استطاع الدفاع الجديدي أن يزيح مضيفه الفتح الرباضي من منافسات كأس العرش عقب الفوز عليه بضربات الترجيح (4 - 3) في دور ثمن النهائي بملعب مولاي الحسن بالرباط، وذلك بعدما انتهى الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين بالتعادل من دون أهداف.
غياب الإثارة
لم يرق الشوط الأول من المباراة إلى المستوى الذي ترقبه الكثيرون.. فقد كانت المباراة تنذر بالكثير من الإثارة والمتعة والتشويق بالنظر إلى مستوى الفريقين وإلى قيمة لاعبيه.. لكن الرتابة التي عاشها الشوط الأول بالتفصيل الممل غيبت كل ما هو جميل في هذا اللقاء.
اعتقدنا أن البداية الحذرة من الفريقين كانت مجرد جس النبض.. لكن سرعان ما بات هذا الحذر هو الطابع الطاغي والأسلوب الذي سيطر على الشوط الأول في مجمله.. وهو ما جعل الكرة تقتصر على وسط الميدان في الغالب وبإيقاع بطيء، لذلك غابت الهجمات والضغوطات وكل سمات التهديد.. فوجد حارسا الفريقين نفسيهما في راحة شبه تامة.
وطيلة 45 دقيقة.. أي طيلة زمن الشوط الأول لم تُسجل أيه هجمة قوية أو أي تهديد خطير لهذا الفريق أو ذاك.. فقط ظل اللعب مقتصرا على وسط الميدان عبر تمريرات هنا وهناك تصل أحيانا إلى حد الملل.. وحتى إن بدت بعض التحركات من الفريقين توحي بالتهديد وبالرغبة في كسر رتابة المباراة .. فقد كانت تتم بشكل خجول جدا.
بداية الصحوة
بالتأكيد لم تتولد الرتابة خلال الشوط الأول عبثا.. ولم يعتمد الفريقيان على الحذر الشديد من أجل "قتل" الفرجة، أو حرمان الجماهير من كل ما هو جميل في هذه المباراة.. لكن الخوف من المجازفة وخشية السقوط في ما لا يحمد عقباه جعل مدربا الفريقين يحترسان أكثر من اللازم.. ويلتزمان بعدم تجاوز مساحات العبور أيضا أكثر من اللازم.. أي أنهما كانا يدافعان أكثر مما يهاجمان.. فقد كان كل مدرب يسعى لتفادي السقوط في المحظور والوقوع في فخ المباغثة، ولا يهم إن كان ذلك على حساب الفرجة أوتقديم الأداء الجيد والسلس.
ولأن الحسم خلال الشوط الثاني سيكون الحل الأنسب بالنسبة للفريقين فقد بدا الطرفان خلال هذا الشوط أكثر تحررا وأكثر رغبة في التخلص من حذرهما الشديد.. فبدأت ملامح الشجاعة في التهديد تظهر هنا وهناك.. وكانت الدقيقة 52 شاهدة على التهديد الهجومي الحقيقي من الدفاع الجديدي عن طريق مرتد مضاد للاعب مسوفا لكن حارس الفتح ارتدت منه الكرة لتجد نناح الذي سدد بدوره والعارضة تنقد الفتح من هدف حقيقي.. بعد ذلك رد الفتح بقةو في الدقيقة 55 بتسديدة قوية صدها حارس الدفاع.. ثم توالت التهديدات بالتناوب بين الفريقين أبرزها في الدقيقة 58 لصالح الدفاع وفي الدقيقة 68 لصالح الفتح.
الحل النهائي
أجرى كل مدرب خلال الشوط الثاني التغييرات البشرية والتكتيكية التي رآها مناسبة من أجل تغيير النتيجة لصالحة.. لكن ظل البياض سيد الموقف لينتهي الزمن الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي ويحتكم الفريقان غلى الشوطين الإضافيين.
ومع بداية الشوط الإضافي الأول اعتمد طاليب مدرب الدفاع على خوخوش بدل نناح ليمنح خط الوسط بعضا من الطراوة والدينامية.. لكن استمر الوضع على ما هو عليه بالنسبة للفريقين ولم يستطع أي منهما أن يغير وضع النتيجة لينتهي الشوط الإضافي الأول أيضا بالبياض.
وخلال الشوط الإضافي الثاني ظهر الفتح أكثر إصرار على الضغط والهجوم.. لكنه ظل يصطدم بدفاع صامد يصعب اختراقه.. فيما اكتفى الدفاع الجديدي بالاعتماد على المضادات مع إغلاق كل المنافذ في مناطقه الحساسة.. وفي نهاية المطاف لم يستطع أي فرق تغيير نتيجة المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي..
ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح.
وابتسمت الضربات الترجيحية لفريق الدفاع الجديدي بعدما نجح في التصويب والتهديف كل من النوري وفابريس نغا وبامعمر وخماس فيما ضيع اللاعب أنور جيد.. أما فريق الفتح فقد سجل له كل من لواني ونفاتي ومقران بينما ضيع له اللاعبان سعدان والباسل.