفئة المهووسة حد الجنون بكل ما له صلة بنا وبحالنا.
التعاليق القادمة من القريبين من «زوج بغال» وصلت لليوتوب تارة بإحراق علم المغرب والتغني بهذا بالفتح العظيم، وآخر ما قطرت به هذه التعليقات ما حملته قصاصات صفراء شككت في صدق الإدعاء الحكومي والتأكيد على أن «إيبولا» التي يخشاها المغاربة  هي «إيبولا» الثعالب واستحضر «اليوتوب» نكسة خمسة لواحد وذكر بأنها قد تتكرر بالكان.
إلى متى سنظل نحمل بجوفنا قلبا طيبا ونقنع أنفسنا بكذبة القواسم المشتركة، وعلى أننا وأشقاؤنا جسد واحد إذا أصيب ضلعه بوهران بالحمى، تداعت له باقي الجسم في وجدة بالسهر؟
تحامل الكثير من المغاربة الطيبين على الحقيقة المؤلمة وصدقوا رواية المشترك من التاريخ  والقواسم مع الجار، وناصروا هذه الثعالب التي يقولون اليوم أنها ترعبنا وتخفينا وهي ما يدفعنا لرفض زفة الكان داخل الدار، خلال ذلك اليوم الذي حولوا فيه مباراة كرة مع منتخب مصر لمعركة شرف وتقرير مصير، وتسبب ذلك في متاعب بالجملة والتقسيط لكثير من المغاربة على ضفاف النيل..
يومها فرح المغاربة لهدف عنتر يحيى بأم درمان السودانية أكثر مما فرح له أبناء قسنطينة وبجاية، وأخيرا طار كثيرون من المغاربة فرحا حين عطلت نفس الثعالب كمبيوتر كوريا الجنوبية بالبرازيل، وتمنوا في غرة رمضان وبين صلاتي المغرب والتراوح لو يفلح أبناء البوسني وحيد في صد دوران ماكينات الألمان؟
لماذا نصر على دعمهم ويصرون هم على تقطير الشمع علينا؟ وإلى متى سنظل نحن دائما في موقع رد الفعل على الفعل دون أخذ مبادرة التعليق على ما يجري عندهم؟
ولا أحد منا تناول لا بتعليق التنكيل ولا تحول لمغرق ومدعي عام حين هوت حجارة غليظة على رأس المهاجم الكامروني إيبوسي وأنهت حكايته مع الكرة والحياة ككل؟
لا نفعل هذا لأننا ببساطة تربينا على مبدإ يقرفنا من المشي على الجثت ونؤثر القاعدة الشهيرة «القافلة تسير و...» وهذا ما يميزنا على الغير ويجعلنا أكثر ألقا وهيبة..
من حسنات بلاغ السيد وزير الرياضة أنه فرز البيض الأفريقي ولم يعد كله بنفس السلة، تعرفنا على الأوفياء الداعمين، وعلى المتربصين بالفتات وما عافه «السبع» واللاعقين للأحذية صانعي الخرافات.
ومع ذلك لا يسعنا إلا نتوصل ونحن نقترب من القرار الذي سيأتينا للأسف من الحدود القريبة من «زوج بغال»، لنهاية هذه الفزورة التي سيقت معها روايات واجتهادات.
سينتهي كل شيء ويأتينا بالأخبار من حيث لم نزودي، لنصل للحقيقة الهاربة التي أسالت مداد الرضا ومدادا كان أشبه بوضع «الخل» على الجرح، وهو المداد «العايق» في تقدير الخبراء وليس العواجيز كما يرى البعض..
نريد أن تنتهي الحكاية سريعا لنعرف هل كان وراء القرار صفقة ما؟ و هل لركوب صهوة إيبولا علاقة بلقاح و»فاكسانات» وفرض دخوله بتسعيرة محددة؟ وهل له علاقة بحرب تكسير العظام وحفل تنظيم الإفتتاح وباقي المصالح الأخرى؟ وهل كانت إيبولا فرقعة لقضاء مآرب كثيرة صدقها الشعب وآمنوا بطرح الدفاع عنها حتى الثمالة إلا فئة «العواجيز» التي عركتها السنوات وأكسبتها مناعة ضد الفرقعات؟
تنظيم الكان من عدمه وفي وقته وعلى أرض المغرب سيجعله في اعتقادي الشخصي أسخن «كان» في التاريخ بسبب إيبولا البلاغ وإيبولا الفكر المريض للقريبين من «زوج بغال».
البلاغ فتح عيننا على الطريقة التي يفكر بها البعض، وما على الزاكي سوى استحضار هذا المعطى جيدا رغم أن تاريخ «الكان» يشهد على أن الزاكي والفريق الوطني قضى قبل 10 سنوات على فلول الجراد بملعب الطيب المهيري بثلاثية مدوية، ربما أغفلتها ذاكرة البعض وما يزالون يستحضرون فقط غدر 79.
الكاف وعيسى حياتو على ما يبدو يعيشون في عالم ثان فلا هم شغلوا أنفسهم بما نشغل به أنفسنا اليوم من قلق بخصوص تأجيل الكان، لذلك صمموا على موقع الكاف الرسمي «كرونو» بداية العد العكسي لقدومهم للمغرب، كما صمم لقجع وريداون وصلة الإفتتاح.
ولأن المغاربة يردون الضربة بأشد منها، فقد أبدعوا على نفس اليوتوب وهم يذكروا المهللين للثعالب بصولات الأسد، الذي تشهد آخر مبارياته مع المنتخب الجزائري على كعبه العالي أمامهم وكما يقول المصريون «رايحة جاية» ذهابا إيابا.
اليوتوب ذكر كل هؤلاء بالأمس القريب وعنوان الكليب بعنوان الرائعة «إن كنت ناسي أفكرك».
لذلك لا يسعنا ونحن ننتظر مصير «الكان» إلا أن نشكر اليوتوب الذي ناب عن فئة عريضة إبتلعت لسانها إزاء التخاريف القادمة من زوج بغال..
وايتوب على اليوتوب..