من أصل ست مباريات خاضها الدفاع الحسني الجديدي في 21 يوما حصد أربعة هزائم ،ثلاثة منها خارج الميدان كلها تجرع مرارتها بمدينة الرباط الذي بات يشكل فألا سيئا للدكاليين ، وذلك على التوالي أمام كل من الوداد،الفتح والرجاء،إلى جانب طبعا خسارة واحدة بملعب العبدي ضد نهضة بركان، وهي حصيلة أقل ما يقال عنها أنها كارثية لفريق توج في الموسم الماضي بلقبي الوصافة في البطولة والكأس، ومن تمة أسقطت هاته النتائج السلبية القناع داخل الفريق الدكالي الذي تأكد بالواضح والملموس أنه يعاني اختلالات تقنية وبشرية ،فإلى جانب سوء تدبير المباريات المؤجلة التي جنى منها الدفاع الأصفار المكعبة،بدا واضحا أنه يعاني من ضعف كبير في كرسي البدلاء في كثير من المراكز،بدليل أن غياب الثنائي يوسف أكردوم وفابريس نغا خلف فراغا كبيرا في دفاع الدفاع الذي أضحى أشبه بطريق سيار متعددة الاتجاهات ،دون أن نغفل الأخطاء البدائية والقادمة للحارس يحي الفيلالي الذي قدم هدايا لا ترد للمنافسين في عديد المباريات ،ومن تمة أصبح مركز حراسة المرمى يمثل الحلقة الأضعف في تشكيلة الفريق في الوقت الراهن ، ناهيك عن ضعف بعض المنتدبين أو قطع الغيار المنتهية الصلاحية، وتراجع مستوى كثير من اللاعبين الذين كانوا بالأمس القريب من الركائز الأساسية للنادي قبل أن ينطفئ نجمهم ،ومن المظاهر السلبية التي برزت داخل الدفاع الجديدي وساهمت هي الأخرى في تراجع أداء ونتائجه غياب الانضباط والاحساس بالانتماء إلى المجموعة، خاصة لدى لاعبي الخط الأمامي ، وأسوق هنا تمثيلا لا حصرا حميد أحداد الذي يميل أكثر إلى النزعة الفردانية والأنانية في اللعب، أو ما يصطلح عليها بالأنانية السلبية عند بناء الهجمات ، رغبة منه في تلميع صورته والتعجيل بالاحتراف ليحدو حدو زميله ورفيق دربه وليد أزارو المنتقل إلى الأهلي المصري، نفس الشيء ينطبق على بلال المكري وآخرين.. ، دون أن يتحرك الطاقم التقني لمعالجة هذا المشكل الذي أضر بالفريق الدكالي الذي يمر من مرحلة فراغ صعبة طال أمدها وأحدثت جرحا عميقا في نفوس الجماهير الدكالية ،وتتطلب من إدارة الدفاع التحلي بما يلزم من الجرأة والشجاعة وتحديد المسؤوليات لوقف النزيف ،وإعادة القطار إلى سكته الصحيحة ، بدل الاكتفاء بدور المتفرج اليائس،ويبقى تعزيز الترسانة البشرية للنادي من أولوية الأولويات ، وذلك باستقطاب لاعبين جاهزين ومتمرسين قادرين على منح الإضافة المرجوة للفريق الجديدي سواء في منافسات البطولة الوطنية أو عصبة الأبطال الإفريقية.