في مباراة بطولية رائعة وشجاعة تمكن الوداد البيضاوي من إحباط الأهلي المصري وإفشال كل مخططاته، بإرغامه على التعادل الإيجابي 1-1 بملعب برج العرب بالإسكندرية ضمن ذهاب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية.
بداية النزال عرفت أسوء سيناريو للوداد بإستقبال هدف مباغث ومنذ الدقيقة 2 عبر تسديدة رائعة لمومن زكرياء، لكن الصفعة الغادرة كانت ضارة نافعة إذ أيقظت الوداديين مبكرا وأخرجتهم للعب والبحث عن التعديل، فجاء الإندفاع الهجومي عبر الثنائي أوناجم والحداد، ولم يتأخر الرد كثيرا فوقع الهداف بنشرقي هدف التعادل من رأسية جميلة د16 مستثمرا عرضية لأوناجم، والذي تم تغييره دقائق بعدها عقب شد عضلي.
ولعب الوداد بشكل مميز وإنضباط تكتيكي محكم فأغلق كل المنافذ وكان السباق لجل الكرات، في وقت بدا فيه الإرتباك على المصريين الذين سقطوا في التمريرات الخاطئة وغياب الحلول الهجومية، وعانوا من صرامة دفاعية ودادية ومرتدات مقلقة في نصف أول متكافئ نتيجة وناجح أداءا للضيف.
ردة فعل الأهلي كانت منتظرة في شوط ثان تسيده رفاق عبد الله السعيد بالطول والعرض وضغطوا بشكل رهيب خصوصا في الربع ساعة الأولى، لكنهم إصطدموا بحافلة حمراء تعرف جيدا كيف تسد الممرات وتشل حركة السير، فإستبسل الكل ووقف الند للند في وجه المصريين الذين لم يجدوا منافذ للعبور، فيما كان بنشرقي معزولا ويناور وحيدا في هجمات مرتدة غابت عنها المساندة والدعم.
ومع مرور الدقائق زاد الأهلي من الضغط وكاد أن يخطف هدف الفوز في الوقت بدل الضائع عبر تسديدة خطيرة للبديل متعب، وصمد الوداد وأكد أحقيته بإسم المقاومة حتى صافرة النهاية من الحكم الإثيوبي تيسيما، لينال المراد ويأخذ شحنة كبيرة جدا من المعنويات والأفضلية لمناقشة لقاء الإياب بعد أسبوع بذكاء وإندفاع وحذر، بغية حصد أغلى الهدايا والمتمثلة في النجم القارية الثانية من قلب ملعب الرعب بالدار البيضاء.