يلتقي بعد غد السبت بمركب مولاي عبد الله بالرباط فريقا الدفاع الحسني الجديدي والرجاء البيضاوي في ثالث أعياد الكرة المغربية التي يشهدها شهر نونبر الحالي بعد ملحمتي الوداد البيضاوي والمنتخب الوطني، الفريقان سيتنافسان على نيل لقب الكأس الفضية بعد أن سبق لهما أن إلتقيا في هذه المباراة النهائية في مناسبتين، الأولى كانت لصالح النسور، في حين حسم الفريق الدكالي المواجهة الثالثة، وسيكون الجمهور المغربي بدون شك على موعد مع عرس رياضي وأمسية كروية تغري بالمتابعة، خاصة أن المباريات بين الفريقين غالبا ما تميزت بالقوة والندية، والحظوظ تبقى متساوية بين الطرفين، ومن تعامل مع المباراة بشكل جيد وكان تركيزه أكبر هو من ستكون له الأفضلية.
الطريق للنهائي
الوصول لهذه المحطة النهائية لم يكن سهلا بالنسبة للفريقين، حيث كان عليهما تجاوز أندية قوية خاصة في المربع الذهبي بعد أن تفوق الفريق الدكالي على النهضة البركانية في مباراة هتشكوكية سجلت فيها سبعة أهداف، أربعة منها لأشبال المدرب طاليب، في حين تعادل النسور مع الجيش الملكي ذهابا وإيابا، وكان امتياز الهدف خارج القواعد كافيا لكي يبلغ أشبال غاريدو هذه المحطة النهائية بعد التضحية بثلاث نقط في منافسات البطولة أمام أولمبيك أسفي.
المواجهة الثالثة
يعود أخر لقب للرجاء البيضاوي لسنة 2012، حين تفوق النسور على الجيش الملكي بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي ليحسمها الفريق الأخضر لصالحه بالضربات الترجيحية، نفس المشهد تكرر في السنة الموالية بين الرجاء والدفاع الحسني الجديدي، حيث كانت الكلمة للفريق الدكالي الذي توج بأول لقب في تاريخه، ليضع بذلك حدا لسنوات عجاف على مستوى النتائج، ويثأر من الهزيمة التي تعرض لها من ذات الفريق في نهائي سنة 1977 بعد هدف المرحوم بكار الذي منح اللقب الثاني من نوعه للرجاء في هذه المسابقة.الرجاء بحوزته سبعة ألقاب ويبحث عن لقبه الثامن، في حين أصبح الفريق الجديدي متخصصا في منافسات كأس العرش في السنوات الأخيرة، فبعد أن توج باللقب قبل أربع سنوات، خرج من المربع الذهبي في السنة الماضية، ويحدوه طموح كبير لنيل اللقب الثاني وتكرار سيناريو سنة 2013.
مدربان يبحثان عن الشهد الأول
المدرب عبد الرحيم طاليب سبق له أن تجرع مرارة الهزيمة في النهائي مع فريقه السابق النهضة البركانية قبل ثلاث مواسم، ويطمح هذا الموسم للتتويج بأول لقب له رفقة الدفاع الحسني الجديدي بعد أن قاده لوصافة البطولة السنة الماضية ولمشاركة مستحقة في عصبة الأبطال الإفريقية، ويعتبر طاليب من أبرز الأطر الوطنية وأكثرها تجربة، ويتوق حاليا لكي يجني ثمار سنوات مع العمل الجاد، بالمقابل تعتبر هذه التجربة الأولى للمدرب الإسباني غاريدو بالمغرب، ويسعى لأن تكون ناجحة يدشن من خلالها موسمه الأول بقيادة النسور لسكة الألقاب التي غابت عنه في المواسم الأربع الأخيرة، إلا أن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة للمدربين، خاصة وأن جزئيات صغيرة قد تحسم هذه القمة.
مستوى متقارب
الفريقان يتوفران على تركيبة بشرية غنية وعلى مفاتيح لعب مهمة يمكن لطاليب وغاريدو استثمارها على نحو جيد وتقديم مستوى يليق بهذا العرس الرياضي، خاصة أن الفريقان قدما كذلك بعض الإشارات القوية بداية هذا الموسم، فبالإضافة لبلوغ هذه المحطة النهائية فإن الدفاع الجديدي يحتل الوصافة على مستوى البطولة برصيد 11 نقطة، مع مباراتين مؤجلتين، وهو الفريق الوحيد الذي لم يتجرع طعم الهزيمة، يتوفر على خط هجوم قوي بمعدل تهديفي يصل لهدفين في كل مباراة، في حين قبلت شباكه أربعة أهداف من خمس مباريات، أما فريق الرجاء فقد كان الفريق الأفضل على مستوى الأداء في المباريات الخمس الأولى، ما مكنه من احتلال مركز الوصافة برصيد 11 نقطة كذلك، لكن الهزيمتين الأخيرتين زرعتا الشكوك لدى أنصاره، وخلفت بعض الإستياء لدى مكونات الفريق الأخضر، فهجوم الرجاء أقل فعالية من هجوم الفريق الدكالي، في حين أن هناك تقارب بالنسبة لخط الدفاع، وتبقى هذه مجرد أرقام، لأن مثل هذه المباريات النهائية تحتاج أكثر للتركيز على الجانب النفسي أولا والبدني ثانيا وكذلك للصرامة الدفاعية وشراسة هجومية تساعد على الوصول للشباك.
فالوصول للنهائي تحقق عن جدارة واستحقاق بعد إسقاط أندية كبيرة وطموح اللاعبين والمدربين أصبح أكبر، لأن هدف الجميع هو التتويج.
في انتظار عرس كامل الأوصاف
المباريات السابقة للفريقين تعطي الإنطباع بأن هذا النهائي سيكون في المستوى في ظل تواجد مجموعة من العناصر المتميزة في صفوف الفريقين، حيث يعتبران حاليا القاعدة التي تغذي المنتخب الوطني المحلي، كما أن تواجد مدربين يمنحان الأفضلية للأسلوب الهجومي كلها مؤشرات توحي بأن أطوار المباراة ستتميز بالتشويق والإثارة و المتعة داخل المستطيل الأخضر، كما ستشتعل المدرجات بحضور جمهور حماسي من أنصار الفريقين، وبعد الإنتعاشة التي عرفتها الكرة المغربية مؤخرا بتتويج الوداد البيضاوي باللقب القاري، وتأهل الأسود المستحق لمونديال روسيا، فإن أنظار عشاق المستديرة ستحول وجهتها يوم السبت للعاصمة الرباط، حيث الموعد مع هذا النهائي التاريخي بين الرجاء والدفاع، وكل الأمل أن يرقى لمستوى التطلعات، ويقدم الصورة الطيبة عن المنتوج الكروي المغربي، ونتمنى أن يكون التتويج للأفضل ولمن يستحقه، مع العلم أن الفريقان سيمثلان الكرة المغربية الموسم القادم في المنافسات الإفريقية، الرجاء بكأس الكاف، والفريق الدكالي بعصبة الأبطال الإفريقية.