العقد الذي هو شريعة المتعاقدين صار اليوم باطلا، وما على الزاكي سوى أن ينام قرير العين مرتاح البال، وصافي الخاطر بعدما أصبح عقده مع لقجع في خبر (كان) بسبب تأجيل (الكان).
ما زالت تطن في أذناي واحدة من بروباغندات لقجع الدعائية يوم نصب الزاكي ناخبا وطنيا، وعدنا يومها بكشف أسرار عقده مع الناخب الوطني عبر بوابة موقع الجامعة ولم يفعل، كما وعد بأشياء أخرى راحت أدراج رياح الأيام التي تنسي الضالين ولا تنسي غيرهم.
منذ اللحظة التي تزامن فيها تسمية الزاكي مدربا للأسود مع عيد الشغل عرفت أننا سنكون في عطالة، وقلنا يومها «الله يحفظ» من اختيار يوم يرتبط بفتوحات النقابات.
جميع مواليد فاتح ماي  للمصادفة عاطلون لا يشتغلون، ولعل ميلاد الزاكي في نفس اليوم الذي يتوافق وبرج الثور الذي ينتمي إليه، كان علامة من علامات البطالة التي يدفع اليوم فاتورتها بلقاءات ودية مسلوقة، ولربما ستستمر بصفعة من صفعات حياتو و(الكاف)، حين يلطمون بها خذ الكرة المغربية بواحدة من العقوبات المجمدة للنشاط، إن واصل أوزين ورفاق درب حكومته عزفهم على موال إيبولا.
يومها خرج لقجع وخطب في الحضور خطبته وقال بالحرف «بيننا والزاكي عقد سيتحدد مصيره يوم 8 فبراير، دونوا جيدا هذا اليوم، بلوغ نهائي (الكان) هو من يضمن بقاءه».
لست أدري أي سحر ذلك الذي رافق ضحكة الزاكي حتى لا أقول ابتسامته الماكرة وهو ينصت لوعد أشبه بالوعيد يطلقه الرئيس في حضرة أكثر من مائة 12 شاهد حضروا يومهما مراسيم التعيين.
اليوم شروط العقد، ملابساته وظروفه وحتى ما يحيط به انتفى ببلاغ الوزارة الذي يحيل على رفض احتضان الكان هنا بالديار، ويصر بلغة المبني للمجهول تصديرها لوجهة ستختارها (الكاف) مكرهة لا بطلة.
في عرف حياتو التعامل لا يكون سوى مع جامعات الكرة، وتدخل وزارة الشباب والصحة يصنف في قاموسه بـ «دخول الصحة»، لذلك تعامل الرجل مع بلاغ الوزارة بــ «كم حاجة قضيناها بتجاهلها»، فأدار ظهره لإيحاءاتها وذكر بقدسية مسابقة لا تقبل لا النقض ولا التأجيل.
حياتو انطلق ليصبح اليوم الرجل الثاني في عالم الكرة و(الفيفا) من المغرب، ولا يريد أن يخرج صغيرا من المغرب الذي دأب على احتضانه بكرم حاتمي، ففي المغرب يفوز الرجل بالرئاسة وتتمدد رجلاه وولايته سنوات طويلة وفيها يفوز منتخب بلاده بالكأس وبهدايا التحكيم، لذلك سيصر رغما على أنوفنا وعلى إيبولا الملعونة على أن نفتح الدار لكأسه ولو رفض أوزين والوردي وكل منظمات صحة العالم التصديق عليها.
في حكاية التأجيل هاته فائز واحد لا ثاني له، هو الزاكي الذي سيكون أمامه الإستمرار على الأقل لغاية 2017 مروضا للأسود، بعد أن زالت شروط التعاقد وانتفت مقومات قرصه وقهره بشرط النهائي والتتويج.
اليوم من حق الزاكي أن يجر الجامعة لــ (الفيفا) إن هي حاولت إقالته حتى وهو يفشل في بلوغ نصف النهائي وليس النهائي، لكون الكأس لن تلعب بالمغرب هذا إن شارك المغرب أصلا في هذه  الكأس ما لم تر (الكاف) العكس، وما لم يلعن من لعنوا إيبولا شيطانهم ويعقلونها ليتوكلوا على الخالق ويفتحوا ملاعبهم كما فتحت السعودية ودول أخرى حدودها للقادمين من الجنوب.
كلما كان الزاكي يخرج بتصريح يصر من خلاله على الفوز باللقب وبلوغ النهائي كنت أصاب بالدهشة، كيف لرجل يضع السيف على رقبته بهذا الشكل، وكنت أحسب أنه يرى في منتخبه ما لا نراه نحن أو أنه رأى رؤيا أخرى في منامه.
حكاية الزاكي ووعوده بالتتويج باللقب تحاكي ما روي في الأثر في واحدة من المقامات الشاهدة على أوجه التشابه في البداية كما بالخاتمة.
تقول الرواية أنه في إحدى القبائل كان رجل يحرس ضيعة حبلى بالخيرات وبما لذ وطاب من الأكل والصيد، وكان داخل هذه الضيعة جمل أبكم أصم له حظوة عند الحاكم.
ذات يوم قصد هذا الرجل الحاكم وطالبه بأن يملكه الضيعة لسنة واشترط على نفسه أن يكلم خلال هذه السنة الجمل، فوافق الحاكم على طلبه بشرط أن يعدمه أمام الملأ والشهود الذين حضروا الواقعة إن لم يكلم الجمل.
عاد الرجل - الحارس سعيدا عند أمه يخبرها بامتلاك الضيعة لسنة، فما كان من أمه إلا أن ناحت وبكت على حماقته وقالت له اليوم ستأكل خيرات الضيعة وغذا سيأكلك سيف الحاكم فمن أين لك أن تكلم الجمل؟.
فأجابها الحارس، يا أماه لنعش اليوم ولسنة ملوكا أشرافا، نأكل الغلة ونغنم الصيد وبعد سنة قد يموت الحاكم أو أموت أنا أو يموت الجمل.
الحارس لم يمت والحاكم لقجع ما يزال حيا يرزق، من مات هو الجمل، عفوا (الكان)، لذلك خرج الزاكي فائزا..