يرحل الوداد البيضاوي للديار الإيفوارية، وكله أمل وطموح للعودة بنتيجة إيجابية يزكي بها الفوز العريض الذي حققه في الذهاب بسباعية، إمتياز مهم وفارق مريح من الأهداف، يسهل من مهمة الفريق الأحمر بأبيدجان، لكن هذا لا يعني الإستهانة بالخصم الإيفواري الذي سيضرب ألف حساب للوداد وسيستعد له بشكل جيد، من أجل الإنتصار لكرامته والمصالحة مع جماهيره، ومن دون شك فإن العناصر الودادية بدورها ستخوض المباراة بالجدية اللازمة وبنفس الحماس والإصرار لتحقيق نتيجة إيجابية تضمن لهم حضورا للمرة الثالثة على التوالي ضمن دور المجموعات.
تجديد العهد مع الرحلات نحو الأدغال
يعود الفريق الأحمر ليكتشف أجواء الأدغال الإفريقية للموسم الثالث على التوالي، والأكيد ان هذه المرة ستكون مختلفة عن المرات السابقة بحكم الفوز العريض بسباعية بمركب محمد الخامس، النتيجة جد إيجابية لأنها ترجح كفة الفريق الأحمر على الورق، لكن كرة القدم لا تخضع للمنطق وتبقى حبلى بالمفاجآت، صحيح أن الأرقام تؤكد بأن دفاع الوداد نادرا ما يقبل أكثر من هدفين، لكن الضرورة تقتضي الحذر واتخاذ الإحتياطات اللازمة والضرورية.العناصر الودادية ستخوض المباراة بارتياح أكبر، وهذا سلاح ذو حدين إذا علمنا بأن الخصم الإيفواري سيلعب الكل للكل، وهو الجانب الذي يجب استغلاله من طرف العناصر الودادية لامتصاص هذا الإندفاع، وبالتالي التعامل مع المباراة بدون أي ضغط وبتركيز تام.
نتيجة مريحة في الذهاب
حقق الوداد أفضل النتائج بالنسبة لباقي الأندية الوطنية، وهذا يؤكد استفادة الفريق الأحمر من مشاركاته السابقة، وبالفعل فقد كانت تجربة العناصر الودادية حاضرة في مباراة الذهاب، فبالرغم من افتتاح الخصم لحصة التسجيل في وقت مبكر من المباراة فإن ذلك لم يكن له تأثير سلبي على معنويات الفرسان، بل كان رد فعلهم قويا وسريعا، ما مكنهم من العودة في المباراة في ظرف قياسي، كما لم يتركوا الفرصة للخصم لكي يأخذ الثقة، وحتى عند انتهاء الشوط الأول بالتعادل، فقد كان التعامل مع الشوط الثاني جيدا من خلال استغلال فترات قوتهم، واستثمار المرحلة التي انهار فيها الخصم بإثقال شباكه بمجموعة من الأهداف التي سيكون لها وزن في رحلة الإياب.
الوداد بشخصية البطل
في مباراة الذهاب ظهر الوداد بشخصية قوية وبثوب الفريق البطل وظهر الفرق واضحا بين الفريقين داخل المستطيل الأخضر، واستطاع الفرسان أن يتفوقوا على منافسهم من الناحية الفردية والجماعية كذلك، وبالرغم من الحماس الزائد للخصم فإن ذلك لم يمنحهم الإمتياز في ظل المستوى الجيد الذي ظهر به أصدقاء نقاش.
وعلى عكس النسخة السابقة لعصبة الأبطال حين كانت التركيبة البشرية للفريق الأحمر جد محدودة، فإنها تضم حاليا 26 لاعبا، وهذا ما يترك هامشا كبيرا للإختيار بالنسبة للمدرب البنزرتي، حيث الضرورة تفرض تدوير التركيبة البشرية ومنح قسط من الراحة لبعض العناصر التي تم استعمالها كثيرا في المباريات الأخيرة لتفادي الإرهاق والإصابات التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجموعة بفقدان بعض الركائز الأساسية.
الخصم سيظهر بصورة مختلفة
من دون شك سيظهر الفريق الإيفواري بصورة مختلفة عما كان عليه في مباراة الذهاب، لأنه لن يقبل بهزيمة ثانية بميدانه وأمام جماهيره، مدرب الفريق كواسي أبي ياوو أرسل بعض الإشارات في الندوة الصحفية التي عقدها بعد مباراة الذهاب، حين أوضح بأن فريقه سيذهب ليشتغل ويجتهد لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت في الدار البيضاء، وسيبذل قصارى جهده للرد بقوة، الفريق الإيفواري يتوفر على عناصر جيدة خاصة على مستوى خطي الوسط والهجوم، تتميز بقصر قامتها ومؤهلاتها الفردية، لكن الفريق يعاني على مستوى خط الدفاع، وهو الجانب الذي قد يستغله الوداد لصالحه.
تأثير التعادل الأخير على المعنويات
نجح الوداد بقيادة مدربه البنزرتي في تحقيق مجموعة من الإنتصارات المتتالية، قبل أن تتوقف هذه السلسلة نهاية الأسبوع الأخير أمام المغرب التطواني الذي استطاع انتزاع تعادل ثمين من قلب الدار البيضاء، التعادل كان بطعم الهزيمة بالنسبة للمجموعة الودادية التي كانت تطمح لإضافة ثلاث نقط مهمة للرصيد لتقليص الفارق عن أندية الصدارة، لكن منطق كرة القدم يفرض تقبل كل النتائج والإستفادة من أي تعثر بتصحيح الأخطاء في المباريات القادمة.
تحصين الدفاع واجب
باستثناء المباراة الأخيرة أمام المغرب التطواني، فقد استطاع أشبال المدرب البنزرتي زيارة شباك خصومهم سواء داخل القواعد أو خارجها، وهذه نقطة إيجابية تحسب للإطار التونسي الذي نجح في تطوير الفعالية الهجومية للفريق الأحمر، ما مكن الخط الأمامي للفريق من الإنفجار في المباريات الأخيرة وبالتالي إرعاب الخصوم، لكن الضرورة كذلك تقتضي إلتزام الحذر والحيطة على مستوى الدفاع لتجنب قبول شباك الفريق للأاهداف، وهذا هو الجانب الذي يجب التركيز عليه أكثر خاصة في المباريات الإفريقية، فالتجربة أكدت بأن تتويج الوداد باللقب القاري مع المدرب عموتا لم يكن بسبب قوة هجومه وإنما بفضل صلابة وتماسك دفاعه.
الوداد أوفر حظا
صحوة الوداد الأخيرة تؤكد توفره على كل مقومات الفريق الكبير، وكل المؤهلات التي تمكنه من المنافسة بقوة على لقبه القاري، خطوة واحدة فقط تفصل الفرسان عن دخول دور المجموعات، وكل الحظوظ بجانب الفريق الأحمر الذي يتفوق على الخصم الإيفواري من حيث الإمكانيات وكذا التجربة، وإن شاء الله سيعود أشبال المدرب البنزرتي سالمين غانمين .
البرنامج
السبت 17 مارس 2018
بكوت ديفوار: ملعب روبير شامبرو بأبيدجان: س16: ويليامس فيل ـ الوداد البيضاوي